لنترك ملف التعدين عن الذهب بخيره وشره .. لنقف عند صراع معدِّني أهالي الكتوتاب وشركة نواتي للتعدين التي راح ضحيتها الشاب القتيل محمد الصديق عبدالباقي، أثنا مداهمة الشركة عبر شركة أمنية تسمى «سوار» تتبع لشركة نواتي لموقع المعدنين، لإجبارهم على إخلاء مواقعهم، توفي محمد وترك أهله سؤال من القاتل نواتي أم سوار؟ قتل محمد وهرب «14» من العمال صغار السن الى الجبال ولم يظهر لهم أثر حتى اللحظة، هربوا خوفاً من الرصاص والنار لأنهم بسطاء جاءوا من اجل الذهب ولم يعلموا بان الطريق صعب؟، أوثق بعضهم بالحبال ورُموا في هجير الرمل، انفضت لجان بواسطة وزارة التعدين لتنهي العداء بين الطرفين لكن دون جدوى، لانهم اصحاب حق كمعدنين اهالي، احتجوا امام المشرحة أهل الدم الدباسين والبوادرة والشكرية وتوجهوا إلى وزير العدل الذي صرح ان هنالك تصديق واحد لجهة ما.. وجاءوا الى مكاتب الصحيفة والحزن بادياً عليهم وشرارة القهر تلمع من نظراتهم ملامحهم بائسة وبها ضيم، لكنهم ينتظرون العدالة وقفوا صفاً واحداً وقالوا كلمة واحدة «القصاص» .!! حادثة القتل يشرح تفاصيلها ل«الإنتباهة» ابراهيم رحمة الله حسن، وهو صاحب الموقع الذي حدثت به الحادثة، ويقول في الساعة التاسعة صباحاً تمت مداهمتنا بثلاث عربات تاتشر تتبع لامن المعادن، بها «30» فرداً منهم من يرتدون الذي الملكي ويتبعون لشركة نواتي للتعدين، مطالبين ان نخلي لهم مواقعنا وقاموا بإرهاب العمال واطلقوا عليهم النار وتم «تكتيفهم بالحبال» وحملهم على العربة، واضاف قبل يوم من المداهمة اخطرونا بانهم غداً سوف يداهمون الموقع مطالبين بوجود صاحب المقر، واجهتهم في الوقت المحدد وقالوا انهم معهم امر قبض لشخصي وطلب مني المتحري ابوزيد الذي يتبع لشرطة جبيت ان اذهب معهم عبر عربتهم، رفضت ذلك وقلت لهم ساذهب بعربتي وقتها اطلقوا النار وهرب العمال من راس الجبل مقر الموقع شقرب الذي يقع قرب مقر هويت، وبقي احد العمال عمره «18» سنة وتم ضربه بارجلهم حتى فقد الوعي. ما جرى ذهبت مع المتحري في عربته، وقبل مغادرتي اخطرني احد العمال بان المتحري اعطى اشارة لعربة جيب ان تلحقه ومضينا و بعد «20» كيلو قال المتحري انه نسي شنطته في الشركة وبها نقود، وطلب مني ان ارجع معه ورجعنا الى الشركة وكانت هنالك عربة تاتشر تتبعنا، وصلنا الشركة وأردت أن اذهب الى مقري اتفقد عمالي، وجدت العمال «مكتفين» داخل عربة الشركة نواتي وعددهم «11» والبعض منهم عمال واستولوا على الامتعة ومعينات الشغل والزوادة وهربوا الى الجبال وعددهم «14» ولم نعرف اتجاهم واعمارهم في حدود «17» سنة، ويواصل ابراهيم رفضت الذهاب مرة اخرى وقلت ان الوضع لا يحتمل ذلك وتواعدنا على غد الساعة العاشرة وذهبت اوصل عمي كبير في السن وعندما سمعت صوت الذخيرة هرولت الى الموقع وجدت احد العمال عمر عبدالله ملقى على الارض اسعفته الى مستشفى ابوحمد ولكن توفي في الحين، وعلمت ان شركة النواتي اخلفت الاتفاق وداهمت المقر مرة ثانية بثلاث عربات تاتشر وعربتين تتبعان لشركة النواتي، وقال ابراهيم بان الشركة لها عداء واضح مع ابناء الكتوتاب لاننا قبيلة واحدة ومواقعنا محفوظة ونحن كعمال تعدين اهالي استخرجنا ذهب لانه لدينا اجهزة اكتشاف ولاننا لم نخل لهم الموقع، رغم المطاردات وقلنا سنخليه بامر قانوني رغم ان هنالك تدخلات من احد الضباط ان تحل القضية حلاً أهلياً. وقال احد الشاهدين على الحادثة وهو من عمال الموقع ومن أقارب القتيل، اطمأن قلبنا بعد الاتفاق الذي دار بين ابراهيم والشركة ان يحل الأمر بشكل ودي اهلي، بعد فترة تفاجأنا بالهجوم وضرب نار من قبل خمس عربات بها قرابة «25» شخصاً تتبع لنواتي ونحن العمال زحفنا على الارض وكان جواري على بعد خمسة امتار المرحوم وصاح لي انا انضربت؟ قلت له اجلس على الارض لان «رجله مضروبة». لم نخلِ مواقعنا ويرى عبد الدائم محمد وهو من اهالي منطقة الكتوتاب وصاحب موقع، ما حدث ليس بالجديد وان الشركة لديها خلافات مع المجموعة ونحن كمعدنين اهالي نملك «40» موقعاً والعامل الواحد لدينا يعمل كعمل الشركة لاننا نسبقهم في الزمن والمقر، وكشف ان هدف الشركة واضح ان تجلينا لاننا مواقعنا منتجة انتجناها بجهدنا بعد ما وجدناها ياكل فيها الطير، والشركة اتحرت بان الموقع به ذهب ومنتجة، ذهبوا وصدقوا مقرنا، وقال نحن اصحاب الشركة وقفنا بجانبهم وبينا لهم مكان الانتاج بعرفنا وطبعنا، وقال في ذلك الوقت كان المدير العام لشركة تاي الله اقتحم المقر وقمنا بتدوين بلاغ ضده، ونحن كعمال ليس لدينا شرطة ولكن بالكلمة القوية والصمود وتجمعنا «1400» شخص وغلبناهم بالكثرة والكثرة تغلب الشجاعة ونحن نحافظ على مواقعنا ولم يحصل ابداً ان أخلينا مواقعنا. العدل وأضاف قابلنا وزير العدل واوضحنا له بان الحال مستمر ثلاث سنوات والخلاف متزايد نرجو حل الموضوع، ونحن الان لدينا قتيل ونهاب القتل مرة اخرى ونهاب ايضاً ان تكون هنالك مجزرة، ونهاب ان يقع علينا ما وقع على أهل دارفور ونحن اصحاب حق، ورد الوزير بان هنالك موقع واحد به شهادة بحث وشهادة استكشاف ويتبع لرحمة الله، وقلنا له اننا نطالب بالتصديق من 2011 وان الوزارة اوقفت التصديق، والان نطالب بملكية الموقع وان الوزارة «لا عايزة تملكنا ولا عايزة تحمينا» من تغول الشركات التي تلاعبت بنا نحن كمعدنين اهليين وعمال بسطاء في الخلاء، وهنالك قانون يحمي من طمع الشركات علماً بان الشركة تمتلك مساحة كبيرة، لذلك نطالب من الوزير ايقاف الفوضى وان يوفق لنا وضعنا ونحن اصحاب امكانيات عالية ومؤسسين في الاليات لهذا السبب الشركة ضدنا ودائماً هي متهجمة على موقعنا ونحن نطلب من وزير العدل ان يوجهنا الى الجهة الامنية التي اذا دونا بلاغ يأتي الرد «نحنا ما جهة الاختصاص» ونطالب وزير العدل ان يوضح لنا الجهة التي قتلت، الشركة أم شرطة التعدين ؟. بلاغ مجهول هاتفنا من منطقة الجرابيع البطانة شرق ود راوة، ابوعبيدة أحد أقرباء القتيل ليعرفنا بهوية القتيل، وهو محمد الصديق عبد الباقي العاقب تاريخ ميلاده 1989 مكان الميلاد الجرابيع جنوب ام القرى بالجزيرة، حالته الاجتماعية تزوج قبل سنتين ولم ينجب ومهنته عامل، وقال عندما تحركنا بالجثمان من ابو حمد متوجهين الى مشرحة ام درمان لمعرفة سبب القتل، رفضت المشرحة التشريح وقبول الجثمان بان الخطاب الذي نحمله من ابو حمد مدون به بلاغ مجهول وليس به توضيح لتشريح، وأكد انهم ذهبوا الى منطقة ابو حمد مرة اخرى وبصحبة الجثمان ليأتوا بخطاب مختوم ومعنون إلى مشرحة أم درمان وبعدها تم التشريح وكانت النتيجة القتل بعيار ناري ومسافة الطلقة «30» متراً، وقال ان اسرة القتيل لم تحتمل الخبر وقبيلته تطالب بالقصاص او الثأر. حديث الأهالي لم يفت على المواطن عبدالباقي رجب من ابناء منطقة الكتوتاب، المشاركة في الحديث رغم انه بعيد من التعدين عندما قال ل«الإنتباهة» انا ما معدن ولكن اشهد على ما قدموه اولادنا المعدنين من خدمات تجاه المنطقة، من الناحية الصحية والتعليمية والمياه والكهرباء وقال لولاهم لما وجدت القرية هذه النعمة، لذلك لانها كانت تفتقد لتلك الخدمات ونقول البركة في التعدين، لذلك نناشد وزير العدل ان يحقق في القضية لتفادي أن يجنح أبناؤنا للثأر، وعلى وزير التعدين ان يعمل لحل بين المعدنين والشركات باوراق بدلاً من الاعتداء والاشتباك والرعب الذي حصل للعمال، وان البندقية دخيلة عليهم بدلاً ان نصبح مثل المناطق الاخرى مثل دارفور وغيرها، وان يعطوا معدني الكتوتاب حقهم لانه لهم الاقدمية. مطالبة رحمة الله بابكر عطا المنان في بداية حديثه طالب بالقصاص، في حالة ان الدولة لم تحقق في قضية القتيل ولدالبطانة الشاب، وقال طالبت بذلك لاوقف قتل آلاف من ابناء المنطقة وليقف ما لا تحمده عقباه، وتهتم الدولة بالملف، واكد رحمة خلال حديثه ل«الإنتباهة» ان خلافاته مع الشركة بدأت منذ العام 2008 وقتها بدأنا عملنا بالبحث عن الذهب عبر جهاز ووصلنا الان بحمد الله الى مرحلة شركة بشراكة انا واخواني، وطورت العمل بانشاء مصنع ومعدات ضخمة، وقال كان اصحاب الشركة وقتها عمال عابري سبيل وقفنا بجانبهم ووجهناهم الى منطقة النحاس، وهذا لطبعنا وحسن معشرنا ولكن تأتي النتيجة ان يطالبونا باخلاء المواقع ولكننا لم نوافق ولم نخل مواقعنا ومواقع جميع اهل الكتوتاب اهل البطانة واصحاب الحق؟ وقال ان اصحاب الشركة يعادوننا عبر عربات تاتشر وسلاح ناري وكاننا اعداء ولسنا اصحاب حق في العمل والاقدمية، ونحن لا نعرف العداء واهل الكتوتاب ما ناس مشاكل، وندافع عن انفسنا باتحادنا مع بعض اهل منطقة وابناء عمومة وندافع بكلمتنا القوية، وكشف عن ان العربات التي داهمت الموقع تتبع لشركة أمنية تسمي «سوار» روعت العمال وأرهبتهم ونهبت جميع الهواتف النقالة، وتفتيش الموقع، وكسروا العربة التي تقف في المقر، واخذوا اثنين كيلو ذهب مع خراطيش العمل، ولم ترجع الينا رغم البلاغات التي دونت في الشرطة، وأوضح ان الامر لم يقف عند ذلك بل تعدوا على اخي الكبير عبدالمجيد وتم اعتقاله داخل الشركة، ولا زالوا مهددين، وقال اهل القتيل كانوا حضوراً امام المشرحة اكثر من الف شخص من قبيلة الدباسين والبوادرة والشكرية.