لا يزال الحوار بين المؤتمر الوطني والقوى السياسية هو قضية الساعة، ومن أبرز مخرجاته الآنية موافقة الاتحادي الديمقراطي الأصل على المشاركة في الحكومة المنتظرة، وفقًا لنائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون الحزبية د. نافع علي نافع في مؤتمره الصحفي الذي عُقد على شرف تنظيم المؤتمر التنشيطي العام لحزبه والذي افتتح جلساته صبيحة أمس الأول، ومعلوم أن حوارات الوطني التي أجراها شملت بالإضافة للاتحادي الأصل الأمة القومي وأحزاب الوحدة الوطنية، بينما رفض كلٌّ من الشعبي والشيوعي مبدأ الحوار وتمسكًا بتغيير النظام عبر الحراك الشعبي أو تشكيل حكومة انتقالية تمهِّد لتنظيم انتخابات مبكرة، ومن الأشياء الملاحظة بالنسبة للشعبي هدوء لهجته حيال تغيير نظام الحكم، ففي فترة سابقة كان الحزب يدعو لإسقاط الحكم وإن اقتضى الحال الفداء بالدم، أما الأمة القومي فقد أفاد قادته في أحاديث صحفية أن توافقهم مع الوطني حول القضايا المطروحة للحوار كبير إلا أنه وبالرغم من ذلك أصدر الحزب بيانًا أعلن فيه عدم مشاركته في الحكومة، مما أثار غضب الوطني على الأقل في جانب أن الأمة أصدر البيان منفردًا دون الوطني، وتاليًا ظل رئيسه الصادق المهدي يرسل التصريحات تلو الأخرى سواء في البلاد أو في رحلاته الخارجية بأن مشاركتهم رهينة بهندسة نظام الحكم برمته، وأن الوطني «يحاول معالجة حالة احتضار بحبة إسبرين» وتارة أخرى يصف المشاركة في الحكومة بأنها شيء صوتي غير مقبول إذ يقول إن «المشاركة الصوتية في الحكومة خبال»، وعندما راج الحديث عن تعيين ابنه الفريق بالقوات المسلحة عبد الرحمن في الحكومة صرح المهدي بأن ابنه لا يمثل الحزب فهو قد استقال من مؤسسات الحزب في العام 2009، وفي خطابه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تناول رئيس الجمهورية عمر البشير عددًا من قضايا الراهن من بينها الحوار مع الأحزاب مشيرًا إلى أن حزبه قاد حوارًا جادًا مع الأحزاب بقصد الوصول للإجماع الوطني أسفر عن قبول معظم القوى السياسية للمشاركة في الحكومة العريضة التي طرحها أول مرة إبان الاحتفال بعيد الاستقلال في يناير الماضي، وأثنى البشير على خطوة تلك الأحزاب التي وصف إعلانها بالمشاركة بأنه قبول لتحمُّل المسؤولية في الحكم، كما أشاد بالأحزاب التي لم تقبل بالمشاركة، وتعهد بأن الحوار معها سيستمر في الفترة القادمة، مخبرًا عن أن إعلان الحكومة سيجري في الأيام القادمة، وفي ذات السياق شهد المؤتمر العديد من قيادات الأحزاب السياسية على رأسها الأمة القومي الذي مثله د. حسن تاج الدين، ومن الأشياء اللافتة ظهور نجل الميرغني في الصفوف الأمامية متوسطًا القياديين بالوطني أحمد إبراهيم عمر ومجذوب أبو علي، كما كان واضحًا وجود القيادي المنشق عن الحركة قطاع الشمال دانيال كودي في الصفوف الأمامية، وكذا القيادية تابيتا بطرس وللأمر دلالته، فالاثنان من قادة الحركة الرافضين للحرب التي أُثيرت في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وناب في الحديث عن تلك القوى السياسية الأمين العام للاتحادي المسجل د. جلال الدقير الذي ألقى كلمة ضافية تضمنتها ما وصفه بالإشارات ممثلة في التشديد على أن يستند الدستور المنتظر إلى مبدأ المواطنة في الواجبات والحقوق، مشيرًا لأهمية بحث وتقويم هيكلة الدولة وتقويم تصور الحكم الفدرالي ومعالجة أوجه القصور فيه مؤكدًا أن مسؤولية الأحزاب لن تقتصر على حدود أنصبتها في الحكم، بل تتحملها بكل أعبائها وتعقيداتها، مشددًا على أنهم سيكونون خلف الرئيس في المسيرة وأمامه في الخطوب.