نحتاج هذه الأيام لعمليات جراحية اجتماعية لمعالجة كثير من الخلل الذي لحق بالمجتمع من تباعد في أواصر الرباط في تكوينه البشري... وهذا بالطبع ليس أمراً صعباً ولا مستحيلاً وإنزاله من فكرة إلى واقع أمر في متناول اليد أو كما يقولون. هذا الرباط وعودة شبكة النسيج الاجتماعي يمكن عبر الطرق الدينية والشيوخ وأصحاب الكلمة في المجتمعات كرجال الإدارة الأهلية والسلاطين والشرتاي والملوك والشيوخ لا نعني بهم البعض الدجال منهم ولكن نقصد المشايخ الذين يخافون الله ورسوله في الآخرين والمجتمع. لنجاح الفكرة يمكن أخذ فكرة المجمع الإسلامي للشيخ المكرم بن الشيخ محمد التوم... الذي استطاع أن ينهض بمجتمع الرميلة لدرجة أن خلق منه أسرة واحدة مترابطة قوية معافاة بدنياً وفكرياً «أكرمهم وكرمهم» في مناسبة كبيرة سخّر لها كل أجهزة الاعلام لعكسها كنموذج يمكن أن يحتذى به. الجميل في العمل الاجتماعي الذي تم وكانت نتيجته إيجابية في يوم حصاده بعد مجهود كبير، أن الشيخ المكرم سخّر شباب المجتمع هناك حتى يضمن استمرارية ونجاح الفكرة أو نجاحها بالاستمرارية عبر المفهوم الاستراتيجي الاجتماعي ورفع فيهم حتى درجة الشبع في المحبة فيما بينهم... هؤلاء الشباب كما قلت في وهج الأمس إنهم كرّموا كبار السن في كل المهن المهمة جداً في تنمية المجتمع وحياة أعضائه كالنجارة والسباكة والتجارة والنقاشة والسواقة وصناعة المأكولات باختلافها... وكان بحق عملاً يستحق الحديث عنه طويلاً. هؤلاء الشباب عندما يقومون بتنفيذ مثل هذه الأفكار التي يجيء بها الشيخ لهم تجعلهم يشعرون بالتماسك والتعاضد والتكاتف ما يسهم في تقوية اللُحمة المجتمعية بين الأفراد داخل المجتمع. الآن مجتمع الرميلة صار نموذجاً بين المجتمعات في عاصمة السودان الخرطوم، وأظنكم لو اطلعتم على وهج الأمس كنتم ستعلمون أني أشدت بالتجربة العملية لهذا المجتمع ما جعل الكثيرين يشيدون بنجاح تجربة الشيخ المكرم التي نفذها عبر مدرسة أساس نموذجية هناك يتخرج منها الطلاب فينصهرون في خدمة المجتمع برمته ويمكن عبرهم تحقيق كل أهداف المجتمع من نظافة للأحياء وإصحاح البيئة وتجميل المنطقة والوقوف في كل المناسبات ما يساعد في خلق جو اجتماعي معافى تماماً. إعادة النسيج الاجتماعي ليست صعبة بمثل هذه الأفكار. مجتمع الرميلة أعجبني جداً نريد أن نستفيد من تجربتهم هذه.. بث روح الوطنية وحب الوطن لا يمكن أن يكون إلا بمثل هذا العمل الشبابي ومعروف أن البلاد تبنيها سواعد أبنائها من الشباب. الآن مجتمع الرميلة أصبح خالياً من «النّقّاش» الغشاش والتاجر الجشع والترزي الخداع ولا الجزار صاحب «اللحم» المضروب لأن الفكرة والتجربة جعلت من المجتمع أسرة واحدة لا يستطيع أحد أفرادها أن يفعل منكراً... أو يخدع شخصاً أو يجرم حتى. مجموعة بذرة الخير بدأت هناك في الرميلة... وحققت التجربة التي ابتدرها الشيخ المكرم مبتغاها وهدفها... وليت أجهزة الاعلام تعكس هذا العمل المجتمعي الرائع على كل المجتمعات الأخرى لتستفيد منها في معالجة كل خلل يقع على النسيج الاجتماعي في أي مجتمع... وما أكثرنا حاجة لنرجع بمجتمعنا السمح الكريم إلى ذكراه الأولى إن ربنا مد في الآجال ليس صعباً... مجتمع الرميلة نموذج خذوا تجربتهم نموذجاً... الشيخ المكرم محمد التوم بورك فيك يا أخي وفي مجتمعك... آمين.