الحلاقة هي من المهن القديمة التي امتهنها الانسان لجلب رزقه وقوت أهله وأبنائه، فيستخدم عادة فيها المقص والموس وماكينة خاصة لقص الشعر لتخفيفه وتنظيمه، ويكون ذلك عادة مرة أو مرتين في الشهر، بينما تشذب اللحية مرة أسبوعياًَ، وتتم الحلاقة أحياناً في صالونات فارهة لجذب الزبون واستلطافه داخل المحل أو في صالونات ذات مستوى أقل، والبعض يحلق على قارعة الطريق. ومع تطور التكنلوجيا ودخول الفضائيات تغيرت مفاهيم كثيرة في فن الحلاقة، وأضحت هناك طرق كثيرة يستخدمها المشاهير وشباب اليوم لقص شعرهم والاهتمام بمظهرهم الخارجي ومجاراة الموضة والتفنن في أنواع الحلاقات وعمل المساج والصبغة، فالتنافس صار كبيراً والكل يحاول ان ينافس نظيره في ذلك. مع تسارع ايقاع الحياة وتغير نظرة البعض للجمال، اصبحت صوالين الحلاقة تنافس نظيراتها النسائية في تشذيب الحواجب وتنظيف البشرة والساونا وعمل القناع، فالنيولوك الخارجي صار له أثر كبير في ذلك، وحتى اهتمام الحلاقين بالديكور والمزينات الجاذبة التي تلفت الزبون اخذ مقياساً كبيراً اليوم ليتماشى مع الجيل والموضة، فاختلفت قصات الشعر لتقليد لاعبي الكرة والممثلين. وقامت «الإنتباهة» بجولة على بعض اصحاب الصوالين لمعرفة اسباب تغير قصات الشعر وكيفية تعاملهم مع الزبون ومدى زيادة الاهتمام لدى الشباب، وما هي اسباب امتهانهم لتلك المهنة، وعدة محاور اخرى. هيثم «حلاق شاب» يعمل لأكثر من 8 سنوات ذكر أن عمله بالصالون وفر لديه الكثير من العائد المادي الذي لم يحوجه لشخص آخر، بالرغم من حمله للشهادة الجامعية، ولكن عدم وفرة العمل خارجياً هو من اهم الاسباب التي جعلته يعمل بها، واضاف في حديثه ان تعامله مع الزبون يتطلب سياسة معينة ورقياً اكثر لجذبه واستلطافه، وان تهيئة المحل بصورة جيدة ومكتمله تزيد من رغبات الزبائن في الحلاقة، فأغلب الشباب ينجذبون لمظهر الصالون الخارجي، ويذكر ايضا ان جيل اليوم صار كثير الاهتمام بمظهره كالحلاقه مع الموضة وتقليد الفنانين واللاعبين كحلاقة نيمار التي يطلبها الكثيرون، وحتى عمل الساونا والصبغة صار من الاساسيات التي يطلبها الزبون ليتنافس بها مع رفاقه، فالجمال هو الاهم لدى جيل وشباب اليوم، والنعومه صار لها طابع خاص وتذوق منفرد، وتعاملنا دائما مع الزبون يتم عبر طرق جميلة ومراعاة ظروفه المادية، ولكنه يرجح سبب الاهتمام الزائد لدى أبناء جيله بسبب التقليد الاعمى للفضائيات ومدى شغفهم بلاعبي الكرة، وان كل شيء أصبح متاحاً اليوم. والتقينا الحلاق عبد الرحيم الذي يعمل لأكثر من ثلاثين عاماً، ويبدو عليه الاستياء من اصحاب المحلية والضرائب، فهما معيقان كما يرى أمامه وتجعلانه يغلق المحل مع انذارات كثيرة يوجهونها له، أما عما أنجزه من صالون الحلاقة، فقد ذكر أنه تزوج وانجب الابناء من هذه المهنة واورثها لأبنائه، فهي كما يقول مثلها مثل العمل الحر في كسب الرزق، وكل ذلك مقسوم. واضاف ان اكثر ما يطلبه شباب اليوم هو استعمال الساونا والصبغة نسبة للموضة وتقليد الغرب، ونعومة الشباب صارت من الأساسيات، فقد اختلف اليوم عن الأمس واضحى للحلاقة لون آخر، فالجاذبية هي أهم ما يميز جيل اليوم. ومن جانبه اكد توفيرهم لكل المساحيق الرجالية التي يطلبها الزبائن من ساونا وصبغة وصنفرة، واشار الى ان المجاملة في اسعار الحلاقة قد تخفف عليهم العمل، فالتعامل مع الزبائن يتطلب ليناً ورفقاً، واكثر الاوقات التي يعملون بها هي موسم الاعياد، إذ يتحتم على الحلاق ان يكون مهيئاً لكل الظروف. زين وهو شاب حلاق لفترة «14» سنة يقول: تزوجت من هذه المهنة، والآن مستقر والحمد لله، فالدخل كما يرى ممتاز جداً، فلديهم في المحل اجهزة مخصصه لتعقيم المقصات والبشاكير والشفرات للاهتمام بالزبون، فالراحة النفسية هي الأهم لدى كل شاب ورجل، وديكور المحل لا بد ان يكون «استايل» لجذب الزبائن وتحقيق رغباتهم. واكد زين ايضا ان هناك العديد من المشاهير يأتون لقص الشعر لديه، ومنهم المذيع محمد يوسف وهو زبون دائم للمحل، فهم لديهم طابع خاص في الاهتمام بالشعر وعمل الساونا، والقطعيات تختلف عن السابق، والصبغة أضحت من الاولويات لدى جيل اليوم، وهو يوفر للزبائن جل رغباتهم لكسبهم واحترامهم بالدرجة الاولى، واشار ايضا إلى ان متطلبات جيل اليوم هي انواع معينة من الحلاقات كقصة نيمار وكريستيانو وعبد الفتاح جريني، واضاف ان التقليد لعب دوراً كبيراً في حلاقات شباب اليوم، فالتفنن بها صار لأقصى درجة، وعمل الساونا والصبغة بها نوع من المنافسة للفتيات في النعومة، ومن انواع الحلاقات عادة «شريط، عظم، حلاقة درجة والعادية»، وقال ان الحلاقين معه يأخذون مرتباتهم بالنسبة يومياً. وذكر أن ارتفاع سعر الدولار لا يؤثر على ارتفاع أسعار الحلاقة، فاسعأرها ثابتة.