يسعدني أن أتقدم لكم بالتهانئ بالعيد ثمرة نصف قرن وثمانية، وتهنئتي لكم بالقديم لأنني رجل من الماضي القديم السعيد وأنا متحدث بنعمة الله وبلغ عمري خمسة وثمانين عاماً، وكان يمكن أن احتفل بعيد ميلادي وأطفئ خمسة وثمانين شمعة، ولكن بالنسبة لارتفاع الأسعار لأن أتمكن من شراء هذه الشموع ولا أستطيع إطفاءها لأن النفس «مو زيْ زمان» ثم أن قيمة هذه الشمعات تجيب كيلو لحمة ضان، وكمان لا أحتفل حتى لو وجدت قيمة الشمع لأن هذه عادة غريبة خارجة عن تعاليم الإسلام، ونحن لا نقلد الغرب في ما يفعل، وانظكم أيها السادة تعلمون ما في السطور ولا نستطيع أن نقول البغلة في الإبريق وهكذا لم يكن الموضوع ولكنها مقدمة لا بد منها، وحكاية وزراء بالقديم هذه تذكرني قصة طريفة حدثت وأنا كنت قادماً من السعودية وسألت أحدهم بالميناء قائلاً: الساعة كم ؟ قال لي: عايزها بالقديم ولا بالجديد قلت له: الساعة بقت فيها قديم وجديد؟ قال: نعم عايز ياته؟ قلت: أشكرك لا هذا ولا ذاك، وبعد مضي سنوات ظللنا نسمع أن السيد الوزير يتبرع بمبلغ كذا بالقديم وظللت برضو لا أفهم ما هو القديم وما هو الجديد وظللت أردد قول الشاعر: إن الليالي من الزمان حبالى ٭٭ مثقلات يلدن كل عجيب وهكذا ليالي الزمان حاملات يلدن كل عجيب وغريب.. وهكذا نحن قبل شهور كنا مشغولين بالوزراء القادمين كم عددهم وما هي مؤهلاتهم ومن أية قبيلة يأتون إلينا للجلوس على الكراسي الوثيرة كأنها فنادق خمس نجوم، وإذا به يتمخض الجبل ليلد « ....» وجاءت كوتة الوزراء بعدد هائل، وزراء اتحاديين، ودولة وحولة. وهكذا إذ بعت الأسماء.. وكنت أتوقع أن أكون وزيراً لأجلس على ذلك الكرسي الوثير وأركب ليلى بت علوي أو ليلى العامرية، ولكن قدر الله وما شاء الله، ولا نملك سيداتي سادتي غير أن نقول اللهم زد وبارك، ولكن لدي سؤال أرجو الإجابة عنه هل تعيين هؤلاء الوزراء بالقديم أو بالجديد؟ ويا جماعة الحكاية لا تحسبوها أحمد وحاج أحمد، وقديماً كتبت للمرحوم الأديب المقاتل منير صالح عبد القادر بأبو ظبي وقلت له: في موضوع ما في فرق بين أحمد وحاج أحمد، ورد علي بطرافته وقلمه قائلاً: كيف يا عمدة تقول ما في فرق بين أحمد وحاج أحمد هناك فرق أحمد لم يكابد السفر للحج أما حاج أحمد قد سافر وتعب وطاف بالبيت وذهب إلى عرفات ودخل في معركة وضرب بالحجارة راجماً إبليس وذهب للمدينة المنورة مأوى الرسول ومهبط الأملاك هذا هو حاج أحمد، أما أحمد لم يتحرك من مكانه، إذن هناك فرق بين أحمد وحاج أحمد. ونعود لكمية الوزراء بالجديد أو القديم لشيء أدرى.. أسألوا ناس المؤتمر الوطني يكشفوا لكم المستور وراء السطور. سيداتي سادتي ما هو الفرق بين أولئك وهؤلاء: هل الحكاية هي أحمد وحاج أحمد؟ لا ليس ذلك وكما يفسر الأستاذ منير صالح عبد القادر، أحمد ما سافر وما كجر الحوايا في ضراهن بات وما طلع الجبل دلّ السداد سيات: ليه يبكنوا دغسات العيون إن مات. وأحمدنا هذا هو أحمد وليس حاج أحمد، وبعدين يا جماعة نمشي الحال والله يولي من يصلح، والله يكفينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، كما الله يولي الأخيار ويرخي الأسعار أرجو ألا يتبادر إلى أذهانكم إنني معارضة هدامة، ولكن أنا كما قال عني الابن الكاتب عاصم البلال كاتب تحرير، وكما قالت عني الأستاذة منى أبو العزائم الصحفية التحريرية: هاكم قلم من دار جعل، وأنا بحمد الله جعلي واستغفر الله من قولة أنا.. وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم أجمعين.. وتقبلوا تحيات الحاج عبد الرحمن من بربر.. ولكم التهنئة بعيد الاستقلال بالقديم والجديد والسلام.