الرابع عشر من شهر أغسطس سنة ألف وتسعمائة وخمسين يوم لا ينسى في تاريخ الشعب السوداني، يوم كتب تاريخه بأحرف من نور في سجل بطولاته، يوم في تاريخ قوة دفاع السودان التي تغير اسمها إلى الجيش السوداني.. ذكرى مجيدة تمر نفحاتها هذه الأيام حاملة «60» عاماً من عمر القوات المسلحة السودانية الباسلة، وكان أول احتفال لها العام 1954م عندما تم تسليم قيادة الجيش البريطاني إلى قيادة الجيش السوداني، فكان أول قائد هو أحمد محمد الجعلي ومنذ ذلك التاريخ ظلت القوات المسلحة تحتفل بهذه المناسبة كل عام ويشمل الاحتفال طابور عرض واستعراض القوة والعتاد العسكري ومخاطبة القائد الأعلى للقوات المسلحة بجانب كبار قيادات الجيش. يأتي عيد القوات المسلحة الستون هذا العام والبلاد تشهد متغيرات كثيرة خاصة على النطاق العسكري فقد خاضت معارك ضارية مع قوات التمرد في كل من جنوب كردفان وولايات دارفور المختلفة ورفعت أقصى درجات استعداداتها لتلك المعارك التي أسمتها بالصيف الحاسم. وقد جردت لذلك الصيف كتائب كثيرة جابت معظم المناطق المستهدفة والتي تخوض فيها نزالات متعددة مع أطراف متعددة هي الاخرى بيد أن ذلك الأمر ظل مستمراً لفترات قريبة من الراهن اليوم ولم يكمل الجيش تمام سيطرته على كل البقاع التي يستهدفها كمنطقة كاودا معقل الحركة الشعبية قطاع الشمال، ومناطق الجبهة الثورية وحركات دارفور التي لا تزال تحت سيطرتها رغم النزالات القوية التي واجهتها من القوات المسلحة، في الوقت الذي أشارت فيه دوائر عسكرية أن التمرد يلفظ أنفاسه الأخيرة وأنه لا بديل له سوى الجنوح للسلام والانخراط في العملية السلمية. وطالب الجيش المتمردين بضرورة الميل للسلام والانخراط في بناء الوطن مطالباً بإيقاف الحرب التي يخوضها لجهة أنها تأتي تدميراً للبلاد ومكانتها. وحول المناسبة ومكانتها لدى العسكر، يقول رئيس الأركان الأسبق الفريق أول ركن محمد محمود جامع ل«الإنتباهة» إن عيد الجيش بالنسبة لهم وقفة مع النفس نراجع فيها مواقفنا كل منا في موقعه، ماذا قدم لهذاالوطن وما الذي يجب أن يقدم حتى نستطيع أن نحافظ على وطننا أولاً من ثم ننبعث معه لمرحلة أكبر من التطور والنماء كما نأمل ونحلم جميعاً. وحول ما أن ما بصم عليه البرلمان من رفع رواتب الجيش من أنه يأتي تماشياً مع هذه الروح وعرفاناً لدور القوات المسلحة، يقول جامع إن هذه البيانات صارت مكرورةً و وتمضي بمرور الزمن إلى طي النسيان، مشيراً إلى أن هذا الشعور إذا لم يكن محسوساً لدى عساكرنا واراملنا وايتامنا، لا يكون لأفراد القوات المسلحة اي طعم للمرتب ولا المعاش. وطالب بان تدرس الأمور كلها دراسة جيدة متكاملة لإزالة كل التشوهات الموجودة حالياً بقدر ما نستطيع، وهي ليست بالعملية الصعبة، وانما بادرة خير طالما ان الناس اتجهوا لهذا الاتجاه. وحول درجة تطور القوات المسلحة مستقبلاً وتجويد العمل بكل مرافقها خاصة التدريب والعدة والمعدات، يقول سيادتو جامع نشكر الله اننا عندنا قوات مسلحة غنية بالأفراد الأكفاء والمقتدرين، تؤدي واجباتها بصورة طيبة بيد أنه طالب بعد التذرع بعدم وجود الامكانات، حالة التقصير، مؤكداً أن ذلك يؤدي لخلل كبير، وطالب بأن يكون التدريب متوافقاً مع المرحلة التي يقدم عليها السودان، لأننا مهددون بمخاطر تدخلات من جهات مختلفة بالخطر الاسرائيلي واليهودي الذي افصح عن نفسه ضدنا، فيما أشار إلى الحسرة الكبيرة التي تحسها القوات المسلحة التي لم تستطع ان ترد على اسرائيل ولوبضربة واحدة على الضربات التي وجهتها إلينا. وطالب بالعمل بقوة والسعي لتوجيه ضربات لإسرائيل، ورد الصاع حتى لا توسوس لها نفسها بالاعتداء علينا مرة اخرى. وأكد أن الضربات التي وجهتها لنا في بورتسودان عداء صريح، لأنها هي من اكدتها، ولذلك يقول جامع لابد من عمل كبير ودؤوب لرد الضربة لإسرائيل وإعلامهم بمدى قدرتنا وقوتنا. وأضاف رئيس أركان الجيش موصياً الجنود، بأن تضحياتهم كبيرة ومقدرة، وإذا ما وجدوا في أنفسهم حاجة من الحيف أو الظلم وقع عليهم فعليهم بالصبر ثانياً وثالثاً ورابعاً حتى يهيئ الله سبحانه وتعالى توفير ما نحتاجه من إمكانات لأداء واجبنا المقدس أولاً ونترك إحتياجاتنا الحياتية للمرحلة المقبلة. وعن أهمية الصبر لبلوغ النصر يقول الفريق أول جامع أنهم وخلال قيادتهم للمعارك والعمليات كانوا يطوون بطونهم وذخيرتهم ناقصة والسلاح متدني الكفاءة، لكنهم كانوا دائماً ينتصرون بإيمانهم العالي بالله وصبرهم الكبير مطالباً بإستمرار هذا الصبر والايمان لحماية الحدود حتى تفجير الطاقات. وناشد رئيس الأركان جميع السودانيين بالوقوف صفاً واحداًلمعرفة التحديات التي تواجهنا كأمة وعلى الدولة أن توفر الامكانات التي تستطيع توفيرها حتى نقوم بدورنا كاملاً حفظاً لهذا التراب، كما وانه على الممسكين بالامور تعبئة الامة السودانية لتكون صفاً واحداً وتعريفها بالخطر القادم نحوها ويجب توعيته بانه يجب ألا نقاتل أنفسنا بعضنا البعض وانما نتوحد جميعاً لمجابهة العدو والمهددات التي تجابهنا، وأضاف بقوله نحن واثقون في قواتنا المسلحة وقد قدنا عمليات لسنوات طويلة وندرك أن الشعب السوداني شعب مقاتل بطبيعته ولكن علينا أولاً أن نقف كلنا صفا واحداً ونعرف المهددات التي تواجهنا.