فرحت فرحاً ما له حدود باختيار الأستاذ الصادق إبراهيم الرزيقى رئيسا للاتحاد العام للصحافيين السودانيين، وما أكثر الأسباب، وقبل أن أتكلم عن النقيب الجديد فإن واجب الإنصاف يقتضى أن ترفع أسمى آيات الشكر للنقيب السابق الدكتور محيى الدين تيتاوى والأمين العام السابق الأستاذ الفاتح السيد وأعضاء المكتب الآخرين الذين قدموا للصحافيين خاصة فى مجال الخدمات ما لم يقدمه أى اتحاد سابق، ويكفى دليلاً على ذلك المنازل وما أدراك ما المنازل التى وفرها وملكها للصحافيين ذلك الاتحاد المنجز. ونرجو أن يحافظ الاتحاد فى عهده الجديد على هذا المكسب الضخم، وذلك بتحريم نزع أى بيت مهما تكن الأسباب، وأن يضيف إليه ببناء المزيد من البيوت للصحافيين الذين خدموا ويخدمون الوطن فى ظروف ليست مواتية فى كل الأحوال. ومن أسباب الفرح الذى ليست له حدود باختيار الأستاذ الرزيقى نقيبا للصحافيين، أنه من دارفور، وهو لم يفز مراعاة من الآخرين لأنه من دارفور، لكنه فاز بكسبه الخاص، وفى نفس الوقت فإن فوزه يعني ضمن أشياء أخرى أنه لم يكن للجهوية والقبلية أى دور فى انتخابات اتحاد الصحافيين. ومن أسباب الفرح أن الرزيقى كاتب متمكن، وكان المذيع الراحل ذو النون بشرى وكنا نعمل فى جريدة واحدة وكان الأستاذ الرزيقى هو مدير التحرير يقول لي «الشاب ده كتَّاب»، أي أنه يتقن الكتابة، وكان ذلك أمراً مهماً، فمن ناحية كان القارئ السوداني ومازال تستهويه الكتابة الجميلة المفيدة، وفى نفس الوقت فإن هذه الكتابة الجميلة المفيدة كانت ضئيلة الحضور فى الصحافة السودانية. ثم انتقل الأستاذ الرزيقي من «ألوان» إلى «الإنتباهة» رئيساً للتحرير، وفى وقت وجيز أصبحت هى الصحيفة الأكثر توزيعاً، وكما قالوا فإن دعوة الصحيفة لترك الجنوبيين وشأنهم حتى لو أدى ذلك إلى الانفصال لم تكن هى سبب رواجها وتصدرها، فقد انقسم البلد إلى بلدين فى يوليو 2011م، وأصبح الجنوب دولة مستقلة ذات سيادة، ورغم ذلك مازالت صحيفة «الإنتباهة» التى يرأس تحريرها منذ نشأتها عام 2005م الأستاذ الرزيقى هي الأكثر توزيعاً وانتشاراً. إننا من القلب نتمنى للأستاذ الصادق إبراهيم الرزيقى رئيس الاتحاد العام للصحافيين السودانيين ورئيس تحرير صحيفة «الإنتباهة» المزيد من النجاح.