بمشاركة عدد من الدول العربية والإفريقية «اليمن، مصر، كينيا، تنزانيا، الصومال، جيبوتي، وخبراء من أوروبا وأمريكا»، اختتمت بقاعة الصداقة أمس الأول أعمال المنتدى الإقليمي ل «سليمة» الذي ناقش المعايير الاجتماعية وكيفية إشراك المجتمع في حماية الفتيات من الختان، المنتدى هو أول ملتقى إقليمي ينظمه المجلس القومي لرعاية الطفولة »مبادرة سليمة« لإحداث التغيير الاجتماعي وتعزيز الالتزام الوطني والمجتمعي للمبادرة، بجانب أنه فرصة لتبادل التجارب والخبرات بين الدول. أنموذج ناجح حرم رئيس الجمهورية وداد بابكر خاطبت الجلسة الافتتاحية للملتقى وأشادت بتجربة سليمة، وقالت إنها أنموذج ناجح يقدم السودان للعالم فضلاً عن أنها لفتت نظر المسؤولين محلياً وإقليمياً لحماية حقوق الطفل، ودعت السيدات الأول للتضامن من أجل التخلي عن هذه الممارسة لحماية أطفال إفريقيا من العادات الضارة، مشيدة بدور المجلس القومي لرعاية الطفولة بتنسيق الجهود تحت مظلة الإستراتيجية القومية لختان الإناث خلال جيل «2008 2018م». محاربة العادات الضارة وفي سياق متصل أشاد مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق المهدي بالدور التنسيقي للمجلس القومي لرعاية الطفولة لتحقيق الأهداف الرامية لمحاربة العادات الضارة التي وجدت رواجا واسعا على المستوى العالمي، بجانب إشادة الأمين العام للأمم المتحدة بذلك، والبعثات والمنظمات غير الحكومية لإنجاح كل المبادرات والخطط العلمية لإنجاح المشروع، معرباً عن أمله أن تتواصل حملة سليمة دون توقف. توحيد الجهود وفي ذات السياق أكد وزير الدولة بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي د. كمال حسن دعم الدولة لمحاربة هذه العادة، مشددا على ضرورة مكافحتها، ولفت إلى أن المعالجة تحتاج لصبر وجهد وعزيمة لجهة أنها مرتبطة بأعراف المجتمع وثقافاته، مطالباً بتحديد الهدف أولا ومن ثم وضع السياسات والخطط التي تمكن من توعية المجتمع والتخلي عنها طواعيا، مشيرا الى أن الأمر يتطلب تضافر للجهود من كل الجهات ذات الصلة ابتداء من علماء الدين وقادة المجتمع من إعلاميين وصحافيين، وقال إن المبادرة من أجل تبادل التجارب بين الدول باعتبار ان الختان منتشر في كل بقاع العالم، مؤكدا على ضرورة وضع الخطط التي تمكن من مخاطبة الإعلام، داعياً لتوحيد الجهود وعول على منظمات المجتمع المدني في التبشير بالعادة ومحاربتها. حماية الأطفال رغم الجهود المبذولة في استئصال كثير من العادات والموروثات والممارسة الضارة في المجتمع، إلا ان تلك الجهود تحتاج لمزيد من الإسهامات والعمل الجاد والمتواصل للتقليل منه، وأن تكون هنالك اتجاهات قوية للقضاء عليها هذا ما أكدته الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة الأستاذة آمال محمود، وقالت إن الهدف من الملتقى حماية الأطفال من كل أشكال العنف وتحقيق إطار ونظام قومي لتوحيد الجهود المحلية والإقليمية. وأضافت ما زلنا نطمح لنظام فعال للرصد وإجراء الإصلاح القانوني لتحقيق مزيد من الدعم الفني لهذا البرنامج. مبررات ثقافية ومن جانبها أشارت المستشارة بالمجلس القومي لرعاية الطفولة والناشطة في قضايا الطفولة د. سميرة أمين لتكريس عادة الختان بقصص أسطورية قديمة ومتجذرة في المجتمع، لافتة لوجود مبررات ثقافية يسوقها البعض لتبرير العادة، وقالت إن المجتمع السوداني أصبح وعيه كبيرا بالمشاكل الصحية الناجمة عن ممارسة الظاهرة، فبدأ يعمل بخطى ثابتة لفك الارتباط بين العادة والدين، مطالباً بسن التشريعات اللازمة المجرمة للظاهرة، ولفتت الى أنه تم دعم الاستراتيجية الوطنية للمجلس القومي لرعاية الطفولة للتخلي عن عادة الختان خلال جيل واحد بوضع مسألة «الحماية» في مقدمة الأجندة، مشيرة الى أن هنالك إتجاها في المواقف المعارضة لختان الإناث، ووفقاً للمسح الاسري للعام 2010م يرى 64% من الصبيان والرجال، و53% من الفتيات والنساء يرون ضرورة ترك العادة، وأكدوا على أنهم لا ينوون ختان بناتهم، وترى دكتورة سميرة أن هنالك تقدما ملحوظا في مفاهيم الكثيرين حول العادة. التوصيات وفي ختام الملتقى أكدت التوصيات على ضرورة وضع التسهيلات وإيلاء الأولويات لأسلوب المعالجة المتسق للتخلي عن ختان الإناث، بناً على أساس القيم الثقافية الإيجابية حتى يتم توفير البيئة المواتية للتغيير الاجتماعي على المستوى الفردي، وعلى صعيد الاسرة والمجتمع والمؤسسات. وشددت على اهمية دعم وتنسيق وتطوير السياسات التي تسهم في توفير الموارد البشرية المؤهلة لمقابلة احتياجات المجتمع لإحداث التغيير، ودعت منظمات المجتمع المدني الى دمج أهداف وسائل الاتصال الخاصة ب «سليمة» وأساليبها وطرق علاجها عبر التفاعل الشامل المشاركة مع المجتمعات«اندياح سليمة مع المجتمع المدني». وأكد أهمية بناء القدرات على المستويين المحلي والاقليمي للحفاظ على رؤية موحدة عن التغيير السريع، بما في ذلك الصحة، والقطاع الديني، والتعليم، الرعاية والشباب ورصد وتقييم مؤشرات نجاح المبادرات على المستويين المحلي والإقليمي ودمج ذلك في نظم وخطط البحوث في مختلف الدول وتعزيز الدور النشط للشباب بإنشاء تحالف بين الشباب وآليات التنسيق الوطنية في مختلف الدول عبر تكوين مجموعة إستشارية للشباب.