سارة إبراهيم عباس تعتبر حماية الطفولة من الاولويات الوطنية ومسؤولية مشتركة بين العديد من الجهات، انطلاقاً من هذا الاطار احتفل المجلس القومي لرعاية الطفولة بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم ومنظمة الامل والمأوى، بمرورة «10» أعوام على مشروع الكفالة الاسرية «الاسر البديلة»، الملتقى القومي لنظام الرعاية الاسرية البديلة، باحتضان «3» الاف طفل من فاقدي السند داخل اسر ممتدة، نوقشت من خلاله المشاكل والتحديات التي أحاطت بالمشروع لايجاد طرق مثلى لمعالجتها والاتجاه نحو افضل الخيارات لصالح الاطفال المتخلى عنهم، بهدف ان يعيش كل طفل في بيئة تتسم بالدعم والحماية والرعاية، فضلاً عن ايجاد اطر مكتملة لجمع بيانات الاطفال في محتوى واحد يضمن لهم توفير الخدمات من الدولة، وضمان عدم اللجوء لرمي هؤلاء الاطفال دون بيانات تمكنهم من مواصلة حياتهم بشكل يضمن لهم حقوقهم الانسانية، وذلك بجانب مناقشة المحور الفقهي والقانوني ومحور الخدمات الخاصة بالشريحة. تطوير التشريعات ولدى مخاطبتها الجلسة الافتتاحية أكدت وزيرة الرعاية والتنمية الاجتماعية د. أمل البيلي ، التزامها بتوفير كافة اشكال الدعم للاطفال وتطوير التشريعات والقوانين الخاصة بالشريحة والسعي لتأسيس نظم الرعاية والضمان الاجتماعي لتطوير وفتح وتدعيم الشراكات القائمة مع منظمات المجتمع المدني والدعاة والاعلاميين، لافتة لتأمين وزارتها لنظم الرعاية لكافة المجتمع بمن فيهم شريحة الاطفال فاقدي السند، انطلاقاً من حق الاطفال في الرعاية الكريمة من مأوى ومأكل وملبس وصحة كما أقرته المواثيق الدولية، ولفتت البيلي في حديثها في الاحتفال بمرور عشرة اعوام لمشروع الاسر البديلة بدار الشرطة امس، لفتت للبيئة الداعمة لولاية الخرطوم لهذا المشروع لما تحمله من قيم وموروثات، وصنفت الاطفال فاقدي الرعاية الوالدية بانهم الاشد يتماً، واشارت الى اجراء وزارتها لدراسة تقييمية للتجربة وبجانب العديد من الورش لتقييم الوضع الراهن للاطفال للوقوف على نقاط الضعف لتجاوزها وتحسس مراكز القوة لتفعيلها، موضحة سعيها لجعل دور الاستقبال مجرد نقاط وصول ينتقل بعدها الطفل لاسرته البديلة. لتجويد التجربة وفي سياق متصل دعت الامين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة امال محمود لتجويد التجربة وتقويم عثراتها باعتبارها واحدة من قضايا اطفال السودان، مشدده على اهمية تفعيل دور القطاع الحكومي ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في المشروع، داعية لتوعية الشباب ووقايتهم من الانزلاق لمدارج الرذيلة، والتركيز على قضايا التنشئة والتربية الاسرية، مؤكدة على دور القطاع الديني والاعلامي في الدفع بالتجربة قدماً. بيئة أسرية ومن جهته كشف د. التجاني الاصم مدير عام وزارة الرعاية الاجتماعية ان الدار تستقبل حوالى «700» طفل فى السنة، وقال ان الهدف من مشروع الرعاية الأسرية البديلة توفير بيئة أُسرية للأطفال المولودين خارج الإطار الشرعي ومنع إنفصالهم، وتحقيق إعادة دمجهم في المجتمع، قال ان الجهود المبذولة فى هذا الشأن لابد وأن تتجه أولاً نحو تنشئة الطفل داخل أسرته ومنع إنفصاله عنها وإذا تعذر ذلك وفقد الطفل أسرته لابد من الإتجاه نحو أفضل الخيارات لصالح الاطفال المتخلى عنهم بهدف أن يعيش كل طفل فى بيئة تتسم بالدعم والحماية والرعاية وتعمل للنهوض بجميع قدراته، واشار الي إنخفاض نسبة الوفيات بين أطفال الأُسر البديلة الطارئة والتي وصلت الى اقل من «1%»، مبيناً النجاحات التي ساعدت في العمل والمتمثلة في إصدار فتوى من مجمع الفقه الإسلامي عالجت الكثير من القضايا الفقهية، وزيادة عدد الأسر الراغبة في الكفالة الدائمة، و تزايد أعداد الأطفال الذين يتم العثور عليهم بالمستشفيات بدلاً من الطرقات والأماكن المهجورة، وزيادة عدد الأطفال الذين تم دمجهم في أُسرهم الحقيقية «الطبيعية». الوصمة الاجتماعية وقال الاصم ان الأطفال المحرومين من الرعاية الوالدية يعانون من العديد من المشاكل التي أجملها في الفقر والجهل ، قلة أو انعدام فرص التعليم والحصول عل الخدمات الصحية، وسوء التغذية، الإهمال والتعرض للخطر، والتمييز والوصمة الإجتماعية والعزلة والإقصاء بجانب فقدان الرعاية والحماية الأسرية والمجتمعية وخطر التعرض للإساءة. تكثيف التوعية من جانبها طالبت مسؤولة برنامج اعادة الدمج بمجلس الطفولة نجاة الاسد بتكثيف التوعية عبر كافة المنابر خاصة المساجد، لا سيما وان الامهات صغيرات السن ولا تتجاوز اعمارهن الثامنة عشر وقالت ان برنامج الملتقى تناول تجربة ولاية الخرطوم والولايات الاخرى في مشروع الاسر البديلة بجانب عرض انجازات وتحديات المشروع. الرعاية الصحية أقرت مسؤولة مشروع الاسر البديلة بدار المايقوما وفاء ابوسن بوجود تحديات تواجه مشروع الاسر البديلة و اكدت انخفاض وفيات الاطفال بالاسر الى نسبة «1%» وانعدامها وسط الاطفال بدار الطفل بالمايقوما ماعدا بعد حالات التسمم الدموي والتي تأتي للدار في مراحلها المتأخرة نتيجة لمحاولات الام المتكررة للتخلص من الطفل، وعزت وفاء انعدام الوفيات لتوفر الرعاية الصحية، مؤكدة على وجود نظام رقابة ومتابعة للاسر البديلة معددة برامجهم والتي تصب في حماية ورعاية الاطفال، كاشفة عن وجود «250» اسرة بديلة واعادة دمج اكثر من ثلاثة الاف اسرة ضمن برنامج اعادة الدمج.