عادة راسخة فينا أن نلملم الأوراق والموضوعات والصحف والمجلات التي حوت أشياء مست فينا شيئاً حياً أذهلنا، أنعشت مواتاً فينا حينها كسرت في داخلنا جمود اللحظة وأدخلتنا حالة من الصفاء الذهني والروحي حتى لو كانت بمقياس غيرنا غير ذلك.. نحفظها بجانب أوراقنا الرسمية ومستندات الأسرة، ونظل نقلبها من حين لآخر حين تداهمنا حاجة وفي كل حين نسعد بها ونعلم أننا ما حفظناها عبثا. ومما قلبنا حواراً جميلاً بحق للدكتور عبد الواحد لؤلؤة وهو كاتب ومترجم وباحث يحمل إرثاً أكاديمياً وثقافياً. أجرته معه مجلة دبي الثقافية فى عددها السادس والأربعين سبتمبر 2010م.. والدكتور لؤلؤة من رواد الإبداع العراقي الأوائل عايش نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري وجبرا إبراهيم جبرا وغيرهم ... تواصل معهم وكتب ونشر العديد من المقالات تناولت تجارب هؤلاء.. تنقل دكتور عبد الواحد بين عواصم ومدن دول العالم يجيد الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية، له أكثر من «48» كتاباً وكلها فى النقد والأدب والترجمة؛ منها «البحث عن معنى» و«النفخ فى الرماد» و«مدائن الوهم» و«أوراق الخريف»,وله كتب مترجمة من الإنجليزية إلى العربية أهمها «موسوعة المصطلح النقدي» من «44» جزءاً. .. وفي الحوار تحدث في موضوع غياب النقد عن الساحة الشعرية والأدبية العربية، وذكر أن النقد ليس غائباً بل في غيبوبة ولسببين: أولهما أنه لا يعتقد بوجود ناقد عربي يستحق الاسم منذ القرن الرابع الهجري؛ ويعرف الناقد بأنه الشخص الذي يملك نظرية تخصه ولا تخص غيره، ومن يكتب نقداً ويستشهد بنظريات هذا وذلك وينقل عنهم فهو ليس ناقداً إنما متناقد.. ويقول إنه لا يوجد ناقد عربي إلى الآن حتى طه حسين ليس ناقدا وإنما أديب كبير. وفى الشعراء يقول إنه من تبقى لدينا من الشعراء الكبار هو سليمان العيسى؛ فقد توفي الجواهري والبياتي وبلند الحيدري ونزار قباني.. آراء قوية تصدر من متمكن وعالم فى زمن نظل نبحث عن قامات كبيرة تحتفظ بروح البحث والعلم وبالشغف ووقت إجراء الحوار، كان لؤلؤة يعمل على كتاب يتناول دور العرب فى تطور الشعر الأوربي من خلال الأندلس، ولأجل الكتاب قرأ قرابة الأربعمائة كتاب بخمس لغات إنجليزية وفرنسية وأسبانية وإيطالية إضافة الى العربية! !