يوما الخميس والأحد عند الثامنة مساءً تسكن الحركة في كل أنحاء المنازل، إنه الوقت المحدَّد لكل محبي المصارعة الحرة وتجد أغلب الشباب متسمرين أمام التلفزيون ويديرون «الريموت» كنترول إلى قناة «أم بي سي آكشن» في انتظار المصارعة الحرة التي ارتفع في الآونة الأخيرة عدد عشاقها ويدور النقاش.. هذا يراهن على جون سينا وآخر على أورتن، وآخر يشيد بسي ام بانك وآخر يتحدى بذا ميز وارتروث وغيرهم وحتى الأطفال تجدهم حاضرين ويتابعون بتركيز والكبار يتابعون في سادية، أما الصغار فهم في حالة تقمص؛ لأنهم كثيرًا ما يقلدون هذه الحركات وأصبح ملحوظًا اهتمام الأطفال بها حتى وصل بهم الحال إلى حفظ أسمائهم وإطلاقها على البعض، والأسر والآباء خاصة لا ينتبهون إلى مظاهر العنف التي يتلقاها الأطفال؛ لأنهم كثيرًا ما يقلدون هؤلاء المصارعين.. (تقاسيم) التقت عددًا من الشباب والأطفال حول هذا الموضوع وكانت الحصيلة التالية: محمد أحمد عمر «أعمال حرة» قال إنه في الموعد المحدد للمصارعة يلغي كل مواعيده، وذكر أنه ينتظرها بشوق وهو من محبي جون سينا؛ لأنه دومًا ما يكون عند حسن ظنه قائلاً: إن الوقت ينقضي بسرعة أثناء فترة المصارعة وهو لا يشعر بالملل إذ يشاهدها؛ لأنها تمثل له نوعًا من التغيير وأن مشاهدة الأطفال لها فيها نوع من المخاطر عليهم وعلى الآباء مراغبتهم؛ لأنهم كثيرًا ما يحاولون تقليد هؤلاء المصارعين في حركاتهم.عبد الرحمن إبراهيم صاحب ال «الإحدى عشر» عامًا أول ما سألناه لوَّح لنا بحركة راندي أورتن التي يفرد فيها ذراعيه عاليًا وذكر فنش أورتن«ار كي او» وقال إنه يحب المصارعة جدًا وإنه لا يقلدهم ولكن يحب مشاهدتها؛ لأنها تعني له القوة والتحدي. عثمان أحمد قال إنه لا يهتم بها كثيرًا ولكنه يحضرها في بعض الأحيان حينما لا يجد ما يملأ به وقت فراغه ويهرب إليها من بعض القنوات التي أصبحت أفكارها مستنسخة ومكرَّرة.