الثورات العربية.. أو الربيع العربي.. ما هي هويتها ومن هو وقودها ومحركاتها وضد من تقوم أو قامت هذه الثورات.. ومع من تقف المجتمعات العربية وأي الاتجاهات السياسية تجد السند والعضد!؟.. إذا أردنا الإجابة على هذه الأسئلة فلا بد لنا من قراءة الساحة السياسية العربية وما جرى ويجري فيها.. ومعرفة أي الاتجاهات السياسية هي التي تدفع ودفعت أكثر من غيرها.. واعتقد أنه إذا كان هناك من يقرأ بدقة وعلمية وعقلانية يستطيع أن يضع يده على الإجابة دون أدنى عناء.. فالأمة العربية أمة مسلمة.. لها عقيدتها ولها توجهاتها ولها قوتها الكامنة التي بوسعها مقاومة أي قدر من الطغيان والقوى المادية سواء أكانت تلك القوة عسكرية أو مادية أو عمليات إرهابية، فقوة الإيمان لا تدانيها قوة في الأرض.. ووعد الله تعالى الذي وعد به عباده المؤمنين الذين ينصرون دينه بالنصر لا يدانيه وعد ولا تقابله قوة توقفه.. ولهذا فإن ثورة الإنقاذ في الجزائر والإسلاميين في المغرب وتونس وليبيا ومصر.. وسوريا وجميع البلدان العربية هي التي تقود ثورة الربيع العربي دون الإشارة إلى المحرك الأساسي، فالأمة قهرت وحكمت بالحديد والنار ردحاً من الزمن، ولكن جذوة الايمان والحرية لا تموت بمرور الزمن، لأنها مستمرة من قدرة المولى وقوته.. ويوم الجمعة هو يوم عيد المسلمين، والمساجد هي القاعدة التي تنطلق منها قوة التظاهرات. وهتافات الثوار هي التكبير والتهليل، وهي التي تثير الذعر في قلوب الطغاة فتهتز فرائصهم وتضطرب قلوبهم وتنهار قواهم أمام طوفان الثوار الذين يتوشحون بالإيمان ويطلقون صواريخ التكبير والتهليل.. «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم».. هذا وعد حق من الله سبحانه وتعالى.. وهو الشعلة التي تقود الثوار لمواجهة الموت والاستشهاد.. كما شاهدنا ونشاهد. إذا هذه هي الحقيقة الواضحة التي لم يكتشفها مقاومو هذه الثورات في عدد من البلاد، وليعلموا أن جذوة الثورة الإسلامية التي حاولوا إطفاءها لن تنطفئ، وأن ثورة وقودها الإيمان ودافعها نصرة الدين ومواقيتها أيام الجمعة لن تهزم أبداً حتى ولو عقد لها الطغاة جميع المجالس الظالمة التي نالت من حقوق المسلمين منذ عقود وسنوات بل وقرون.. وقد إذن المؤذن وحان وقت العودة.. وها هي الثورات والانتصارات مواجهة وحرب ودماء تسيل وشهداء يسقطون أو مواجهات عبر صناديق الاقتراع.. فلا مجال لدعوات وادعاءات الصهيونية وقوى الاستعمار والصليبية.. ولا مجال لقوى الاستكبار والعلمانية والكفر للسيطرة على الإسلام والمسلمين في أي مكان.. ومصير الطغيان معلوم لدينا في التاريخ قديمه وحديثه.. فأين فرعون وهامان وعاد وثمود وأقوامهم التي آمنت بهم؟ وأين الطغاة الذين قهروا شعوبهم وحرموها حتى من مجرد الاعتقاد وحرية التعبد، ناهيك عن حرية التعبير وحرية الاختبار وبقية الحقوق. ويحاول البعض إعادة صناعة تلك الثورات على بلادنا، وهم ينسون أو يتناسون أننا صنعنا عدة ثورات من ذات القبيل منذ القرن التاسع عشر، عندما قاد المهدي ثورته الإسلامية ضد المستعمرين ونجح في ذلك، ولم يقرأوا أو يعيدوا قراءة ثورة 24، وثورة أكتوبر من كان مشعلها ووقودها وعنصر نجاحها؟.. ثم ثورة التحول الكبرى في سبتمبر 1983م، ومنها بدأت الحرب الصهيونية على شعب المسيرة المليونية، ومن أدخل كلمة المليونيات في مفردات الثورات؟.. ولعلهم نسوا أو تناسوا ثورة المصاحف والمساجد عندما هم البعض بإلغاء قوانين الشريعة في الربع الأخير من عقد الثمانينيات.. أو لعلهم ينسون الثورة الكبرى في الثلاثين من يونيو 1989م.. وهي أم الثورات وقدوتها ومثالها ورائدها!!