أطلق الرئيس عمر البشير حزماً سياسية عاتية في كل الاتجاهات، ملعناً أن الانتخابات المقبلة ليست مفاجأة، راهناً عودة رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي للبلاد بالتبرؤ من إعلان باريس، قاطعاً بأن لا تفاوض جديد إلا الالتحاق بوثيقة الدوحة، جازماً بأنهم كالنخل يموتون واقفين، متهماً بعض القوى السياسية بالعمل على استغلال دعوة إطلاق الحريات لإسقاط النظام. وذكر البشير في أول ظهور له بعد العملية الجراحية التي أجراها أخيراً، أن طرح برنامج الحوار الوطني لم يكن عن ضعف أو كما يظن البعض أننا «فترنا والحبل ضاق برقبتنا وعاوزين نتخارج» قائلاً: «لا»، وأضاف «نحن كالنخل نموت واقفين»، واتهم البشير بعض القوى المعارضة بأنها تريد استغلال الدعوة إلى إطلاق الحريات بغرض تغيير النظام، وأكد عدم السماح بأية حرية تقود البلاد إلى الفوضى، وقال: «للحريات سقف وليست هناك حرية مطلقة وإلا ستصبح فوضى»، ولفت إلى ما يجري في دولة اليمن، وتعهد بعدم تكرار تجربة اليمن في السودان، قائلاً: «الخرطوم لن تكون مثل صنعاء». واستبعد أن يكون هناك فراغ دستوري قبل الانتخابات، وقال «مافي فراغ دستوري ومافي فرصة أو فوضى، وهناك وقت كافٍ للاستعداد للانتخابات»، وأضاف قائلاً: «ما عندنا مانع من إعادة تشكيل حكومة في فترة قيام الانتخابات تضم كل القوى داخلها». ودعا البشير مخاطباً المؤتمر العام لولاية الخرطوم أمس، القوى السياسية إلى مراعاة ظروف البلاد في ظل وجود حملة سلاح ومتمردين وحروب ووجود شباب بالخنادق يقدمون يومياً الشهيد تلو الشهيد، وقال: «لا بد أن نراعي لهم ولمعنوياتهم» وأضاف قائلاً: «أي شيء يهبط بمعنويات المقاتلين في الميدان لن نسمح به». وقال: «إن التحالف او الاتفاق مع الجبهة الثورية ليس من الحريات، ومن يريد ممارسة العمل السياسي فليكن ذلك داخل الخرطوم»، ورفض الاعتراف بأية وثيقة توقع خارج القطر. ووجه البشير رسالة إلى رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي قال فيها إنه مرحب به في أي وقت، غير أنه قال: «بعدما يتبرأ مما وقعه في باريس»، لجهة أنه وقع على إسقاط النظام الذي يدعو له برنامج الجبهة الثورية، ورأى أن من يريد إسقاط النظام بالعمل السياسي مرحب به، قائلاً: «الفولة بكرة بتتملي والبقارة بجو»، وأكد أن الانتخابات في مواعيدها في شهر أبريل من العام المقبل، قائلاً إنها ليس مفاجأة. وأقرَّ البشير بوجود مشكلة اقتصادية وليس انهياراً اقتصادياً، واعتبر ذلك شيئاً طبيعياً جداً، وقال: «فقدنا البترول ولكن خرج الذهب من غير جهد الحكومة»، وأضاف أن الحكومة ستدخل مرحلة جديدة لاستكمال النهضة، مشيراً إلى المرحلة السابقة من الانفصال وآثاره السياسية والاقتصادية والأمنية على السودان، وأشار إلى أن كل المؤسسات والعاملين في المجال الاقتصادي على المستوى الدولي والاقليمي والمحلي راهنوا على انهيار الحكومة بعد شهرين، ولكن لم تنهر الحكومة. وأكد البشير أن وثيقة الدوحة هي النهائية لمفاوضات دارفور، وقال: «تاني مافي تفاوض جديد إلا الالتحاق بوثيقة الدوحة»، ورفض بشدة أي حديث عن منبر واحد للتفاوض، وقال: «ما في منبر واحد للتفاوض حول قضية دارفور»، وحول قضية المنطقتين أكد أنها تكمن في إعادة التسريع والدمج للمقاتلين بالمنطقتين، وقال: «ما عندنا أكتر من كده» لأنها حسمت في اتفاقية السلام.