لم يكن ما يجري في باكستان من حراك وتوتر سياسي يحكم القبضة على الساحة الباكستانية خارجياً خاصة وأن ما يجري شبيه بالربيع العربي في كل من «مصر تونسسوريا ليبيا» التي تظاهر فيها عشرات الآلاف من المعتصمين. فها هم متظاهرو باكستان يعتصمون بالميادين الشعبية هناك في محاولة لاقتلاع عرش حكم البلاد التي يقومون بمناهضتها رغم التمسك التي تبديه الحكومة. ولم تجد السفارة الباكستانية في الخرطوم عبر سفيرها محمد سرفراز خان زادة والملحق العسكري العقيد جواد رياض، بداً في الإجابة على أسئلة الصحافيين الذين حاصروهم بأسئلة لحوح عن الأوضاع الجارية والأحداث التي تعيشها إسلام أباد، بيد أن اللقاء بحسب المتحدثين يأتي في إطار جهود السفارة في التعريف ببلدهم باكستان ولم يجد آل السفارة حرجاً في إنجاز ما أرادوا إيصاله للإعلام السوداني في واحدة أكدت شطارة جهود الدبلوماسية الباكستانية في جعل الوسائل تنقل الجانب الخفي من الحقائق الخافية في الوقت الذي تملأ الساحة الإعلامية العالمية الاحتشادات على سوح العاصمة إسلام أباد منددة بنظام الحكم هناك. وعرضت السفارة من خلال المنبر، إمكانيات باكستان المجتمعية والسياحية والاقتصادية مصاحبة ذلك بعرض للبروجكتر المصحوب بالتعريف الفوري للصور والمناظر التي تكشف عن أمكانيات أقاليم باكستان الممتدة، سياحياً واقتصادياً. وقد تحدث السفير الباكستاني عن علاقة بلاده بالسودان وقال إنها لم تصل لدرجة التطبيع، متطرقاً لأوضاع بلاده الراهنة. وقال إنها شبيهة بما يدور في الدول الإسلامية المأزومة، وقال إنها ورغم أن مواطنيها لا يملكون ما يأكلونه إلا أنهم يحملون أسلحة غالية وكبيرة مما يشير إلى المخطط الخارجي الذي يعبث بمقدرات الشعوب الإسلامية ويعمل على تعميق الهوة بينهم لتحقيق بعض المآرب الخاصة بتلك الدول ذات الأجندات المتطرفة. وحول العلاقات الثنائية بين السودان وباكستان يقول الملحق العسكري العقيد جواد رياض للصحافيين إن الحظر الذي تفرضه الولاياتالمتحدة على السودان أثر في حجم علاقة التبادل العسكري بين بلاده والسودان، مؤكداً أن أمريكا لا تستطيع أن تملي على باكستان من تصادق في علاقاتها الخارجية، وكشف أنه جاء لوظيفته حديثاً وهذا هو أحد أهم الأسباب التي دعتهم لعقد هذا اللقاء للتعريف ببلادهم وإيجاد أبواب لتطوير العلاقات الشعبية والرسمية بين البلدين. وحول عدم وجود تعاون بين السودان وباكستان في المجال الزراعي الذي يمتاز فيه البلدان، يقول رياض إن باكستان بلد متطورة في مجال صناعة الآليات الزراعية المتطورة وأن السودان بلاد زراعية لكنه يحتاج للعديد من المدخلات الصناعية في مجال للنهوض بالزراعة، مؤكداً أن بلاده باكستان يمكنها توفير هذا الجانب فقط إنهم يرجون من السودان أن يمدهم بحاجتهم في هذا المجال دعماً للعلاقات المشتركة.. وقال الملحق العسكري الباكستاني إنه يأمل أن تنتظم العلاقة بين بلاده والخرطوم رغم أن القليل جداً في باكستان يعرفون السودان وفي هذا أشار إلى إمكانيتهم في المساهمة بالتعريف عن هذا القطر، وأضاف أننا أردنا من خلال هذا المؤتمر التعريف ببلدنا باكستان لدعم العلاقات الثنائية، وزاد أردنا أن نعرف أكثر عن السودان خاصة وأن هناك عوائق روتينية في علاقات البلدين المشتركة، مؤكداً أن أمريكا تقف عائقاً أمام العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات التبادل العسكري بسبب الحظر المضروب على السودان، ولكنها لا تملي على باكستان كيفية معالجة علاقاتنا الخارجية. وحول تطور الأحداث في باكستان أكد الملحق العسكري إن ما يحدث هناك شأن وعملية سياسية وأن الجيش موجود لحماية المباني الحكومية وحماية رموز الدولة وأنه لا صحة أبداً من أنه يريد الإطاحة بالحكم، مؤكداً بأنه يقوم بدعم العملية الديمقراطية في باكستان. وتطرق الملحق العسكري إلى ما يجري بين بلاده وجارتها الهند وقال على مستوى العلاقات أستطيع أن أميزها باللاحرب بين البلدين، ولكن أيضاً لا يوجد تعاون بين البلدين بسبب الحرب في إقليم كشمير المسلم المتنازع عليه بين البلدين.. وأضاف أن باكستان لا يوجد تعاون كبيراً بينها والسودان، ولكنهم يأملون أن يكون هناك تعاون مشترك في القريب العاجل بين البلدين. وحول تطور بلاده ونمائها قال الملحق العسكري إنها اعتمدت على نفسها حتى وصلت لهذا المستوى من التطور. ويقول مراقبون للأوضاع ل «الإنتباهة» إن باكستان دولة خرجت من محن الحرب واستطاعت أن تقف على أرجلها وتزدهر رغم العوائق الكثيرة التي مرت بها، كما أكدوا أن الحروب الطاحنة التي عاشتها والتدهور السياسي الذي مرت به حكوماتها أدى إلى البحث هناك عن إنجازات في المجالات الصناعية كبديل يعمل على توحيد الشعب الباكستاني والباحث عن النهضة، فيما ساعدت علاقات البلاد الخارجية في الوصول لكل تلك النجاحات. وأشار د. حسين محمود إلى أنه ورغم الوضع المتشابه بين الخرطوم وإسلام أباد في وحدة العقيدة وطيبة الشعبين إلا أنه لا توجد علاقات مشتركة بينهما. وطالب الحكومتين بتمتين العلاقات بينهما والعمل على رفع القيود الدولية عن بلديهما في كل المحافل الدولية خاصة وأن باكستان تحتفظ بعلاقات صداقة وطيدة مع دولة الاستكبار أمريكا التي تفرض حظراً اقتصادياً وغيره على السودان، داعياً الدبلوماسية الباكستانية أن تعمل بصدق مع نظيرتها في الخرطوم لمساعدة الخرطوم في الخروج من مآزقها السياسية مع المجتمع الدولي بسبب الإرهاب الذي تدان به من قبل تلك الدول، رغم تعاون الحكومة السودانية كثيراً مع كل الجهود الرامية لمحاربة الإرهاب.