من غرائب الكون وعجائب الصحافة الرياضية ان معتصم محمود عدو الوحدة الأول في نادي الهلال والذي عمل بقوة واصرار على فركشة أية مساعٍ أو جهود للوحدة خلال عهود صلاح ادريس وشيخ العرب يوسف أحمد يوسف والأمين البرير، قد تحول بين غمضة عين وانتباهتها إلى مساند للوحدة، لأن من دعا لها رئيس الهلال أشرف الكاردينال وليس عن اقتناع بأهميتها وقيمتها ودورها في تحقيق الاستقرار الذي هو ضده بلا تحفظ لأنه لا يعيش إلا في أجواء الصراعات التي تمكنه من تحقيق مصالحه في الانحياز للسلطة الهلالية ومهاجمة كل من يختلف معها أو يعارضها ليلعب دور المدافع عنها، كما حدث مع صلاح إدريس والبرير والآن مع الكاردينال الذي هاجمه واساء اليه عندما كان مؤيداً للبرير الذي باعه بعد لحظات من انهيار مجلسه وتركه يواجه مصيره المحتوم بعد ان زج به في اتون المشكلات بتحريضه على شطب هيثم مصطفى ومعاداة رموز الهلال وعدم الاستماع لصوت العقل عندما تدخل وفد الكبار المكون من طه علي البشير والفريق عبد الرحمن سر الختم ومولانا أحمد حسب الرسول لمعالجة مشكلة هيثم في إطار الأسرة، وتجنيب الهلال كل تداعيات الانقسام الذي دفع النادي ثمنه غالياً في كل المجالات. وبعد انهيار مجلس البرير بدأ معتصم رحلة البحث عن تنظيم ومجموعة يقاتل في صفوفها ويهاجم الآخرين بسببها، فعرض نفسه على تنظيم الكاردينال وبدأ في ممارسة دوره في التأييد المطلق للمجلس، واضطر للدفاع عن الوحدة التي كان من ألد أعدائها، لأنه يدرك أن الكاردينال لن يسمح له بالوقوف ضدها وسيحسمه بعنف اذا حاول فركشتها وتخريبها، ولذلك ركب موجة الوحدة وأشاد باجتماع الكبار بمنزل العميد إبراهيم محجوب، وأطنب في الثناء عليهم رغم أن أغلبيتهم قد تعرضوا لأبشع أنواع الهجوم والإساءة والتجريح منه طوال السنوات الماضية، وحتى وهو في غمرة التأييد للوحدة التي كان يجب أن تدفعه للتسامح مع من تخلفوا عن الحضور أو عارضوها لم يتردد في مهاجمة الرافضين لها الذين وصفهم بالصغار، وقال إن اجتماع الكبار بمنزل ابراهيم محجوب قد اطلق رصاصة الرحمة على الصغار، ولم يكتف بذلك بل واصل الهجوم بوصف المعارضة بالهزيلة وباستجداء الحضور لاجتماع منزل العميد ابراهيم، واتهم اعلام المعارضة بالغباء وعدم التأثير، وختم مقاله بقوله: «الى الجحور يا طابور»، فهل يعقل ان يكون من كتب هذا الكلام يريد مصلحة الهلال أو يؤمن بوحدة الصف التي يضربها في مقتل بممارسته لساديته في الهجوم على كل من يختلف معه أو مع المجالس التي يؤيدها ليستند إليها في حملاته على الآخرين التي لن يستطيع ان يواجهها وحده لأنه لا يملك أدوات الدفاع القوي من منطق وموضوعية ومواقف واضحة ومشرفة في مختلف القضايا الهلالية التي تحتاج للرأي الشجاع الذي يضع مصلحة النادي فوق كل اعتبار. خلاصة القول أن معتصم محمود هو أكثر الصحافيين رفضاً ومعارضة ومعاداة للوحدة الهلالية التي ظللنا نبشر بها وندعو لها ونقاتل في سبيلها لأكثر من ربع قرن من الزمان، لإيماننا التام بأن قوة الهلال في وحدة أبنائه وتضافر جهودهم، وأن ضعفه وفشله في خلافات وصراعات رجاله التي تعتبر السبب الاساس في كل ما يعيشه الهلال من مشكلات وأزمات، ولذلك فإن الفرق كبير جداً بين صاحب هذا القلم الذي لم يدخر جهداً من أجل جمع الكلمة ووحدة الصف، ومعتصم محمود الذي لن يخدع أحداً بادعاء تأييده الوحدة وهو الذي تفيض دواخله بالشر والعداء لكل من يرفع راية الوحدة أو يعمل من أجلها، لأن من يهدم لا يبني، ومن يفرق لا يجمع، ومن يزرع الكراهية لا تحمل نفسه ذرة من الحب والود لكل من حوله، ومن يؤذي مشاعر الناس ويجرح كرامتهم ويدمر علاقاتهم بالإساءات والاتهامات لا يعرف المعاني العظيمة والعميقة للوحدة والترابط والتعاضد الذي يقود لمستقبل مشرق وزاهر للنادي الذي تعتبر رسالته هي الحب والإخاء والمودة والتسامح والصفاء، وليس إثارة المشكلات والخلافات!!