في«1973م» كان هناك معرض كتاب في ميدان «أبو جنزير» أقامته وزارة الثقافة ولم يستمر طويلاً.. ثم عاد على يد د. السعيد عثمان محجوب قبل تسع سنوات، وبالأمس بدأت الدورة العاشرة لمعرض الكتاب بأرض المعارض ببري كما هو الحال في السنوات السابقة. ونتمنى ألا يستمر طويلاً بأرض المعارض وأن يؤسس له موقع خاص دائم له ويلحق به معرض دائم للتشكيليين ومسرح مصاحب وقاعات محاضرات.. من حقنا أن نحلم بالأفضل رغم كل شيء، فلا حياة بدون أحلام ومحاولاتنا لتحقيق هذه الأحلام.. وإذا فقدنا القدرة على الحلم فقدنا القدرة على الحياة.. وعاصرنا وعايشنا وتلمسنا ما دار في المعارض السابقة معظمها إن لم تكن كلها من مشكلات مصاحبة للمعارض من نقصان فعاليات من مشاركات خارجية واسعة من برامج على هامش المعرض، وتواقيع الكتب والإصدارات، فما نريده من معرض الكتاب ليس عرضاً للإصدارات وكفى، بل نريده متسعاً للمزيد والمزيد من الفعاليات، نريده مهرجاناً للكتاب وإلا فتكفينا الدار السودانية للكتب معرضاً دائماً شامخاً للكتاب.. عالمياً، هناك معرض للكتاب في كل شهر من شهور السنة تتبارى فيه الدول والدور والنشاطات المتنوعة، ومن معرض فرانكفورت إلى معرض الشارقة ومسقط والقاهرة وعمان وأمريكا والصين وروسيا، وإذا أخذنا معرض فرانكفورت الدولي كمثال، فهو يضم ست قاعات ضخمة تمتد على مساحة 171 ألفاً و790 متراً مربعاً، ويعد أكبر تظاهرة دولية ثقافية تعنى بالكتاب والأدب ويعد الأهم عالمياً، عمره أكثر من خمسة قرون ويلتقي فيه كل عام عشرات الآلاف من المثقفين والكتاب والباحثين والناشرين من كل أنحاء العالم، وتلتقي عشرات الآلاف من عناوين الكتب وفي كل عام يحل بلد ضيف شرف على المعرض ويرشح اسم من المبدعين الألمان ليكون شخصية العام في المعرض.. نتمنى أن يضع المنظمون سقفاً عالياً عند الترتيب لمثل هذا المعرض، وأن تكون هناك محاولات جادة للوصول ومن تحدٍ إلى آخر ومن نجاح إلى أكبر منه.. والأهم أن نتلافى في كل عام، سلبيات العام الذي مضى. ولكم التحية.