يصادف يوم العشرين من اكتوبر الجارى اليوم العالمى للمراقبة الجوية التى تعد من اهم ركائز السلامة للطيران.. وعلى ذكر الرقابة الجوية تتبادر للذهن حوادث الطيران التى شهدتها البلاد أخيراً حتى وصل معدلها فى الفترة السابقة الى حادثتين فى خلال شهر واحد، الامر الذى جعل الطيران فى السودان مشهوراً بالكوارث، ودائماً تشير اصابع الاتهام لجهتين المقاطعة الاقتصادية وانعدام قطع الغيار فى جانب وسوء الاحوال الجوية من جانب آخر، وهى من صميم مسؤولية المراقبة الجوية، ودائما ما يغلق الملف على ذلك. وكان لأهل الشأن رأى واضح، حيث تحدث شاكر صلاح الدين محمد سعيد الجمل كبير ضباط المراقبة الجوية ل «الإنتباهة» خلال الاحتفال بيوم المراقب الجوى الذى اقامه اتحاد ضباط المراقبة الجوية، نافياً ان تكون حوادث الطيران المتكررة فى السودان ذات ارتباط وعلاقة بالمراقبة الجوية، وانما شهد هذا القطاع طفرة كبيرة فى كفاءة الكوادر والاجهزة، مشيراً الى ان المراقبة الجوية هى خدمة تقدم فى المطارات للطائرات المقلعة والهابطة، وهى خدمة تقدم فى المجال الجوى واهدافها منع التصادم بين الطائرات فى المطارات وبين الطائرات والعوائق الموجودة فى منطقة المناورة فى المطارات، وتسهيل عملية انسياب الحركة. وقال شاكر: كانت اشكالاتنا تكمن فى عدم تطور الاجهزة فى مقابل التطور الذى حدث فى صناعة الطيران الآن.. والمشكلات الآن بدأت تتقلص بنسبة 10% لأن السودان يغطى بالشبكة الرادارية «المجال الجوى السودانى» بنسبة 90% والاتصالات بنسبة 95%، والمعينات الاساسية تتمثل فى مواكبة التطورات الحالية، بمعنى لا نستطيع تقديم خدمة الاقتراب او الخدمة بالطريقة المثلى ما لم نصل إلى التطور الذى وصله العالم، فالمراقبة الجوية عصب الطيران. وفى الاصل خدمة المراقبة الجوية غير موجودة فى منطقة الحادث، لأن مدينة تلودى واقعة فى مهبط وخدمة المراقبة لا تقدم فى المهبط، وكان لا بد من ان تكون هناك صيانة وتصريح لصلاحيته من الدولة، والذى حدث فى هذه الواقعة ان الرؤية انعدمت والكابتن انزل الطائرة تدريجيا الى تحت المستوى الادنى المصرح به بواسطة شركة الطيران، فهو نزل باجتهاد شخصى ومكان مهبط وليس مطاراً، والطيران فى الحادثة كان طيراناً مرئياً فى ظل انعدام الرؤية. وأكد شاكر ان حوادث الطيران الناتجة عن اخطاء المراقبة الجوية منعدمة، واغلب حوادث الطيران عالمياً تحدث نتيجة اخطاء بشرية بما فيهم قادة ومهندسو الطيران، وقليلة التى يتسبب فيها المراقب الجوى. وبين شاكر انه فى حالة الاختطاف فإن المراقب الجوى هو اول شخص يكون على علم بالمعلومة التى يتلقاها من قائد الطائرة بواسطة كود معين، وهو الذى يعرف ان كانت الطائرة مختطفة ام لا، والمراقب الجوى مؤهل تأهيلاً كبيراً لأنه يخضع لجرعة كبيرة من التدريب العملى والنظرى تحت اشراف مدربين مؤهلين معتمدين من السلطات المختصة.