الحمد لله ونشكره ان انعم على البلاد بالخير الوفير بالأمطار التي غطت جميع اطراف النيل الازرق، وانبت العشب والكلأ لحياة الانسان والحيوان، ونشهد الله على ذلك بأن اسعار القوت ستنخفض عند حصاد الموسم الزراعي باذنه تعالى. فماذا قدمتم لمنطقة جنوب الجزيرة التي تنعم بالطبقات المثقفة، وقطعاً لم تحفل بها شمال الجزيرة، وتنعم قرية ديم المشايخة بنخبة من المعلمين وحاملي الدرجات العليا، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن تلك القرية بها ما يفوق «60» دكتوراً بشرياً بخلاف المهندسين والتخصصات الأخرى، الى جانب «7» بروفات من الاطباء وغيرهم، وربما لا يوجد حتى في مدني العاصمة التي لها القدح المعلى، وانضمت ديم المشايخة الى الجزيرة التي رحل قاطنوها الى الخرطوم وخاصة مناطق الكلاكلات ويعملون في التجارة التي لا تقيم أود المعيشة. الاخ الوالي ان كل الولاة الذين قدموا للعمل بالجزيرة نسوا او تناسوا أن منطقة ديم المشايخة عامرة بسواعد ابنائها وشبابها، وربما عن قريب سوف ينضمون الى عاصمة السلطنة الزرقاء سنار بلدهم، وتعرف سنار بعمارة الفونج التي كانت تضم ديم المشايخة، عندما هزم عمار المكاشفي في عام 1304م الاتراك. السيد الوالي لله في خلقه شؤون، فقد رحل المواطنون الى المناطق الغربية لنهر النيل وصاروا يقتاتون الذرة الشامية وذلك كان في عام 1306م، حيث كانت بتلك المناطق قرية كبوتش من بقايا قبائل التنجور وحلمي عباس والعمارة هجو ومدينة ريبا. السيد الوالي كلما اتى والٍ جديد كان يعتمد على دفاتر الحضور ولا يفارق كرسي المملكة الى المناطق الاخرى ولو قرأتم التاريخ الاسلامي فقد كان امير المؤمنين عمر بن الخطاب يتفقد الر عية بالليل والنهار، والقصص الحاضرة لا تفوت عليكم، فأين انتم؟ جاء الوالي السابق بمحض الصدفة وقال ان طريق ديم المشايخة «عندي» في داخل المكتب، وهو اول مشروع سيري النور، وبعد ان تم اكرامه لم يعاود زيارته وذهب كما ذهب اهل الكهف، وانت تم تعيينك خلفاً له، فماذا عملت غير الترع في المناطق الشمالية؟ السيد الوالي أحيطك علماً بأن ديم المشايخة ستعود الى موقعها بسنار تحت رعاية الشباب الذي يمثل الغصن الاخضر، ومن جانبنا سوف نثق في نفرة الشباب لتنعم البلاد بأهل المستقبل، وهم في بيوتهم سوف يوصلون مطالبهم الى السيد رئيس الجمهورية السيف القاطع الذي سوف يعطي كل ذي حق حقه، والشباب معه قلباً وقالباً مهما تعددت الآراء السياسية. السيد الوالي من حق العباد على الولاة الرعاية الصحيحة وليس رعاية التراضي، وكما قال امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه «لو عثرت بغلة بالعراق اخاف ان يسألني الله عنها» فأين حكومة الوجاهات التي تمثلونها في المناطق الشمالية غير الجنوبية؟ ومن هذا المنطلق نتوجه الى السيد رئيس الجمهورية بزيارة القرية التي وصفها الوالي السابق بأنها مدينة وليست قرية لما بها من كثافة سكانية عالية، وسوف يكون في استقباله البروفات والدكاترة والمهندسون والعاملون بالحقول الاخرى. الاخ الرئيس لا أعدمكم نعمة يطوق الشكر جيدها ويمتري بلطافة الحمد مزيدها.. ودمتم زخراً للبلاد وحامياً من النفرة الشيعية التي كادت تهدم كل ما تم بناؤه، وحفظ الله السودان وسدد خطاكم. مقدموه: التوم دفع الله التهامي عبد الباسط التوم الفاضل هجو قسم السيد