اختطاف الطائرة العراقية «ميج 21» عمت الفرحة جهاز الموساد وكان أكثر فرحاً جهاز المخابرات المركزية C.I.A وقامت على الفور طائرة نقل من نيويورك تقل 50 خبيراً في هندسة الطيران لفحص الطائرة الميج 21 ولمعرفة مزاياها الفنية ومهاراتها القتالية وسر سرعتها الفائقة ومدى تأثير صواريخها.. تزامن ذلك مع وصول الملحقين العسكريين إلى قاعدة حاتسريم، ووقف الملحق العسكري الفرنسي.. الكولونيل كاترو في حالة هي اشبه بالذهول الكامل وكل ما تفوه به انه قال مدهش.. انها ممشوقة القوام Elle alataille svelte وبرقت أسارير الملحق الأمريكي وهو يتحسس الطائرة: أنا أول أمريكي يلمس هذه الجوهرة: بعد أيام قليلة اخضعت اسرائيل والولايات المتحدةالامريكية الطائرة للفحص وكشف اسرارها.. وفي الحقيقة الطائرة طراز معدل ادخلت عليه بعض التعديلات وادخلت عليه بعض الإضافات واستطاع الامريكان فهمها وتبين نقاط قوتها وتحسين أداء طائرتهم الفانتوم واسكاي هوك مستفيدين من العقلية السوفيتية في تطوير صناعة طائرتهم إلى حد كبير وعندما قامت حرب 1967م كانت الطائرات الامريكية لدى اسرائيل مزودة بامكانات هائلة حديثة مكنتها من التفوق الجوي والاشتباك الجوي مع الطيران العربي دون خوف من مواجهته.. اما الميجرتوميسون الملحق العسكري الانجليزي فقد وقف يتأملها مندهشاً وأخذ يتمتم بكلمات غير مفهومة.. وفي القاعدة المعدة للمؤتمر الصحفي الحافل كان التزاحم شديداً من قبل الصحفيين ومراسلين من كل انحاء العالم وطاقم التلفزيون الاسرائيلي من فنيين ومذيعيين وجنرالات الجيش ببزاتهم ذات الشارات اللامعة وقد رسموا ابتسامات الزهو والخيلاء وهم يردون على الأسئلة.. كيف تحصلتم على الطائرة؟ هل جاء بها الطيار هرباً؟ أم بعملية مخابراتيه؟ هل جاءت الطائرة بسلاحها أم خالية من السلاح؟ أم هل اختطفتها طائراتكم وأجبرتها على الهبوط باسرائيل؟ ما عمر الطيار العربي تقريباً؟.. لم يسمح لهم بالإجابة على الاسئلة ففي الكواليس الاسرائيلية كانت تعد الاسئلة بما يخدم المصالح الاسرائيلية الاسئلة.. إلى ان دخل منير روفا محاطاً بعشرات الضباط.. وفجأة مضت مئات الكاميرات المتحفزة وسلطت الكشافات قوية الضوء بقوة مما أدى إلى ارتباك الطيار الخائن منير روفا الذي تم تلقينه الاجابات بالداخل ثم انهالت عليه سيول عارمة من الاسئلة فزاد خوفه واشتد ارتباكه لدرجة اصطك فكه الاسفل من الارتجاف هذه المرة بوضوح شديد فلمحه عاميت المستتر في الداخل فأمر بسحبه بعيداً إلى الداخل في الحال.. ولما فشل في اعادته مرة ثانية إلى القاعة بسبب التدهور الحاد الذي اصاب تماسكه وبكائه المتصل وهياج ردود افعاله.. كان هنالك حل آخر بدأ في تنفيذه في الحال.. دخل القاعة الناطق الرسمي بلسان الجيش الاسرائيلي «سهيل زفين» وكان يمسك بورقة بيضاد ادعى بانها رسالة بعث بها منير روفا إلى اسرائيل عندما كان بباريس في ابريل الماضي يبلغهم فيها برغبته في اللجوء إلى اسرائيل، هرباً من الاضطهاد الذي يعامل به المسيحيون في العراق.. وبسبب التمييز المذهبي ضد اكراد الشمال وأخذ يقرأ بعض فقرات من الرسالة.. هكذا فكر عاميت لتشويه الحكم في الدول العربية واظهار الاقليات بصورة مغايرة للحقيقة.. وقصد بذلك لتأكيد وسائل الاعلام العالمية وان الطيار هرب من هذا الجحيم.. من العراق إلى اسرائيل وما فر بطائرته إلى اسرائيل لثقته في ديمقراطيتها.. وبواسطة طائرة هليوكبتر أخذ منير روفا إلى الفيلا التي اختارها لنفسه في راعون لتسيون.. في هذه اللحظات وصلت الطائرة التي تقل اهله من طهران، بينما تسلمت السفارة العراقية أخوة مريم الأربعة واعادتهم على كفالتها إلى بغداد.. كان العراقيون يعرفون أن لا ذنب لكل من يمت للطيار الخائن بصلة قرابة أو صداقة.. وادركوا بعد فوات الاوان ان روفا تم تجنيده أثناء رحلة باريس وان يوسف مشو الذي هرب بجلده الى اسرائيل بعدما اقترض اموالاً طائلة من العراقيين هو اليهودي الذي استدرج منير روفا للتجنيد بعد ان قام بالتحري السري عن حياته السابقة. وفي اسرائيل كانت المواجهة عصيبة بين روفا وزوجته وبقية اسرته فالمأزق الذي وضع فيه أسرته كان اكبر من مدى استيعابهم.. وادركوا اخيراً مدى غباؤهم حينما وافقوا على السفر إلى اسرائيل.. وكانت امه من اشد الرافضات لعذره وكذلك اختيه. اما ابوه فكان على قناعة بانها «ضربة حظ» سترفع كثيراً من وضعهم كأسرة فالمليون دولار مبلغ خرافي.. ذلك لان والده لاقى الكثير من الرهق في بحثه المضني عن المال بالاضافة لمعاقرته للخمر والساقطات فكان كثير الثناء على منير ويؤكد ما فعله هو عين العقل وتأمين مستقبل مضمون لهم..