الخميس من كل أسبوع وبحلول الثامنة والنصف تسكن الحركة في كل أنحاء المنزل، إنه الوقت المحدد لكل محبي المصارعة الحرة، لقد ارتفع في الفترة الأخيرة عدد عشاق (جون سينا)، (راندي أورتن)، (ذا ميز هوقان) وغيرهم، ويحرص الكبار على مشاهدة المصارعة الحرة مما يجبر الأطفال على المتابعة الذين يكونون قد حرموا من (اسبيس تون) أو mbc-3 وغيرها من معشوقاتهم، وأصبح ملحوظاً اهتمام الأطفال بها حتى وصل بهم المطاف لحفظ أسمائهم وإطلاقها على البعض، والأسر والآباء خاصة لا ينتبهون لمظاهر العنف التي يتلقاها الأطفال من (جون سينا). «الأهرام اليوم» سألت البعض عن مدى تأثر صغارهم بمشاهدة المصارعة. فإلى إفاداتهم.. يقول عصام الدين محمد إنه ترك مشاهدة المصارعة بسبب طفله (كمون) كما يلقبه لأنه لاحظ تحركاته التي أصبحت عنيفة حتى التعامل مع إخوته وطوال اليوم يقلد في أبطال المصارعة ويذكر أسماءهم خاصة (جون سينا) الذي اشتهر بين أوساط الأطفال بموسيقاه المشهورة. وأوضح شرف الدين أنه من عشاق المصارعة ولا (يفوت حلقة) لذا يحرم أطفاله من مشاهدة المصارعة لأنه واثق جداً بأن الطفل يتأثر بما يراه من عنف وحتى إذا لم يظهر ذلك في تصرفاته يؤثر على شخصيته في المستقبل ويوجه كل الآباء بأن يعودوا أطفالهم على مشاهدة البرامج التعليمية وحرمانهم من مسلسلات المغامرات. وأبانت سوزان أنها تعاني من هوس أطفالها بالهوس بأبطال المصارعة واهتمامهم بها بالرغم من أن زوجها ليس من المتابعين لكن أطفالها يتعرفون على ذلك من خلال أصدقائهم، موجهة النقد لتلفزيون السودان والفضائيات السودانية بأنها لا تعطي الأطفال حقهم في الخارطة البرامجية وهذا ما يدفعهم للقنوات الأخرى. وأوضح أحد الباحثين الاجتماعيين أن المصارعة تعتبر رياضة حرة تحرك في دواخل الأطفال كل المشاهدات وتحدث نوعاً من الإسقاط في اللاوعي ويكون الاختزال ماثلاً لكل واحد حسب الخوف، غير أن المشاهد تربي العنف داخلهم بصورة تحدث نوعاً من الانبهار بالشخصية ويحدث نوع من التطبيق باعتبار الطفل في هذه المرحلة سريع الاستجابة والتخزين ويتميز بتنوع الذكاء الفطري الذي من خلاله يشكل الخيال صورة جميلة لتدريب أي مشهد ليحاول تطبيق ما يشاهده فيخرج من إطار الاختزال إلى إطار التنفيذ.