دخلت هي أولاً وبعدها زوجها حاملاً طفله ذو العامين جلسا بهدوء بعد السلام والتعارف بدأ الزوج متحدثاً فقال: نحن متزوجان من 3 سنوات زوجتي حب حياتي من داخل قلبي هي رائعة في أغلب الأشياء لكن في الفترة الاخيرة اصبحت عصبية جداً قلت ربما من الحمل ولكن الوضع استمر كما هو الى الآن ما ان اعود الى البيت حتى تفتعل المشكلات في أبسط الأشياء والمواقف فتصرخ وتتهيج بل وتتشنج أحياناً فاصبحت اصمت خوفاً عليها وانسحب تاركاً لها البيت ، كثيراً ما تطالبني بالطلاق من أجل اشياء بسيطة لا ترقى لخلاف ناهيك عن طلاق أصبحت لا أحس الأمان. إن حديثي الزواج هم الازواج الذين مدة زواجهم أقل من 5 سنوات هذه السنوات يحدث فيها كثير من الاحتكاكات والمحكات الحياتية وتظهر الاختلافات وتتولد الخلافات نتيجة الفروقات في أسلوب الحياة لكل منهما وتظهر المعاناة في التكيف معه، ما حدث بين الزوجين اعلاه هو احد أنواع مشكلات التكيف التي تمر على أغلب المتزوجين حيث يحاول كل طرف أن يفرض طريقته وأسلوب تفاعله الذي ورثه من بيئته وتنشئته على الآخر متجاهلاً ان الاخر لديه نفس الميل، فإذا كان أحد الطرفين مدركاً وواعياً لماهية العلاقة الزوجية ومتطلباتها واحترام اختلافاتهما فسيلجأ الى مجاراة الاخر طائعا تارة ورافضا تارة ومحاورا اخرى كنوع من السياسة الحكيمة من غير ان يلغى نفسه واحتياجاته حتى تمر فترة زمنية معينة يحدث فيها التعود والتكيف، اما ان استمر طائعا منصاعا للاخر فسيحدث اللقاء له ولشخصيته وسيولد ذلك فى داخله احساس الغبن والاستضعاف (الحقارة) وتتراكم لديه المواقف الى ان تنفجر بأبسط الاسباب، واما ان استمر معلنا تمسكه بموقفه واسلوبه بقوة وتحدى فأنه يدخل دائرة التسلط والسيطرة والقهر للآخر ولكن بعد فترة لن يتوقف الأمر بل سيتطور ويعمم الأسلوب على كل جوانب العلاقة ويتفاقم الوضع. كان الزوج أعلاه مستنكراً لأسلوب زوجته ويعتقد أنها مجنونة ولم يحدث أن حاورها مستفسرًا لماذا وماذا تريد؟ جلست معها في حوار لأكثر من ساعتين لتخبرني بكل خجل (عندما افتعل معه المشكلات لا اريد منه ان يناقشني فهو يكون بعيداً عني اريده فقط ان يضمني اليه!! عندما اخبرته ذلك استغرب جداً وغضب قال لست مقصرًا في ذلك قلت له نعم هي تعلم ذلك لكن الاحتضان لحظة الانفعالات له معنى آخر ويرسل رسالة مطمئنة لنفسية قلقة إنني أحبك واقبلك حتى وانتي غاضبة فطمأني!!. يا حديثي الزواج تذكروا انكم تتعاملون مع مخلوق أرق مما تتخيلون رغم صراخه العالي فهكذا يحدث للزجاج حين يخدش وصدق رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام حين قال رفقاً بالقوارير فهل عرفتم كيف هي القوارير.