تعود الجذور العائلية من حيث الانتماء والحرص على الوفاء لدى صديقنا العزيز الأخ الكريم عصام عثمان السيد الذي كان الاحتفاء بعودته من الصين، هو المناسبة التي أدلى فيها الأخ النبيل محجوب فضل بدري السكرتير الصحفي السابق للسيد رئيس الجمهورية بالشهادة التي نقل فيها عن السيد الرئيس أنه يرى أن نائبه الأول السابق الاستاذ علي عثمان محمد طه، سيكون هو أفضل من يتولى موقع الزعامة والقيادة المتصدرة للسلطة الحاكمة القائمة وحزبها والحركة الاسلامية للنخبة السودانية الحديثة والمعاصرة المؤسسة لها، تعود تلك الجذور الى منطقة منحنى نهر النيل التي تسود فيها قبائل الشايقية والمناصير والبديرية، كما تقطنها قبائل أخرى بدوية كانت محترفة لمهنة الرعي في البادية الصحراوية المتاخمة والنائية عن النيل في أزمنة سابقة، لكن الاغلبية العظمى منها صارت تقوم بالهجرة في الأزمنة الراهنة للإقامة في المناطق الزراعية والحضرية المحيطة بضفتي نهر النيل، وذلك نتيجة للآثار المدمرة الناجمة عن ظاهرة الجفاف والتصحر التي وقفت السلطات الوطنية المتعاقبة على الحكم عاجزة وخائرة أمامها، وفاشلة في التصدي لها بمعالجة ناجعة وقائمة على أسس وقواعد ومبادئ علمية وموضوعية مدروسة وشاملة وواعية بالاسباب المهلكة المفضية لهذه الظاهرة الساحقة وملمة بأبعادها ومفلحة في التوصل الى السبل الممكنة والمؤدية إلى القضاء عليها وتفادي آثارها السالبة. أما من حيث المولد والنشأة والتربية المترعرعة من مراحل الطفولة إلى الصبا والشباب والرجولة فقد نشأ صديقنا عصام عثمان وترعرع في منطقة ضاحية الشعبية بالخرطوم بحري، وتلقى مراحل الدراسة فيها إلى أن وصل الى كلية الطب بجامعة الخرطوم في نهاية سنوات عقد السبعينيات المنصرمة في القرن الميلادي العشرين الماضي، وهي الفترة التي بدأت فيها معرفتنا به وصداقتنا له واخوتنا معه في سياق الانتماء للحركة الاسلامية للنخبة السودانية الحديثة والمعاصرة بين طلاب جامعة الخرطوم في تلك الحقبة، التي كانت متسمة بطابع سياسي وثقافي وحضاري متفرد ومميز لها على المستوى الوطني وفي المحيط الخارجي على الصعيدين الاقليمي والدولي. ففي تلك الحقبة كانت الحركة الاسلامية للنخبة السودانية الحديثة والمعاصرة قد بلغت درجة متقدمة في نضجها وتوسيع وتطوير قدرتها على التمكين لنفسها، بعد أن صارت مزدهرة ومفتوحة ومنفتحة ومزهوة بصلابة ومتانة وتماسك صفها نتيجة لنجاحها في تحقيق الفائدة القصوى من المصالحة والمهادنة مع نظام حكم الرئيس الاسبق الزعيم الوطني الراحل المرحوم جعفر نميري، حتى أخذت تتطلع طامعة وطامحة حينها وواثقة من قدرتها على الاطاحة بذلك النظام إذا ما انقلب عليها، وامتلاك الجرأة للاقدام على القيام بالخطوة الهادفة الى الاستيلاء على سدة مقاليد السلطة والسيطرة عليها بسطوة وهيمنة منفردة ومقتدرة ومؤهلة للحكم بكفاءة ومهارة عالية ومتمرسة. وكما لا يخفى فإن الذي دفع بنا لما أشرنا فيما يتعلق بطبيعة الانتماء وطبيعة النشأة والتنشئة الخاصة بصديقنا العزيز الأخ الكريم عصام عثمان، وما يتصل بذلك فيما يتعلق بما تمتعت وتميزت وتفردت به الحركة الاسلامية للنخبة السودانية الحديثة والمعاصرة في تلك الحقبة، التي تعرفنا فيما عليها أثناء الدراسة بالجامعة وما بعدها في المرحلة اللاحقة لذلك بصفة مباشرة وذلك على النحو الذي أفضى وأدى إلى ما افلحت فيه لدى نجاحها في تحقيق هدفها وما رمت له وسعت إليه من استيلاء على مقاليد الحكم والسلطة القائمة منذ العام 1989م وحتى الان، وذلك كتطور طبيعي للمقدمة والخطة المسبقة التي تم وضعها بدقة محكمة.. انما هو ما يجمع من هذه الناحية - ولكن مع الفارق بالطبع- بين صديقنا عصام عثمان وبين استاذنا الأخ الكريم علي عثمان من حيث طبيعة الانتماء ومراحل النشأة والتنشئة الخاصة بكل منهما، حيث ينتمي الاستاذ طه كما هو معلوم إلى ذات المنطقة المتميزة الممتدة على ضفتي نهر النيل في منطقة المنحنى، ويحرص أيضاً على الوفاء لها ويعبر عن جذورها الكامنة في تكوينه والمؤثرة عليه. كما ان الاستاذ علي عثمان قد نشأ كذلك وترعرع في مراحل الطفولة والصبا والشباب والرجولة في منطقة شعبية غنية وزاخرة بالسمات الثرية المميزة لها وهي منطقة السجانة والديوم الشرقية بالخرطوم، حيث تلقى كافة مراحل الدراسة بالخرطوم حتى تخرج في كلية القانون العريقة بالجامعة في مطلع سبعينيات القرن الميلادي العشرين المنصرمة. وبالطبع فقد كان لذلك كله تأثيره البالغ الحدة والشديد الوطأة على الطبيعة الشخصية المتفردة والمتميزة والمميزة للاستاذ علي عثمان، كما يظهر ويتأكد من الاسلوب المتبع من قبله والطريق الذي يسكله ويلجأ إليه في اختياره لما يقدم عليه من خيارات وما يتعرض له من اختبارات وابتلاءات وامتحانات، يتصدى لها ويتعامل معها بحكمة بالغة وخطوات مدروسة ومحسوبة في الانفعال بها ومعبرة عن ارادة صلبها وفطنة راسخة وراسية ومتريثة ونائية بالفطرة عن التصرفات المتهورة والمسالك المتهاوية والمهلكة والمتهاكلة.