جاء الوقت ليعمل الناس جميعاً لمصلحة بلدهم الكبير السودان، متناسين تناول السمك الجاهز صيداً ونظافة وطهياً... عليهم على الأقل صيده... هكذا فعل سكان محلية بحري الذين تجاوبوا مع نداءات «الوهج» يوم ذاك حين كتب عن الحال المتردي الذي وصلت إليه المحلية... بأن شكلوا فصيلاً كاملاً لنظافة المحلية، وهذه كانت دعوة من أحد المواطنين بشمبات... نحيي هذه الروح الوطنية العالية وليت كل المحليات تحذو حذوهم. الرسالة الثانية: «القافلة تسير» أهداني سعادة اللواء «م» والأديب الفصيح المؤدب عبد الغني خلف الله الربيع، مجموعة روائية في غاية الروعة، إذا اطلعت على مقدمتها تجبرك على المواصلة لمعرفة مصير غادة سكرتيرة المدير العام بعد أن أحيل السيد المدير العام للصالح العام في تلك المؤسسة.. الربيع من القادة المثقفين الذين يتمتعون بحس أمني عالٍ وأدب جم... زارني بموقعي بالخرطوم قبل يومين... فقلت له سبحان الله يا سعادتك بالأمس سمعت حديثاً جميلاً عنك عبر برنامج في إذاعة «ساهرون» يقدمه الفريق دكتور كمال عمر، وكان الحديث لمولانا أحمد النور الطاهر وهو الآن محامٍ شهير بالخرطوم.. وتحدث الرجل عنك حديثاً طيباً... وحقيقة لم استحضر اسم مولانا حينها... فما كان منه إلا أن ذهب للفريق كمال عمر ليسأله عنه فكان مولانا الطاهر، وهذا في حد ذاته يعكس أن هؤلاء الناس يقدرون كل صغيرة وكبيرة تحوم حولهم ويردونها جميلاً... شكراً الفريق دكتور كمال عمر.. شكراً اللواء «م» الربيع... دائماً تملأون دماغنا أدباً ونثراً وشعراً صوتاً وكتابة... وترغموننا على الاطلاع دوماً فقد «أرهقتمونا». الرسالة الثالثة: «أصوات نشاز» قلت وكثيراً أقول وسأقول... ليس دفاعاً عن الشرطة، فالشرطة لها آلياتها التي تدافع عنها... ولكن أقول إن الغالبية من الشعب السوداني لا يعرفون قيمة الشرطة، فهي بالنسبة لهم كالعافية طالما هي فيهم لا يشعرون بقيمتها، ولكن حين يفقدونها سيعرفون ذلك جيداً... بعض الأصوات تنادي بمحاربة الشرطة وكسر جناحها، ولا يدرون أنهم يحاربون أنفسهم ويكسرون أجنحتهم.. والله يكضب الشينة... يوم تقول الشرطة كلها «بطلنا»... كل أمراض الدنيا ستنتشر في جسد المجتمع المكون من أصحاب هذه الأصوات النشاز... ٭ يجب أن يقدر المجتمع دور الشرطة وأهميتها وضرورتها، وبالذات وهي تحمل سلاحها وهو الذي يميزها عن المواطن الأعزل الذي يناديها عند الضيق كالصديق «ألحقنا يا بوليس»... الآن السلاح لدى الآخرين دون وجه حق... وسلاح الشرطة صادق به الشعب للشرطة لاستخدامه عند الضرورة لحمايته.. ولا معنى للشرطة دون أن تكافح الجريمة وتحمي وتحافظ على هيبة الدولة... واضعين في البال أن استخدام السلاح له تعليماته ومواقع استخدامه... ويصاحبه الشيطان دوماً... لذا يكرهه الشرطي ولا يستخدمه إلا مكرهاً.. وبرضو احتراماً وحمايةً وتقديراً للمواطن... «يا أخوانا كرهتونا خلوا الشرطة تشوف شغلها». الرسالة الرابعة: «الواتساب خرب البيوت» مشكلات لا حصر لها من هذا النظام الغريب الذي يسمونه «الواتساب»... فقد هدم كثيراً من القيم والأخلاق الحميدة من الذين يعرفون التعامل معه بحرفية عالية وهم ليسوا على أخلاق في بعضهم، وأصبح كالسلاح الفتاك يقتل ويدمر خاصة القتل الاجتماعي والتدمير النهائي فيه... ونتيجة لخطأ فني ينقل لك أموراً شخصية في غاية الحساسية ربما تكتب لك نهايتك إلى الأبد وتحطم كل آمالك... وهناك من يبدعون في الجريمة فيحولون صوره لأغراض دنيئة وانتقام من الآخرين... لذا نرى الحرص واجب والابتعاد عنه ضرورة... والآن كثير من البيوت دمرها «الواتس» نتيجة للتلفيق والاتهامات الباطلة وصناعة الصورة حسب الطلب من درجة الجريمة... وكثير من الأبرياء راحوا ضحية هذا التصرف الأرعن من بعض أصحاب النفوس غير البريئة... رغم إيماننا القاطع بأن التكنولوجيا تطور وتقدم لكن للأسف نحن نستخدمها كأسلحة تهدم وتدمر. الرسالة الخامسة: «يا رب... اليوم الجمعة» اللهم اجعلنا من أهل النفوس الطاهرة، والقلوب الشاكرة والوجوه المستبشرة الباسمة، وارزقنا طيب المقام وحسن الختام... قال تعالى: «وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ». صدق الله العظيم. الأخيرة: اللهم لا ترد لنا في هذا اليوم المبارك دعاءً ولا تخيب لنا رجاءً، ولا تسكن أجسادنا داءً، وادفع عنا كل هم وغم وبلاء... واستر عيوبنا وفرج كروبنا واغفر لوالدينا وللمسلمين أجمعين... «جمعة مباركة». «إن قُدّر لنا سنعود»