يشكل طابور الصباح في كل مدارس الأساس «الحصة» الأولى، ويستفيد خبراء التربية من هذا الإشراق الصباحي ليكون الطابور إحدى أدوات التهذيب والضبط والإبداع والنشاط، وفيه تتم مخاطبة عقول التلاميذ ووجدانهم، وتزداد أهمية الطابور عند نهاية الفترة الدراسية، التي عادة ما تكون لإعلان النتائج والمميزين خلال الفترة الدراسية. بدأ هذا الطابور الجميل يفقد مساره ورونقه في الكثير من المدارس، وبدأ يتخذ شكلاً من أشكال الروتين الممل، فما عادت المناشط جزءاً من تكوينه ولا عادت تلك التوجيهات التربوية تنساب كالماء الزلال، وما عاد نشيد العلم بتلك القوة التي تهتز لها الأركان، وهي تتجاوز الأسوار.. ومن بين هذا الفرث والدم تخرج مدرسة أبي كدوك النموذجية بطابور نوعي وهي تختتم فترتها الدراسية الأولى، ولكم كأولياء أمور أن تتأملوا هذا الطابور، فالأمر ليس قاصراً على المدرسة وما حولها. درجت إدارة المدرسة النموذجية على إعلان النتيجة بمنهج يعزز التفوق والنبوغ، ويستلهم الحاضر والمستقبل ولا ينفصل عن الهم العام والخاص، فقد بدأ الأستاذ فريد بشير حمد مدير المدرسة في مخاطبة ذاك الطابور، وقد بدت عليه ملامح حزن وهو ينعي للتلاميذ والد زميلهم محمد مهدي كرامة. وقال إن والده كان من المهتمين بأمر المدرسة ونعلن أن ابنه إلى أن يتخرج فهو في الكفالة الخاصة، والعناية المرجوة ومعفي من كل الرسوم الخاصة بالمعسكر لطلاب الصف الثامن ولا رسوم الامتحانات الشهرية ولا حتى رسوم النظافة، وذهب بالأمر إلى توفير حتى الزي المدرسي والحقيبة بمحتوياتها، رغم أن الإعلان كان حزيناً إلا أنه حمل كثيراً من المشاعر الطيبة تجاه الأيتام، وأشاع الراحة بين زملائه، ثم عرج المدير بتلاميذه إلى موضوع العاملة الحاجة إقبال عبد العاطي «فراشة»، وقال إنها تعاني من فشل كلوي حاد وتصارع المرض وهي أمكم التي تحبونها فادعوا لها بالشفاء، ثم انتقل بهم إلى ضرورة الدعاء لوالدة الأستاذة ابتسام، ووالدة الأستاذ محمد عثمان، وبذلك كان كل من بداخل هذا الصرح يدعو. وقبيل إعلان النتيجة خاطب أولياء الأمور والمعلمين والطلاب وقال إن الأمطار التي هطلت أخيراً خصمت من العام الدراسي حوالي «21» يوماً لا يمكن تمديدها وتعويضها نسبة لتقاطع ذلك مع الانتخابات العامة، الأمر الذي يجعل الكل أولياء أمور ومعلمين وتلاميذ أمام تحد عظيم لإكمال المنهج، وأن المرحلة القادمة ستكون صعبة على الجميع. هذه القضايا تعتبر من أمهات قضايا التعليم وهي ربط التلاميذ بواقعهم الحالي واستشعارهم بالمسؤولية مما يعد نوعاً من التربية التي تحتاجها أجيال هذا الزمن. * أفق قبل الاخير تم إعلان الأوائل وتكريمهم في الطابور وأحرز الطالب علاء الدين عبد الرحمن المركز الأول على مستوى المدرسة، وهذا يسمى بأول الأوائل وقد خصصت له رابطة الخريجين جائزة مالية مقدرة بالعملة القطرية. * أفق أخير لوزارة التربية.. الكثير من المدارس تحتاج لهذه التجربة.