دخل فن الهيب هوب والراب إلى السودان مؤخراً عبر وسائل الميديا المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي. وكان الهيب هوب والراب قد انتشرا قبلا ً في الولاياتالمتحدةالأمريكية في بداية السبعينات في حي برونكس في لاية نيويورك على أيدي الأمريكان الأفارقة، كما انتشر عالمياً منذ بداية التسعينات. ونشأ كردة فعل لما تعرض له الأمريكيون من أصل إفريقي للعنصرية ولإظهار ثقافة مستقلة كنوع من التعبير عن أنفسهم وعن مشكلات الفقر والبطالة والعنصرية والظلم. ويحتل الراب المنطقة الرمادية بين الكلام والنثر والشعر والغناء، ويمكن أن يكون بإيقاع أو بدون إيقاع. باختصار شديد نستطيع تعريف الراب بأنه موسيقى غنائية سريعة يقوم مؤدوها بترديد إيقاعي سريع للكلمات«وليس غناء»، والأغنية مكونة من عدد كبير من القوافي تعالج عدداً من الموضوعات شخصية أو اجتماعية أو عاطفية. ومن أشهر مغني الراب في العالم: نوتوريوس بي. آي. جي مواليد 1972م من بروكلين في الولاياتالمتحدة والأمريكي توباك أمارو شاكور وكان مغني هيب هوب وشاعرا وممثلا.. وعلى الصعيد العربي قصي خضر من المملكة العربية السعودية، وشهدت بدايات التسعينات انطلاقته الفعلية. و كلاش الذي بدأ مشواره الفني في أواخر 2004 م. استطلعنا آراء شرائح من المجتمع شباباً ومبدعين ونقاداً حول مدى تقبل المجتمع والوسط الفني لموسيقى الراب: شكل سلبي محمد مصطفى «ناشط في مجال الهيب هوب السوداني»: فن الهيب هوب بشكل عام أكيد بيوصل رسالة إلى كل شرائح المجتمع السوداني، وهو أكيد ثقافة وافدة لأن الراب في السودان بشكل خاص ظهر في بداية عام 2007 م وحوالي 60 في المائة من شرائح المجتمع السوداني تنظر إلى الهيب هوب بشكل سلبي جداً والسبب«الرابرز» الذين ظهروا وبرزوا في الإعلام أو مواقع الميديا الألكترونية، وصلوا فكرة خاطئة باستخدامهم الألفاظ الخادشة للحياء العام والموضوعات غير المفيدة. بلا مستقبل عمرو محمد «مغني راب» يقول: نعم هو فن يحمل رسالة ورسالة منمقة في دقة ممكن تصل لأي زول. أما من ناحية إنو عندو مستقبل في البلد دي فلا، لأن كل الأغاني التي خرجت موخرا تفتقد إلى الاحترافية إاذا كان من ناحية الأداء أو المضمون، وهذا ليس في صالح هذا الفن. تقصير محمد عماد «مغني راب» يتفق مع من سبقه أنه فن يحمل رسالة وممكن يصحح المجتمع وأغلبية الأغاني موضوعية وتتناول قضايا ومشكلات وأحزان وأفراح المجتمع الذي نعيش فيه وفي البداية كان غير مرحب به في المجتمع لكن حالياً نظرة المجتمع للراب تحسنت حتى البنات يستمعن له. فقط تكمن المشكلة في الإعلام المقصر شديد تجاه هؤلاء المبدعين، ويهتم بكل الفنون عدا فن الراب!! أتمنى من الإعلام والجهات المختصة الالتفات للفنون الحديثة. كيان منفصل أما محمد إدريس وهو مغني راب يدلي برأيه ويقول إن الراب والهيب هوب ثقافة وفن يعتمد على حرية التعبير، قد يستفيد منها المؤدي ليوصل رسالة. وحالياً المجتمع أصبح أكثر تفتحاً؛ ففي البدء كان المجتمع شبه رافض للفكرة على أنها تقليد للغرب. ويضيف أن ثقافة الهيب هوب ليست مطابقة لشكل الفن الموجود في اتحاد المهن الموسيقية من ناحية الموسيقى، لذلك يجب أن يكون لها كيان قائم بذاته ويدعم ثقافة الهيب هوب. رأي معارض يقول أحمد محمد مستمع لأغاني الراب أنه من خلال سماعه لمجموعة من أغنيات لم يلمس في أي منها معالجة لقضية ما في المجتمع، بل على العكس أغلب الأغاني احتوت ألفاظاً خادشة للحياء العام وهو يرى أنه سيضيف للأغنية السودانية بسبب مفرداته. وثقافة الهيب هوب والراب تحديدا في رأي أحمد تروج للعنف والظواهر التي حدثت موخراً«عصابات النيقز»، في محاولة تقليد الغرب.. فن حديث أما مدير مركز شباب السجانة الأستاذ جمال عبد الرحمن قال ل «نجوع» إنه لا ينظر للراب كثقافة وافدة وفي رأيي هو فن حديث وسيثبت نفسه كفن وسط الفنون الموسيقية الحديثة إذا المؤدون لهذا الفن تناولوا قضايا موضوعية تمس وجدان المواطن والمستمع السوداني. أما أستاذ شعبة الموسيقى الحديثة جمال حسن، ففي رأيه أن الشباب ذواقون للموسيقى الحديثة، ولكن الموسيقى الحديثة مرفوضة «محاربة» في السودان لارتباط الموسيقى الحديثة بالغرب. ويضيف أن الهيب هوب موسيقى عالمية الآن وكي نوصل ثقافتنا للخارج نحن بحاجة للحن وتوزيع عالمي؛ وأن الاتحاد العام للمهن الموسيقية موجود من أجل تعجيز الشباب لأنه يلزم بتقديم أغنيات قديمة وأية تجربة حديثة تجد النقد اللاذع. توظيف للموسيقى رئيس اتحاد الفرق الموسيقية الحديثة الأستاذ صلاح براون يقول: أولاً منهج الموسيقى العالمية أصبح موحداً وأنا اعتبر غناء الراب توظيفاً للموسيقى وإيقاعات عالمية في الأغنية السودانية ولا يعتبر فناً وافداً لأن الموسيقى لغة عالمية. وختم بأنه يعتبر إضافة للموسيقى الحديثة والأغنية السودانية بشكل خاص.