كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون ينقلون معهم عاداتهم في الأعراس إلى مصر.. عريس سوداني يقوم بجلد أصدقائه على أنغام أغنيات فنانة الحفل ميادة قمر الدين    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالفيديو.. جنود بالدعم السريع قاموا بقتل زوجة قائد ميداني يتبع لهم و"شفشفوا" أثاث منزله الذي قام بسرقته قبل أن يهلك    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    السودان يردّ على جامعة الدول العربية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    البرهان يزور تركيا بدعوة من أردوغان    المريخ يحقق الرمونتادا أمام موسانزي ويتقدم في الترتيب    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    تقارير: الميليشيا تحشد مقاتلين في تخوم بلدتين    جنوب إفريقيا ومصر يحققان الفوز    مجلس التسيير يجتمع أمس ويصدر عددا من القرارات    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    سيدة الأعمال رانيا الخضر تجبر بخاطر المعلم الذي تعرض للإهانة من طالبه وتقدم له "عُمرة" هدية شاملة التكاليف (امتناناً لدورك المشهود واعتذارا نيابة عنا جميعا)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقتل دبلوماسي سعودي في كراتشي.. وطالبان باكستان تتبنى العملية..كيري: واشنطن ليست مضطرة للاعتذار لباكستان عن قتل بن لادن
نشر في الراكوبة يوم 17 - 05 - 2011

لقي دبلوماسي سعودي حتفه، أمس، في العاصمة الباكستانية كراتشي، بعد أن تعرض لإطلاق نار من مجهولين أثناء توجهه لمقر عمله في القنصلية السعودية هناك، بينما أعلنت حركة طالبان باكستان تبنيها للعملية الإرهابية.
وأكد عبد العزيز الغدير، سفير السعودية لدى باكستان، ل«الشرق الأوسط»، أن التحقيقات جارية منذ الاعتداء الأول على السفارة السعودية في باكستان، وسيتم إصدار بيان كامل فور الكشف عن الجهات المتورطة، سواء أكان في الاعتداء على السفارة أم الهجوم الذي أسفر عن مقتل أحد الدبلوماسيين السعوديين في باكستان، صباح أمس، بعد أن اعترضه شخصان على دراجة نارية.
واستبعد السفير السعودي لدى باكستان أن تكون هنالك أي علاقة بين العمليتين وإعلان واشنطن اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في مدينة أبوت آباد الباكستانية، في حين تبنت حركة طالبان باكستان العملية، مطالبا بعدم الاستعجال في طرح تكهنات بشأن هوية المهاجمين، داعيا إلى ضرورة الانتظار حتى انتهاء التحقيقات والكشف عن الملابسات.
واستنكر عبد العزيز الغدير، السفير السعودي لدى باكستان، في حديثه مع «الشرق الأوسط»، بشدة، ما سماه العمل الإجرامي الذي تعرض له الدبلوماسي حسن بن مسفر القحطاني، 37 عاما، الذي يعمل عضوا في السفارة السعودية بكراتشي، وهو متوجه من مقر سكنه إلى السفارة.
وأوضح الغدير أن الجهات الرسمية تستعد لإرسال طائرة لنقل جثمانه إلى الأراضي السعودية، مؤكدا مشاركة السعودية للجهات الباكستانية في التحقيقات وتأمين الحماية للسفارة والأفراد بحسب السفير السعودي، كما علمت «الشرق الأوسط»، من مصادر مطلعة، نقل الجهات الرسمية لأسرة القحطاني في مدينة كراتشي من مكان إقامتهم إلى أحد الفنادق الباكستانية.
هذا وكان قد أطلق مجهولان في مدينة كراتشي الباكستانية، صباح أمس، النار على سيارة تابعة للقنصلية السعودية في كراتشي، مما أدى إلى وفاة دبلوماسي سعودي يدعى حسن القحطاني.
وأوضحت شرطة كراتشي أنه تم إطلاق نار على سيارة تحمل لوحة رقم (سي سي 5264) تتبع للقنصلية السعودية في منطقة ديفينس بحي خيابان شهباز؛ حيث كان يقودها الدبلوماسي السعودي المذكور، ونقلت جثته لاحقا إلى مستشفى جناح.
وقال مدير شرطة منطقة السند، فياض لغاري: إن الجهات الأمنية تحفظت على السيارة، وبدأت تحقيقاتها والبحث عن المجهولين اللذين أطلقا النار.
وأشارت معلومات أولية إلى أن المعتدين كانا يستقلان دراجتين ناريتين، وأطلقا أكثر من 10 رصاصات من الجهتين، على (الراكب والسائق) بطريقة عشوائية، مبينة أن الدبلوماسي كان قد خرج من منزله متوجها إلى مقر عمله في القنصلية.
وطالب وزير الداخلية الباكستاني، رحمان مالك، الجهات الأمنية الباكستانية بتقديم كامل المعلومات المتوافرة لديها حول هذه الحادثة، مشددا على ضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة والفورية للقبض على المعتدين وإيقاع أقصى العقوبات عليهما، كما طالب الجهات الأمنية بضرورة تقديم الحماية لجميع السعوديين في كراتشي، وتشديد الأمن حولهم.
كانت القنصلية السعودية في كراتشي قد تعرضت، الأسبوع الماضي، للاعتداء أيضا من قبل مجهولين ألقوا قنبلتين يدويتين على المبنى، مما أدى إلى أضرار بسيطة جدا في المبنى دون أن تقع أي خسائر في الأرواح.
من جهتها، شرعت القنصلية السعودية في كراتشي باتخاذ جملة تشديدات أمنية، تتمثل في تكثيف الحراسات الأمنية عبر توفير الحراسات الشخصية لجميع الدبلوماسيين، وتأمين الحراسات الأمنية وقت الدوام الرسمي لنحو 150 طالبا وطالبة في المدرسة السعودية بكراتشي، فضلا عن تأمين حراسة أمنية لطلاب الجامعات من السعوديين الذين يبلغون نحو 90 طالبا.
وطبقا لمصادر دبلوماسية سعودية تحدثت ل«الشرق الأوسط» أكدت أن ذلك يتم بالتنسيق مع الملحقية الثقافية هناك.
وقال فالح الرحيلي، القنصل السعودي في كراتشي، الذي تحدث في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» عقب اجتماع أمني انتهى في تمام الثانية ظهرا بالتوقيت المحلي لباكستان أمس: إن الهجوم وقع في الثامنة و45 دقيقة صباحا، عبر شخصين كانا يستقلان دراجتين ناريتين.
وذكر فالح الرحيلي أن التكثيف الأمني الذي تتخذه البعثة الدبلوماسية السعودية مشدد على صعيد اللجنة الأمنية، بالتعاون مع العناصر الأمنية الباكستانية، مضيفا أن منطقة مقر القنصلية تشهد تكثيفا في الأمن، لا سيما أنها إلى جوار مقار لممثليات دبلوماسية أخرى كالتركية والإماراتية.
وأثناء المكالمة الهاتفية مع «الشرق الأوسط» تلقى القنصل السعودي في كراتشي نبأ تبني طالبان باكستان مسؤولية الهجوم، لكنه بدا غير متأكد من ذلك (بعد الثانية والنصف ظهرا).
من جهته، قال متحدث باسم طالبان، في اتصال هاتفي من موقع لم يكشف عنه: نتحمل المسؤولية عن مقتل الدبلوماسي، في وقت سابق أمس. وأضاف: سنواصل تنفيذ مثل هذه الهجمات إلى أن تتوقف أميركا عن تعقب «القاعدة» وتوقف هجماتها بطائرات من دون طيار، وهي الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة على مقاتلين بشمال غربي باكستان.
وحول التوصل إلى نتائج لهذا الهجوم قال الرحيلي: «لم تزودنا الجهات الأمنية الباكستانية بشيء حتى اللحظة؛ إذ يقولون إنهم يواصلون التحقيقات».
وفيما يتعلق بالطلبة السعوديين، قال القنصل السعودي: «لدينا تنسيق بيننا وبينهم مع الملحق الثقافي وأوضاعهم مستقرة»، مضيفا: «أبلغنا الحكومة الباكستانية بضرورة التنسيق الأمني لحماية المدرسة السعودية التي تتكون من نحو 150 طالبا، إلى جانب اتفاقنا مع الملحق على تأمين حراسات على الطلاب السعوديين في الجامعات بكراتشي وذلك أثناء الدوام الرسمي».
كيري: واشنطن ليست مضطرة للاعتذار لباكستان عن قتل بن لادن
قال السيناتور الأميركي، جون كيري، الاثنين، إن بلاده ليست مضطرة للاعتذار لباكستان على حملة الدهم لمقر زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، وقتله، ولكن من الأهمية بمكان أن تجد الدولتان وسيلة لإصلاح العلاقات بينهما والتي تضررت بسبب ذلك الهجوم. وجاءت تصريحات كيري هذه خلال زيارة قام بها إلى إسلام آباد، والتي أوضح أنها تأتي من أجل البدء بعملية تضع باكستان والولايات المتحدة في موقع حيث لا يمكن للأحداث المعزولة، مهما كانت، أن تعرض العلاقات بينهما للخطر.
غير أن كيري قال إن على باكستان أن تختار بين أن تكون ملاذا آمنا للمتطرفين أو أن تكون دولة ديمقراطية متسامحة، وأن بلاده مستعدة لمساعدتها. وقال: «إن تحقيق التقدم في الأيام القادمة سيقاس بالأفعال وليس الأقوال». وأضاف أن قادة البلدين اتفقا على «سلسلة خطوات» من شأنها المساعدة في «إصلاح العلاقات».
غير أنه لم يكشف عن هذه الخطوات، لكنه قال إن مسؤولين رفيعي المستوى سيقومان بزيارة باكستان لتوسيع إطار العمل، وستعقبها زيارة تقوم بها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي إن الأميركيين يريدون من باكستان أن تكون «حليفا حقيقيا» في الحرب على الإرهاب مع الاحتفاظ بعلاقات جيدة بين الدولتين».
ويسعى السيناتور الأميركي، جون كيري للحصول على ردود من زعماء باكستان لأسئلة متعلقة بأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في محادثات هذا الأسبوع، لكنه سيسعى للتأكد من أن غضب باكستان من العملية الأميركية لا يؤثر على التعاون الأمني الحيوي بين البلدين.
وعثرت قوات أميركية خاصة على بن لادن وقتلته في بلدة أبوت آباد على بعد نحو 50 كيلومترا إلى الشمال من إسلام آباد في الثاني من مايو (أيار). وأثار العثور عليه في مجمع ذي أسوار عالية تحت سمع وبصر السلطات العسكرية تقريبا شكوكا في أن الأجهزة الأمنية الباكستانية كانت تعلم مكانه طول الوقت. وقال كيري الذي تحدث بعد أن قتل انتحاريان 80 شخصا في أكاديمية عسكرية باكستانية إن «باكستان ضحية للتطرف وأمامها قرارات صعبة».
ورحبت باكستان بقتل بن لادن باعتبارها خطوة كبيرة ضد التشدد. لكن العملية السرية الأميركية التي استهدفت رأس بن لادن لاقت إدانة باعتبارها انتهاكا لسيادة باكستان، وأحرجت الجيش وأثارت غضبه. ويقول مسؤولون عسكريون إنها سببت انهيارا في الثقة، مما ألقى بظلاله على التعاون الأمني. وربما تكون باكستان حليفا مراوغا لكنها تمثل أهمية كبيرة للمساعي الأميركية لمحاربة الأصوليين المتشددين ولجهود تحقيق الاستقرار في أفغانستان».
وفي مؤشر على الغضب الباكستاني ألغى قائد الأركان الباكستانية المشتركة، الجنرال خالد شميم وين يوم الجمعة زيارة مدتها خمسة أيام للولايات المتحدة كان مقررا أن تبدأ يوم 22 مايو الجاري. لكن مسؤولين في الحكومة المدنية الباكستانية قالوا إن التعاون الأمني مع الولايات المتحدة سيستمر. وقال مسؤول رفيع في الحكومة طلب عدم نشر اسمه «هناك اختلاف في الآراء لكننا سنواصل تعاوننا مع العالم وكذلك مع الولايات المتحدة». وقال مسؤول رفيع في الحكومة طلب عدم نشر اسمه «هناك اختلاف في الآراء لكننا سنواصل تعاوننا مع العالم وكذلك مع الولايات المتحدة». وقال كيري في مؤتمر صحافي إنه أبلغ المسؤولين الباكستانيين بقلق واشنطن «البالغ» إزاء وجود أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة على أراضيهم قبل مقتله في غارة أميركية. وأضاف: «عبرت بأوضح تعبيرات ممكنة عن القلق البالغ في الولايات المتحدة إزاء وجود أسامة بن لادن في باكستان وإزاء توفير ملاذات هنا لمعادين لأفغانستان». ويعد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أول مبعوث أميركي يزور باكستان بعد الغارة الأميركية على معقل بن لادن. وقد وصل كيري إلى باكستان في وقت متأخر الأحد، وذهب مباشرة للقاء قائد الجيش الباكستاني أشفق برويز كياني ليسلمه قائمة المطالب الأميركية، حسب مسؤول في الحكومة الباكستانية. ولم يقدم المسؤول الباكستاني الذي رفض الكشف عن اسمه أي تفاصيل إضافية بسبب ما وصفه حساسية الموضوع.
ويرى بعض المراقبين أن زيارته هذه يمكن أن تعيد تشكيل الشراكة بين البلدين التي تضررت بشكل كبير بالغارة الأميركية لقتل أسامة بن لادن، إذ يعرف كيري بأنه صديق لباكستان، لذا فإن ما تقدم به للقادة العسكريين والمدنيين الباكستانيين يمثل مفتاحا أساسيا لتقدم السياسة الأميركية إزاء باكستان. والتقى كيري أمس رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني ومن المقرر أيضا أن يلتقي برئيس الجمهورية آصف علي زرداري. وظل الأميركيون يضغطون على باكستان لاتخاذ إجراءات فاعلة ضد العديد من فصائل طالبان الأفغانية القوية التي وجدت لها مأوى على الأراضي الباكستانية. ويعتقد أن زعيم طالبان الملا عمر يختبئ في إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان وثمة مزاعم أنه إيواءه في البلاد قد تعزز بعد مقتل بن لادن.
وقد كشفت الغارة الأميركية عن أن بن لادن كان يعيش في مجمع واسع في مدينة أبوت آباد، لا يبعد كثيرا عن أهم أكاديمية عسكرية باكستانية. وينفي المسؤولون العسكريون والمدنيون الباكستانيون علمهم بوجود بن لادن ووصفوا الغارة الأميركية لقتله بأنها انتهاك لسيادة باكستان. وقال كياني للسيناتور الأميركي كيري إن لدى جنوده «مشاعر حادة» بشأن الغارة، في إشارة إلى الغضب الذي شعر به الباكستانيون لأن واشنطن لم تبلغ الجيش الباكستاني مسبقا بشأن الغارة التي قامت بها مروحيات أميركية. وأفاد مكتب الرئيس الباكستاني زرداري أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد اتصلت به الأحد لمناقشة تبعات الغارة في باكستان. وأوضح أن كلينتون قد تحدثت عن الحاجة إلى الحفاظ على روابط قوية مع باكستان، وشددت على أنه ليس ثمة أي أدلة حتى الآن على أن قادتها كانوا على علم بمكان اختباء بن لادن. وكان كيري قد عبر بوضوح أثناء زيارته لأفغانستان الأحد عن أن صبر واشنطن قد بدأ ينفد وأن العديدين في واشنطن لديهم شكوك منذ زمن طويل بأن باكستان تساعد وتؤوي طالبان الأفغانية وجماعات مسلحة أخرى. وقال كيري «الشيء المهم هو فهم أن أحداثا كبيرة قد وقعت في الأيام الماضية لها تأثير عميق على ما نسميه الحرب على الإرهاب وتأثير عميق على علاقاتنا نتيجة لذلك». ووصف كيري العلاقات الأميركية مع باكستان بأنها تمر «بمرحلة حرجة». وأضاف أن علم الحكومة الباكستانية بنشاطات التطرف المسلح أمر «مزعج جدا»، وأن على الحكومتين العمل معا لمكافحة الجماعات الإرهابية.
وأوضح كيري: «ما نحتاج إليه هو إيجاد طريق للسير قدما إذا كان ذلك ممكنا، أما إذا لم يكن ممكنا فإن ثمة مجموعة من العواقب التي يمكن أن يكون لها أثر عميق». وتعد باكستان أحد أهم حلفاء واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف الإسلامي، وتقدم واشنطن مساعدات سخية لباكستان تقدر بمليارات الدولارات كي تدعم موقفها في هذا السياق. وعلى خلفية الاتهامات لباكستان بإيواء مسلحي طالبان، طالب عدد من النواب في الكونغرس واشنطن بمراجعة برنامج دعمها وبقطع مساعداتها لباكستان. وفي الجانب الباكستاني أدان البرلمان الباكستاني عملية قتل بن لادن، واعتبرها انتهاكا للسيادة الباكستانية، داعيا إلى وضع حد للأعمال والتصرفات من جانب أي أحد ضمن حدود باكستان، كما لوح البرلمان بإيقاف الدعم اللوجستي لقوات الناتو في أفغانستان من باكستان إذا استمرت الهجمات الجوية التي تنفذها طائرات بدون طيار في الأراضي الباكستانية.
ومن المرجح أن تسعى الولايات المتحدة للحصول على مساعدة باكستان في تحقيق مع إمام مسجد في فلوريدا واثنين من أبنائه ألقي القبض عليهم في الولايات المتحدة يوم السبت لاتهامات بتمويل «طالبان الباكستانية». وقال مسؤولون أميركيون إن هناك ثلاثة متهمين آخرين يعيشون في باكستان. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إنها لم تتلق بعد طلبا بالمساعدة لكنها مستعدة لذلك. وقالت المتحدثة باسم الخارجية، تهمينا جانجوا «فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب فإن هناك تعاونا مستمرا مع الولايات المتحدة وليس هناك تعليق له». ولم يعلن عن تفاصيل زيارة كيري لكن وسائل إعلام قالت إنه سيتوجه إلى إسلام آباد لإجراء محادثات أمس.
وينظر لكيري منذ فترة على أنه صديق لباكستان، لكنه صرح للصحافيين في أفغانستان خلال مطلع الأسبوع بأن هناك أسئلة جادة تتطلب إجابات بعد قتل بن لادن. وهو يقول إن الولايات المتحدة تريد من باكستان أن تكون حليفا «حقيقيا» في محاربة المتشددين، وفي حين أنها تحتاج لتحسين جهودها فإن مقتل بن لادن أتاح فرصة حيوية للمضي قدما. وصرح كيري للصحافيين في مدينة مزار الشريف في شمال أفغانستان «نحن نريد بالطبع (باكستان) لديها الاستعداد لاحترام مصالح أفغانستان وأن تكون حليفا حقيقيا في جهودنا لمحاربة الإرهاب».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.