خريف التاسع من يونيو !؟ محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] يحكي ان رجلا كان يعاني من داء ( البواسير ) لم يترك طبيبا أوحكيما أو بصيرا أو حتي وداعية حتى طرق بابا لهم بحثا عن حل لمشكلته مع ذلك الداء..وأخيرا اهتدي الي رجل مسطول من أصحاب الصقعة القوية الذي أعطاه دواء في شكل مسحوق واصفا طريقة الاستعمال وحددله مدة يراجعه بعدها للتاكد من النتيجة؟! وكانت المفاجأة أن عاد الرجل قبل انقضاء المدة بايام وهو يكاد يطير من الفرح الي صاحبنا مبشرا بانه تعافى تماما من علته..وقبل أن يكافيء معالجه ...سأله في نشوة غامرة بالله عليك ياعظيم قل لي..ما سر وسحر هذا العلاج العجيب؟ فقال له المسطول بتباهي واضح ..هو اختراع من بنات أفكاري ..قمت بتركيبه من أجساد الضفادع .. والان بعد أن تأكدنا من نجاحه في علاج بواسيرك والحمد لله ..فقط عليك ان تنتظر حتي نزول الخريف لنتأكد من الأثار الجانبية له.؟! وهكذا شفي الرجل من علته العضوية البدنية .. ولكنه دخل في الهاجس النفسي من أصوات النقيق التي تنتظره عند حلول الخريف.. وهو ذاته حالنا مع علاج نيفاشا الناقص..قال لنا الشريكان ان مشكلة الجنوب انتهت..ولكن علينا الانتظار حتي مابعد التاسع من يوليو لحلحلة بقية المشاكل المؤجلة والعالقة في عدة مواضع حساسة من جسد الوطن .. والتي لم تنتظر ذلك التاريخ حتي تفتحت جروحها في أبيى و جنوب كردفان وتعالت بعض الاصوات الناقمة في النيل الازرق و بقيت أصوات دارفور وان هي صمتت قليلا ولكنها تظل مثل بيات الضفادع التي تستيقظ عند هطول الخريف لتواصل الغناء المزعج في اطراف المستنقعات .. وعباقرة الانقاذ لم يطمئنوننا ابدا ..فتوعدونا بالضوائق الاقتصادية التي يجب ان نستعد لها مابعد خريف التاسع من يونيو حيث سينقطع الزيت عن حلة الشمال وعلينا ان نقّرض الرغيف علي رائحة ( كشنة ) البصلة التي تهب من الجنوب ..وقالوا لنا في صراحة أو قل وقاحة ذلك المسطول ان مشكلة الجنوب حلت ولكن تنتظركم في الشمال جراحات اقتصادية قاسية هي نوع آخر من الجهاد الذي سيذهبنا الي الاخرة جوعا ..تصحبنا دعوات شيوخ الحكومة وعلمائها .. بان يجعل الله الامر في ميزان حسناتنا ..ويعوضنا الجنة عن دنيانا التي سنفقدها على ما يبدو..فداء ورضاء بحكمة الخلافة الراشدة التي ما تركت تركيبة معالجة ناقصة الا ومسحتها على اجسادنا المنهكة ولا زالت تطلب منا ان ننتظر حتي حلول الخريف لتتأكد من الأثار الجانبية فهل ننتظر ؟!.. فليعنا ربنا المستعان وهو من وراء القصد..