كنت أتطلع ان اكون بروفسير حتى ينادونني بالسيد البروف مثل غيري من اولئك البروفات الذين امتلأت بهم الساحة، كنت اظن أن الوصول لهذه البروفية سهل المنال وقلت اجمع شوية قروش حتى تؤهلني لنيل هذه البروفية. ولكن هيهات قد خاب ظني لان هذه البروفية لا تأتي بالمال. المهم غيرت ملابسي البلدية الى لبس افرنجي بنطلون وبدلة وخناقة رقبة كرافتة.. وصار الناس ينظرون الى وانا بهذا اللبس.. كانني مسخ مشوه ولقبوني بالارجوز كما حكى لي احد اصدقائي.. وكانت البدلة من بلاد بره والجزمة وارد ايطاليا وكنت دائماً احضر المؤتمرات والتجمعات وامشي الهوينى طرباً قائلاً انني اكون بروف وحينما قدموني مرة للتحدث في المنصة اصابتني رجفة ورعشة وهذه الرجفة تسمى عند العوام ام «هلا هلا» ولما لم استطع الكلام يقولون عني ان سيادة البروف كان عنده عملية حنجرة منعته الكلام، وهكذا وجدت صعوبة ان اتحصل على لقب بروف المهم سيداتي سادتي صرت اشبه بمن يحملون هذه الدرجة وكما يقولون التشبه بالرجال فلاح، ولكن بعض الناس يقولون عني انني بروف كبير وظلوا ينادونني بالسيد البروف ولكنني احجم عن التحدث في المؤتمرات حينما يقدمونني خوفاً من الفضائح، وهكذا تمضي الايام وانا مستمر في طريقة الحصول على هذه البروفية البس لباسها الافرنجي باكمله واتظاهر بانني بروف حقيقي وبمرور الايام بدأ ينكشف امري فاذا بي اطالع في بعض الصحف ان هنالك شخصاً يدعي انه بروف وهو ليس كذلك ورمزوا الى اسمى بالاحرف الاولى. ومطلوب القبض عليه وفكرت وهربت للقاهرة وارسلت من هناك الى أحد اقربائي ان يتقدم باسترحام للجهات المختصة، حتى أن يصدروا عفواً وان يقول في طلبه لهذا العفو انني رجل مطلش وكمان عوقه وما كان هنالك داعي انه يقول بروف ويخسر سمعة البروفات وافهمت قريبي أن يستعجل في الطلب، لان البوليس الدولي يبحث عني هنا وهكذا سيداتي سادتي كما يقولون الدخول في الشبكات هين ولكن التامل في الخروج وتركت دعوى انني بروف وذلك لانني بسبب هذه الدعوى فارقت وطني وفارقت اولادي سيداتي سادتي. وانا اكتب لكم هذه الاستراحة وانا لست بروف او دكتور وانما شخص عادي ويكفيكم البروفيسرات العندكم في البلد الحمد لله مليانة بروفيسرات واظنهم لا يجدون شغل يليق بهذه البروفية وهذا ظلم لهم وعلى الحكومة ان ترفع هذا الظلم عن اولئك البروفيسرات بالطبع لست منهم، واظنكم عرفتم في طلبي الرسمي اني مطلش وكمان عوقه المهم انا لست ذلك ولكن داير اخارج نفسي من هذه الورطة وعلى نفسها جنت براقش سيداتي سادتي ارجو أن لا تحدثكم النفس الامارة ان تكونوا بروفيسرات حتى لا تكونوا في ورطة مثلي والى استراحة اخرى إذا كان في الايام بقية. ودمتم العمدة/ الحاج علي صالح