معلوم إن إعارة المعلمين للدول العربية كانت تتم حتى ما بعد عام 2001م بنظام دقيق هو نظام الدفعة حسب تاريخ التعيين، ويتم إخطار المعلم في أي صقيع من أصقاع البلاد عبر الإدارات التعليمية ليلحق بدفعته المعارة. توقفت الإعارة بصورتها تلك وهناك دفعات لم تنل حظها ومنهم نحن دفعة 1980م. عادت الآن الإعاره إلا أن من ضمن شروط التقديم ألا يتعدى عمر المعلم «45» سنة!! وبذلك أبعدنا عن المنافسة علماً بأن الشروط في أية إعارة تمليها الدولة المعيرة بمعنى أن هذه الشروط تم تفصيلها وحياكتها داخل وزارتنا. كيف يحدد العمر ب «45» سنة والدولة رفعت سن المعاش إلى «65» سنة؟ فإن كان من تعدوا ال 45 سنة لا يصلحون للإعارة، فلماذارفعت الدولة سن المعاش؟ وكيف تتم إعارة معلمين في بداية السلم الوظيفي ويحرم من أفنوا زهرة شبابهم معلمين ووكلاء وإدارات بالمدارس لأكثر من ثلاثة عقود؟ كان من الواجب أن يمنح الذين لم يحظوا بالإعارة من قبل الفرصة مباشرة، وما دام ذلك لم يتم كان الأحرى أن يسحب شرط العمر هذا ويحصر الشرط العام في استمرار المعلم بالخدمة آنياً مع عدم إعارته سابقاً، ويسمح لهم بالمنافسة فيكون الفيصل للخبرة والمؤهلات ونتائج المعاينات. لكم أن تتخيلوا مدى الإحباط الذي يحيط بمعلم يحمل من المؤهلات ما يحمل في التخصص المعين حين يبعد بشرط جائر وتتم إعارة آخر لا يحمل أثراً من شهادة البكالريوس. أنا مثلاً معي من المؤهلات: دبلوم معلمي المرحلة المتوسطة ثم البكالريوس والدبلوم العالي في التربية والماجستير في التربية، كل ذلك لم يشفع لي لأنافس بسبب تحديد العمر.. وأمثالي كثر، بل هناك من يحملون درجة الدكتوراه. وفي الوقت الذي نحرم فيه ونبعد من المنافسة بعامل السن نجد زملاءنا على مقاعد الدراسة وقاعات التدريب «يعني في عمرنا وأكبر» تمت إعارتهم الآن لمدارس الصداقة!! أي تطفيف هذا؟؟ ومدارس الصداقة هذه لغز عجيب لم نسمع في يوم من إداراتنا باستمارة طرحت للإعارة لها ولا ندري ما شروطها ولا كيفية التقديم لها، وكل شيء عنها معتم تماماً.. اللهم إلا أن تسمع أن فلاناً تمت إعارته لمدارس الصداقة بجمهورية كذا.. الأخت وزيرة التربية، ميزان العدالة في الإعارة مفقود مفقود مفقود، حتى يزال هذا الشرط الذي ما قصد به سوى تفصيل الإعارة على نفر معين وجيل محدد، وأحسبك من العارفين تماماً لقول المصطفى (صلى الله عليه وسلم) (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، ونحن من رعيتك لحق بنا هذا الحيف، فأين مسؤوليتك تجاهنا؟ فقد حولنا الإحساس بالظلم من معلمين لموظفين ينتظرون الراتب نهاية كل شهر.. وشتان ما بين المعلم والموظف في مهنة التعليم. الأخ الدكتور الفاتح عز الدين رئيس المجلس الوطني هي صيحة عبر صحيفة «الإنتباهة» علها تصل أذن لجنة التعليم بالمجلس فتنتبه وتنبه المجلس الموقر. ويا من بيدهم الحل والعقد في هذا الأمر.. هي صيحة أرجو أن يتصدى لها أكثر من معتصم.. وإلا فإن من أسمائه عز وجل (المنتقم)، واعلموا أن في هزيع الليل الأخير أكف تضرع وشفاه تتمتم: «إني مغلوب فانتصر.. إني مغلوب فانتصر.. إني مغلوب فانتصر». * معلم بالدرجة الثانية