رغم رأينا الواضح والصريح ومواقفنا الثابتة النابعة من قناعة تامة بأن الديمقراطية في نادي الهلال لا تعبر عن ارادة الجماهير بسبب عمليات استجلاب العضوية التي تفتح الطريق واسعاً للتنظيمات للوصول للسلطة بما تنفقه من اموال لشراء الأصوات والذمم والضمائر وليس بالكفاءة الادارية والخطط والبرامج التي تسهم في تطوير النادي والإرتقاء به للمستوى الذي يحقق طموحات الجماهير في المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية.. ورغم هذا الرأي الواضح في الممارسة الديمقراطية فقد رحبنا بمجلس الهلال الجديد برئاسة الكاردينال كخطوة جادة على طريق الخروج من نفق الصراعات والخلافات وتحقيق الاستقرار الاداري والفني والجماهيري الذي يمهد الطريق للانطلاق الى فضاءات الانتصارات والانجازات.. وقد استبشرنا خيراً بالزيارات التي قام بها رئيس المجلس الكاردينال لرموز الهلال وأعلن فيها رغبته الجادة في توحيد الأهلة وجمع كلمتهم تحت راية النادي الذي يحتاج لجهود وقدرات كل أبنائه بمختلف تنظيماتهم ومجموعاتهم ومواقعهم، كما أشدنا بتصريحات الكاردينال التي وجدت صدى كبيراً في أوساط الاهلة بتأكيد رفضه للديكتاتورية وحكم الفرد ورغبته الجادة في ادارة الهلال بمؤسسية وديمقراطية تحترم آراء المعارضين وتتيح الفرص لكل هلالي للمشاركة في إبداء وجهة نظره بحرية تامة دون حجر على رأي أو تكميم للأفواه، وقال ان المجلس لن ينفرد باتخاذ القرارات الكبيرة والمصيرية بل سيتيح الفرصة للجماهير لتقول رأيها فيها عبر الاستطلاعات في مواقع التواصل الاجتماعي داخل وخارج الوطن والتي سيتم فرزها وتحليلها للوصول لرأي الاغلبية في أية قضية..! وواصلنا دعمنا للمجلس بالاشادة بتحمل رئيس الهلال لنفقات معسكر اديس أبابا ورحلته للكونغو ولكنشاسا للمشاركة في تصفيات دور الثمانية في البطولة الافريقية والتي كلفت اكثر من مليار ونصف وبتسويته لمتأخرات مرتبات اللاعبين والأجهزة الفنية والموظفين وشرائه لبص حديث لتنقلات اللاعبين وسفرياتهم للاقاليم بمائة الف دولار وتجهيزه لبيت اللاعبين وتأثيثه بمستوى فاخر يليق بمكانة النادي ويوفر الراحة والاستقرار للاعبين وإعلان تكفله الكامل بنفقات التعاقد مع المدرب البلجيكي وتسجيلات اللاعبين المحترفين والمحليين وهو امر يستحق عليه الشكر والتقدير لأن الجود بالمال من أصعب أنواع العطاء ولا يستطيع أي شخص أن يقوم به مهما بلغت ثروته.. وعلى مستوى المجلس أشدنا بقراره بتكوين لجنة فنية للتسجيلات الداخلية ولجنة فنية لتسجيلات المحترفين الاجانب بدبي باعتبارها خطوة هامة واساسية لاختيار اللاعبين بناء على أسس فنية وحسب الاحتياجات الفعلية للفريق، وقلنا ان عهد التسجيل العشوائي وبالمزاج قد انتهى وان الاختيار في عهد المجلس الجديد سيكون بالمستوى الذي يجعل الفريق قوة ضاربة في الموسم الجديد بمجموعة المواهب والكفاءات التي سيضمها الفريق والمؤسف ان المجلس الذي اشدنا بقرار استغنائه عن كبار النجوم كخطوة منطقية لإعادة بناء الفريق على قاعدة من اللاعبين صغار السن لتجديد شباب الفريق وإعادة الروح الحيوية لجسده قد هزم الفكرة بتسجيل فيصل موسى الذي تجاوز عمره السادسة والثلاثين والذي يصغره عمر بخيت ومهند والمعز بعدة سنوات كما خذلتنا لجنة التسجيلات التي تم تكوينها قبل أكثر من شهرين بعدم رصدها وإجرائها للاتصالات باللاعبين المحليين الذين يحتاجهم الفريق في الهجوم والدفاع امثال اتاك لوال مهاجم الرابطة الذي يعتبر من أميز المهاجمين في الساحة ومكسباً كبيراً للاهلي شندي الذي نجح في ضمه لكشوفاته ومدافع الاهلي الريح علي الذي تألق في مباريات المنتخب واستطاع المريخ ان يكسب توقيعه دون ان يكون هناك مجرد تفكير في الهلال في الاتصال به وبناديه، والمهم الآن ان يخوض مجلس الهلال معركة مدافع الخرطوم صلاح نمر بكل قوة لاحتياج الفريق لجهوده في دعم الدفاع الذي يعاني من ضعف حقيقي في منطقة وسط الدفاع خاصة وانه ليس من المعقول ان يفشل الهلال في كسب اي لاعب يدخل المريخ طرفاً فيه..! كذلك لابد للجنة التسجيلات من بذل اقصى الجهد لتسوية اوضاع الحارس جمعة جينارو الذي يعتبر من افضل الحراس في الدوري السوداني وهو الأقرب الينا من اي لاعب اجنبي.. وما يؤخذ على الكاردينال عدم الوفاء بالوعد الذي قطعه في الاسابيع الأولى لتوليه رئاسة النادي بتكوين برلمان الهلال ومجلس الأمناء وباتاحة الفرصة للعمل في اللجان المساعدة للمعارضين قبل المؤيدين.. والمؤسف ان الكاردينال قد تجاهل الأمر رغم أهمية البرلمان والأمناء كمرجعية ليستفيد النادي من خبرات وقدرات وامكانيات اعضائهما من الاقطاب والرموز في معالجة المشاكل ودعم النادي بالرأي والسيف والمال كما ان اللجان المساعدة ولدت ميتة لأن الاختيار لها جاء قاصراً على المؤيدين بعد استبعاد كل المعارضين عدا بعض الأفراد الذين تم اختيارهم كديكور ولاعطاء اللجان صفة الجمع بين كل الفئات والمجموعات ليضيع المجلس بذلك فرصة نادرة لأن تكون هذه اللجان بوتقة تنصهر فيها كل الاتجاهات لتتحقق الوحدة الحقيقية من خلال مشاركة الجميع في العمل الجاد لمصلحة النادي.. واذا كنا قد ساندنا الكاردينال ومجلسه ووقفنا معهم بكل قوة وتجرد من أجل مصلحة الهلال فانه من حقنا وبنفس مستوى التأييد ان ننتقد الأخطاء ونسلط الضوء على السلبيات من اجل المعالجة والإصلاح قبل ان نعض بنان الندم ونبكي على اللبن المسكوب بعد فوات الأوان، ولا خير فينا إن لم نقلها من أجل مصلحة الهلال لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس..!
