بدأ النشاط يدبّ في فناء المركز العام للمؤتمر الوطني صباح أمس ووصل رئيس المؤتمر الوطني الرئيس البشير باكراً إلى المركز ودلف إلى مكتبه مرتدياً «شالاً» يحمل شعار حزبه في وقت توافدت فيه قيادات الحزب للمركز لحضور جلسة مجلس الشورى القومي في دورة الانعقاد الرابعة والتي كانت مرتبة في كل شيء عدا ضعف الصوت داخل القاعة ولعلها مشكلة متجدِّدة رغم أن الأمين السياسي لشباب الوطني حامد ممتاز قال لي إنهم سعوا جاهدين لحلها ولكن.!! .. فضلاً عن الصوت الخافت لرئيس الشورى مجذوب أبوعلي بينما خرج المنظمون للمؤتمر أن لم تخذلهم أجهزة الصوت عندما تقدم البشير نحو المنصة. ربما لم يدلف قيادي للقاعة الكبرى التي التأم داخلها شمل شورى الوطني إلا وسارع إلى مصافحة رجل الحزب المصادم د. نافع علي نافع، ولعلَّ بعض القيادات خاصة من الإسلاميين كانوا يصافحون الرجل بحرارة قد تكون ثناء عليه، وقد حملت صحف أمس و«الإنتباهة» في مقدمتها رسالته الصريحة للمعارضة: «الداير يقلب الحكومة يجي»!! كان نافع برسالته التي حملت كلمات حارقة يحصن أسوار حزبه.. وكان نافع قد دخل في حوار طويل مع مسؤول سلام دارفور د. أمين حسن عمر الذي استدعاه أحد أفراد الأمن من الصفوف الخلفية لنافع في أول الصف شاركهما الحديث النائب الأول علي عثمان وبالقطع الأمر لا يخلو من الشأن الدارفوري. تأمين نافع لحزبه تطابق مع ما يُفهم من حديث رئيسه في الحزب المشير البشير أن الدخول للحصن عبر الباب فقط بعد أن أعلن الرئيس في كلمته حرصهم على إشراك أكبر قدر من القوى السياسية وأشار إلى وطنية أحزاب منافسة لهم وأكد أن وجودهم في الحكومة سينفعهم في مسألة الرأي الآخر.. عند وصول الرئيس البشير للقاعة قادت إحدى النسوة هتاف التهليل والتكبير وردّد كل المجتمعين هتافها وبحماس كبير حتى إن الوالي الأسبق بدوي الخير إدريس الذى كان قريبًا منا قال «عفارم علي النسوان» .. المرأة في شورى الوطني سجلت حضوراً كبيراً وتظهر في الصورة الوزيرة أميرة الفاضل وبجوارها حرم وزير النقل بالإنابة الإعلامية كوثر بيومي.. وبالطبع كان ضمن الحضور في الصف الأول مستشارة الرئيس رجاء حسن خليفة وبدرية سليمان. حظي عضو الشورى رئيس نادي المريخ الشاب جمال الوالي باهتمام كثير من الحضور عقب الجلسة وهنأه البعض بالفوز بالدوري الممتاز ونأمل أن يكون الهلال قد مسخه عليهم بالأمس بدا جمال أنيقًا وهو يرتدي بدلة «زرقاء» زاهية اللون.. ووقف لبعض الوقت مع وزير تنمية الموارد البشرية الشاب كمال عبد اللطيف وسألت الأخير إن كان الأمر قد ساق التهنئة للمريخاب فأجاب أن التهنئة التي يتمنى أن يسوقها للهلال والمريخ على حد سواء حال اهتموا بتنمية الموارد البشرية خاصة الشابة منها.. كمال عضو الشورى ضمن الهيئة القومية تواضع البشير كالعهد به عندما أبدى عدم رضائه عن ترديد قيادات الحزب لعبارة «ما عندنا منافسين» وقال صراحة: «العبارة دى ما عجباني لأنها بتخلينا نسترخي والبلد دايرة شدة طوالي» .. وتلا الآية الكريمة «إذا فرغت فانصب» وعاد وباهى بحزبه لمواكبته تطلعات الناس، وقال: «نحن الحصان الكبير» وملأ التهليل والتكبير المكان.. الأمر في مجملة يرتبط بالتشكيل الحكومي وقد تلاحظ وجود عدد كبير من الوزراء في جلسة الشورى منهم وزير الموارد البشرية كمال عبد اللطيف ووزيرا مجلس الوزراء محمد المختار وأحمد كرمنو والوزير بالإرشاد والأوقاف خليل عبد الله الذي أنجز ملف الحج على أكمل وجه بمعاونة كبيرة من مدير الهيئة العامة للحج والعمرة آدم جماع ووزير الإعلام كمال عبيد والوزير عيسى بشرى ووزيرة الرعاية الاجتماعية أميرة الفاضل والوزير بالخارجية صلاح ونسي.. بالقطع الوزراء تنفسوا بعد أن وصف البشير ما يرد فى الصحف بشأن التشكيل الوزارى بأنه «تأليف» وأنها تكهنات حتى إن وزيراً ممن أوردنا أسماءهم قال لي والابتسامة تغطي وجهه عقب الجلسة «رايكم شنو ياناس التأليف»؟ قيادات الولايات.. نحن هنا عدد مقدر من قيادات الحزب بالولايات كانت حاضرة لجلسة الشورى في مقدمتهم والي القضارف كرم الله عباس الذي يحرص على الاستفادة من توظيف وجوده في الخرطوم لحلحلة مشكلات الولاية .. كرم الله حضر وفي يده عدد من الملفات الخاصة بولايته والتي يعتزم إنجازها في الخرطوم سيما وأن قدوم الرجل للخرطوم «قاسي» كما قال لأحد محدثيه، ومن الحضور نائب رئيس الوطني بالبحر الأحمر محمد طاهر «البلدوزر» ورئيس الوطني بشمال كردفان الوالي معتصم ميرغني ووالي نهر النيل الفريق الهادي ووالي النيل الأبيض يوسف الشمبلي، وكان البعض قد سأل عن والي جنوب دارفور د. عبد الحميد موسى كاشا الذي علمت «الإنتباهة» بحضورة اليوم أمس من نيالا.