لك التحية نقلت لنا عن اثنين وأزيدك ثالثاً «عبرة». الأول: موظف فى محلية خرطومي فقد وظيفته بعد أن تمزقت حبال صوته وسكت عن الكلام مباحاً وغير مباح، وبلسان الصمت استجدى جزءاً من حقوقه فما نال منها إلا الثلث!! وربما لحق الآن النّفس الصوت!! الثاني: موظف في محلية أيضاً خرطومية شهادة ميلاده تشهد له بأن «القابلة» قطعت حبله السّرى عام 49م ولكن «الكاردكس» فى ديوان الخدمة أنجبه في عام 44م، وعليه أن يغادر الى المعاش بأثر رجعي ولا تحسب السنوات الأربع له فى الخدمة المعاشية، وبخطاب خشبي مجرد من المشاعر والتمنيات طردوه!! والثالث: هدية منى للمحليات وخدمتنا المدنية انه «حمار قفة»!! «قفة» قرية من قرى مقاطعة المابان بولاية أعالي النيل «دولة أجنبية» على حدود التماس الجنوبية مع النيل الأزرق، مقبورة تحت غابات أشجار الأندراب والطلح حتى أن عيون «قوقل أيرث» عجزت عن التقاطها وتصويرها، ولا أحسب أن طائرة التجسس الإسرائيلية المزعومة قادرة على «كشف عورتها». الزمن بدايات سبعينيات القرن الماضي، وفي مدرستها المشيّدة بالمواد الثابتة «التهميش»، جدرانها وحدها هي الرداء الذى يكسو عري أهلها !! ناظر المدرسة «وليس مديرها» المرحوم «محمد خير عبد الفراج» من أبناء أعالي النيل أديب أريب بعث برقية لاسلكية إلى ادارة التعليم فى ملكال تقرأ: من ناظر قفة الى تعليم ملكال «قِفْ». مرض حمار قفة «قف». عجز «النطاسّي» عن علاجه «فنفق» نفاد. وردّ تعليم ملكال البرقية معزياً بأحسن منها: من تعليم ملكال إلى ناظر قفة «قف». احسنوا إليه، وواروه الثرى، طالما لكم قد سقى «قف». اعتمدنا، اشتروا «قف». في السبعينيات وما قبلها إدارة و «حمار» نافق وفي الألفية الثالثة ادارة و «إنسان» متقاعد. وأبشّر الاثنين بأن القادم أعجب، غداً ستثويان معنا إلى قبة الثنائي «صندوق واتحاد» المعاشيين، الأول يمنّيكما بالثراء عبر تمويلكما الأسمنت والإسكراتشات!! والثاني يبيعكما بالأقساط المريحة «ملايات» القرن الماضي التي عافتها مخازن سوق ليبيا «ملايات فى عيد الأضحية !!! افترى وأي ضحك على المشيب!!». وليس خروفاً، «نامت نواطير مصر عن ثعالبها». هم مبدعون حقاً فلماذا تعذب حالك بذبح ودم وفرث.. عليك فقط بالليمون والبصل واغسل الملايات تتفتت «مرارة» وعيد مبارك !! وكأني بحبال صوت صاحبنا تدوزن: وا حرَّ قلباه ممن قلبه شبم ومن بحالي وجسمي عنده سقم ومن البعد «مظفر النواب» يغمز: «قفف في قفف»!!