كعادته جذب أمين المؤتمر الشعبي د. حسن الترابي الأنظار فور دخوله للقاعة، وحرص على مصافحة الضيوف الذين حضروا للمشاركة في المؤتمر، لكن الصورة المعبرة هي التي كانت بين الترابي وطه، وتظهر الصورة النشاط والحيوية التي يتمتع بها الترابي مقابل الفتور في صورة علي عثمان، وهو ما ارجعه احد قيادات الوطني في حديث خاص مع «الإنتباهة» الى الارهاق الذي اصاب كل القيادات في الأيام الأخيرة من خلال الاجتماعات والترتيبات للمجلس القيادي، ومن ثم مجلس الشورى والمؤتمر العام. ولقد حيت كل عضوية الوطني بالتصفيق والتهليل والتكبير الترابي عند تقديمه كلمته باسم المؤتمر الشعبي، وضحك الجميع حينما قال اتفرس في وجوهكم اكاد اعرفكم جميعاً. حينما دخل الرئيس عمر البشير في القاعة وقف الجميع وهللوا وكبروا، وشق الرئيس طريقه وسط الحضور ملوحاً بعصاه وتكسو وجهه ابتسامة عريضة، عكس ما كان في اجتماع مجلس الشورى، حيث لم يبد عليه ارتياحه لخطوة ترشيحة للرئاسة، ويحاول الانسحاب، ولكنه يبدو انه اقتنع او اقنع بضرورة الاستمرار في المرحلة المقبلة. القيادية بالمؤتمر الوطني وعضو البرلمان د. سعاد الفاتح بدأت أكثر سعادة عقب الخروج من الجلسة الافتتاحية، «الإنتباهة» استنطقتها حول رأيها في المؤتمر وترشيح الرئيس عمر البشير لدورة رئاسية قادمة، فقالت «انا راضية عليها وأنا كنت عايزة كدا ومؤسسات الحزب لو ما عايزة كدا اتشوف ليها شغلة تانية، ونحن موافقون ومتفقون على قلب رجل واحد والمرحلة الجاية مرحلتكم انتو الصحافيين لانو المرحلة صعبة.. وركزوا على الخارج يا اولادي». قيادات المؤتمر الوطني تم توزيعها بين الضيوف، حيث حرص المنظمون على وضع ديباجة كل قيادي بالمؤتمر الوطني بجانب أحد الضيوف، وهو ما وجد الاستحسان لدى كثير من الضيوف الذين استأنسوا مع اشقائهم وتعرفوا على الاحوال السياسية والاقتصادية في السودان. كل الولاة كانو حضوراً بالجهة اليمنى للمنصة الرئيسة، ودخلوا في حوارات ونقاشات وضحكات، حيث كان والي شمال كردفان مع والي جنوب كردفان آدم الفكي، ووالي الخرطوم عبد الرحمن الخضر مع محمد طاهر إيلا. المعروف أن معظم الولاة يؤيدون ترشيح الرئيس عمر البشير لدورة رئلسية قادمة، ويتطلع عدد منم لإعادة انتخابه مجدداً في الدورة القادمة. حرص أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني ياسر يوسف والقيادي قبيس على الجلوس مع رؤساء التحرير والإعلاميين، حيث لم يجلس ياسر يوسف مع قيادات المؤتمر الوطني على يمين المنصة الرئيسة، وكانت فرصة طيبة للتحليل والحديث عن مجريات المؤتمر ومستقبل البلاد في ظل قيادة البشير في المرحلة المقبلة، وانفتاحه على العالم اكثر بالاشارة الى زياراته الاخيرة الى السعودية ومصر. شهد المؤتمر العام للوطني أمس إجراءات تأمينية عالية، حيث كان في كل بوابة من المدخل الرئيس عدد من المسؤولين عن التأمين يركزون مع المدعوين في بطاقاتهم والتدقيق فيها، وفي آخر بوابة تجد بوابة الكترونية يدخل عبرها الحضور للتأكد من عدم حمل اي سلاح او مواد تشكل خطراً على المؤتمرين. اكثر من ستة آلاف شخص ظللتهم قاعة معرض الخرطوم الدولي التي شهدت أمس فعاليات المؤتمر العام للمؤتمر الوطني الرابع، بتنظيم دقيق. ابتدر المؤتمر بآيات من الذكر الحكيم حيث تلى القارئ آيات تدعو للاعتصام بحبل الله والوحدة وتقديم من هو قوي أمين.