في رحاب نادي الهلال الذي هو نادي الحرية والديمقراطية من حق أي فرد أو مجموعة أن تعبر عن رأيها في أية قضية هلالية بالطريقة التي تراها مناسبة شريطة ألا يخرج هذا التعبير عن الموضوعية أو يسيء للآخرين أو يمس حريتهم أو يجرح كرامتهم..! وانطلاقاً من هذا الفهم فان مطالبة بعض الأوفياء لهيثم مصطفى والعاشقين لفنه وإبداعه بعودته للهلال من خلال لافتة حملوها في مباراة المريخ هو أمر طبيعي وعادي ليس فيه أي تشكيك في كفاءة أي لاعب لأن الهلال لا يمثله لاعب واحد بل مجموعة مكونة من احد عشر لاعباً لابد أن تتضافر جهودهم للانتصار لفريقهم وشعاره وجماهيره الوفية التي لم تتخلف يوماً عن تشجيعهم ومساندتهم في كل المباريات التي يخوضونها باسم النادي.. ومع كل الاحترام لكل أصحاب الأقلام الذين انتقدوا موقف الجماهير التي نادت بعودة هيثم فان هذه اللوحة لا يمكن ان تكون أحد أسباب الهزيمة أمام المريخ بإحباط اللاعبين وخفض روحهم المعنوية لأن الفريق قدم واحدة من أجمل مبارياته في الشوط الأول وتقدم بهدف بكري المدينة الرائع الشيء الذي يؤكد ان اللافتة المفترى عليها لم تتسبب في هبوط معنويات اللاعبين التي أدت للهزيمة كما انه من غير المنطقي ان يعتبر الرافضون لعودة هيثم كل من حمل اللافتة متآمرين على الهلال وطابور خامس لأن من قاموا بهذا العمل يعتقدون ان مصلحة الهلال تقتضي عودة هذا اللاعب للنادي الذي أعطاه أجمل سنوات عمره وقاده لأعظم الانتصارات والانجازات وتعرض لحرب شرسة وحملات اعلامية عنيفة بهدف اخراجه عن طوره ليجدوا مبرراً لشطبه وتصفية حساباتهم الشخصية معه وليس لأنه فقد القدرة على العطاء كما حاولوا ان يصوروا الأمر بعد الجريمة التي ارتكبوها في حق اللاعب والهلال والتي احدثت اكبر انقسام في تاريخ النادي وتسببت في خروج الفريق من مولد الموسم الماضي بلا حمص بعد ان فقد ثلاث بطولات داخلية وخارجية..! ان الذي سيضر بالهلال ليس حمل لافتة تطالب برد الاعتبار لهيثم الذي اصبح جزءاً من تاريخ النادي ولكن الذي يضر به حقيقة التغيير الكبير في قيم النادي ومبادئه وأدبياته التي لم تعرف يوماً الفجور في الخصومة وروح الحقد والعداء التي فركشت الصفوف ومزقت النسيج الاجتماعي للنادي الذي تحول الى ساحة قتال بسبب خلافات الرأي التي يفترض ان تقود لمعالجة السلبيات وإصلاح المسيرة ودفع الهلال نحو تحقيق اهدافه وغاياته الكبرى والنبيلة وليس للإقصاء وتصفية الحسابات مع كل صاحب رأي وموقف..! واذا كان معظم الرافضين لعودة هيثم هم من الغاضبين على توقيعه للمريخ وارتدائه لشعاره فان مناقشة هذا الأمر ينبغي ألا تنفصل من الظروف المحيطة بشطبه والتي تعرض فيها لما يهد الجبال من استفزاز واذلال واهانة لكرامته بمنعه من ارتداء شعار الفريق او التدريب معه او السفر ضمن بعثاته الخارجية بل ان الأمر تجاوز كل هذا لاجباره على التدريب مع فريق الشباب إمعاناً في استفزازه فضلاً عن حملات الاساءة والتجريح والتشكيك في كفاءته لتدفعه كل هذه الظروف للذهاب للمريخ ليؤكد لمن شطبوه انه ما زال قادراً على العطاء وان شطبه كان لأسباب شخصية لا علاقة لها بمستواه الفني.. محاولات بعض الأقلام لتشويه صورة هيثم مصطفى ومسح تاريخه العظيم بنادي الهلال لم تتوقف قبل وبعد شطبه وحتى الآن لاسباب لا علاقة لها بمصلحة النادي لأن الأمر لو كان كذلك فان إيجابيات هذا اللاعب اكبر من سلبياته واخطائه بمليون مرة وان عطاءه للهلال لمدة 17 عاماً كاملة يغفر له كل ما حدث منه من حماقات وذلة لسان ويكفي انه لم يكن لاعباً وقائداً داخل الميدان بل كان يسهم بجهده وماله في حل مشكلات اللاعبين الذين باع سيارته من أجلهم وصرف كل عائدها عليهم حتى ينصرفوا لاداء واجباتهم نحو الفريق بمعنويات عالية ودون التفكير في اي مشاكل اجتماعية أو مادية، وهو موقف مشهود يعرفه كل لاعبي النادي والمسؤولين عن ادارة الكرة في ذلك الوقت، ولذلك فان هيثم مصطفى الذي كتب اسمه بمداد من الذهب في تاريخ النادي بفنه وإبداعه وانجازاته سيبقى واحداً من أعظم نجوم الفريق عبر مسيرته ويكفيه فخراً انه قد توقف عن اللعب للمريخ ورفض كل إغراءات العودة بعد رحيل مجلس البرير على أمل العودة للهلال الذي أحبه وارتبط به والتي ستتحقق في يوم من الأيام رغم محاولات الكيد ووضع العراقيل في طريق ارتدائه لشعار النادي..