محلية الخرطوم تشرد أكثر من ثلاثين بائع متجول بحجج واهية تحت مظلة التنظيم وبالرغم من ان هؤلاء الباعة تقدموا بطلبات للمحلية لتوفر لهم اماكن مستقرة للبيع لكنهم لم يجنوا غير الوعود الزائفه بعد ان دفعوا المستحقات المفروضه عليهم اصبح الوضع اكثر تأزماً بعد ان اضطروا الى البيع فى الطرقات ليكونوا بذلك ضحيه سهله المنال لسوط الجبايات التى تفرض فور مصادرة السلع والادوات لتبدأ بذلك فصول لمأساة تشهدها أروقة المحلية وعربات (الكشة)... عين التحقيقات القت الضوء على هذه الظاهرة التي تهدم البيوت وتشرد الاف الاسر بحجة التنظيم غير المسؤول: ٭ معاناه تحت المجهر..! أحد الباعة المتجولين يبلغ من العمر 42 عاماً يعمل ببيع الخضر والفاكهه بموقف جاكسون تقدم كغيره بطلب للمحليه للحصول على رخصة تجارية ولم يجد سوى الاهمال وها هو يعيش ذات المشكله بعد ان صادرت (الكشه) كل ما لديه وفقد راس ماله وجدناه وهو يستجدى ليدفع الغرامه ويرجع لعمله. وصبى اخر يمتلك (درداقة) لبيع الموز يعول اسرة كبيره صُدرت منه مع بدايه اليوم ليعود لاسرته بخفى حنين وعند سؤالنا عن مشكلته اطلق جمله كالخنجر فى خاصره الانسانيه (يعنى نشتغل يشيلو حقنا نسرق نبقى حراميه... الحل شنو) وهذه ضحيه اخرى تحت مسمى تنظيم الاسواق. ومظهر اخر يمثله ثلاثون شاباً يلفهم الحزن والغضب المكبوت ولسان حالهم يحكى قصتهم بذات التفاصيل المؤثره صُدرت بضاعتهم وفقدوا سبل رزقهم بلا شفقه او رحمه حيث اكد احدهم ان المحليه تصادر بضاعه يوميا ويقوم بدفع الغرامه ليعمل نصف اليوم والنصف الاخر يقضيه فى استجداء ضباط التنظيم وقالها داويه (تدفع تشتغل...ترفض تبقى عاطل) مما يثبت بالادله الدامغه التهاون فى تطبيق القوانين ان وجدت. (الناس ديل الا تغمت ليهم) هذه الجمله لمست كبد الحقيقه من رجل ستيني يعمل فى بيع الخضر وقال ان له تجارب فى (غمت) مبالغ ليبعد عنه شبح الكشه ويعمل فى هدوء وغيره يكابد فى ابتكار طرق للهروب من اجل لقمة العيش. ٭ الوجه الاخر للحقيقة..! بعض الباعه تقدموا بطلبات للمحليه لتمليكهم بترينات للعرض وقامت الجهه المختصه بتنظيم الاسواق بملء كروت كخطوه اوليه للتمليك وتفاجئوا بتخصيص المساحه لبيع الملابس ورفضت رفضا قاطعا تسليم اى بترينه لبائعى الخضر او تخصيص مساحه لهم وعند سؤال اللجنه اكدوا ان التصاديق المستخرجه هى فقط تخص السلع والملابس ولا توجد اى ترتيبات للخضر والفاكهه وبائعات الشاى اللائى لا يجدن من يساعدهن فى استرجاع ادوات العمل وقالت مسنه انها تعمل منذ اربع سنوات وطيله هذه الفتره تقوم بدفع مبلغ 200 جنيه يومياً لعربات الكشه وقد جاهدت واخريات للحصول على تصديق. ٭ من المحررة: كان لا بد من زيارة ميدانية لمخازن المحلية وفوجئنا بالاكتظاظ الواضح لعدد مهول من (الترابيز والبنابر والدرداقات) بالاضافه للفواكهه بكل انواعها والتى تتلف من سوء التخزين. فيما ابان عدد من المتضررين انهم سألوا عن مصير الفاكهه والخضر التى تصادر فكان الرد انه يتم التبرع بها لدور الايتام والمسنين الامر الذى جعلنا نسعى فى الوصول الى مكتب المدير التنفيذى بالمحليه للوقوف على حقيقه الامر وبعد اسبوعين من المماطله لم نحظى باى رد يبرر ما يحدث من خسائر للباعه فيما اكد احد الباعه الذى يفترش اراضى مكاتب المحليه فى انتظار التصديق ان المسئولين بالمحليه لا يهتمون بمعاناتهم ويتعاملون معهم باستهتار واضح فيما استجهن ثلاثون اخرين ضياع حقوقهم وهددوا بمظاهرات غير مشروطة فى سبيل الحصول على تصديق...«عين التحقيقات» والمتضررين فى انتظار رد المحلية على هذه الاتهامات.