ست الشاي التي ترونها صارت دولة شائية قائمة بذاتها وصرن ستات الشاي أسماء في حياتنا داخل السوق نراهن متراصات في صفوف يروجون رزقهن ورحمة الله التي وسعت كل شىء تعهد وترزق ولا شك أن فيهن أمهات أيتام ومساكين ومنهن من صارت هذه حرفة لها ولو رأيت صفوفهن متراصات تقول من يأتي لهذه يشرب منها وفيما مضى كانت المحليات تطاردهن وتصادر عدة الشاي بل ولربما قدمن للمحاكمة بجريمة أنهم ضبوطها وهي تبيع الشاي ولكن بمرور الزمن صارت ستات الشاي قوة لايستهان ورضيت المحليات بواقع الحال وصارت تتحصل منهن ضريبة يومية في حدود جنيه واحد وفي بعض المحليات ربما يكون إثنين جنيه واذا أراد لك أن تطوف بالعاصمة تجد الكراسي مرصوصة في النجيلة وعلى ضفاف النهر والكباري في أي محل هكذا في كل بلد وفي كل مكان صارت قوة نسائية لا يستهان بها بل ربما تكونت نقابة منهن ويطالبن بمقاعد في البرلمان وانتقل بكم في هذا المقام الى البروف ست الشاي والتي كانت طالبة بالجامعة ولما تخرجت لم تجد عملاً ومسكت مكان والدتها التي كانت من أكبر ستات الشاي وعملت ست شاي مثقفة وتوافد عليها الزبائن بإعتبارها جامعية وست شاي محترمة ولكنها مع ذلك واصلت دراستها حتى نالت البروفية وتزعمت ستات الشاي واضفت عليهن كل النظم والإعتراف بحقوق ستات الشاي حتى وصل الى هذه الدرجة المرموقة وصارت البروف المتحدثة في المؤتمرات وقد رفعت من ستات الشاي ومكانهن في المجتمع.. وهكذا ذات مرة سافرت لخارج السودان لبعض الدول الغربية وعقدت مؤتمراً صحفياً للحديث عن الشاي وستات الشاي والتقت هناك في لندن مع ستات الشاي وفي لندن لستات الشاي مكانة كبرى ولهن جريدة باسم ستات الشاي اسمها «اللنقتيرة شاي» والتقت هذه الجريدة مع البروف شاي وتناولت معها أحاديث شتى عن وضع ستات الشاي في السودان. وعملوا لها إستقبال حافل في دار نقابة ستات الشاي الإنجليزية وجيء بالسفير السوداني ليحضر هذا الإحتفال البهيج وحضره كذلك جمع من أبناء السودان المقيمين بلندن وحيّوا البروف وناضلوا الشاي من أجل ستات الشاي وانها إحدى المثقفات التي نالت البروفية ولكنها إتجهت إلى صنعة والدتها المرحومة ومن لندن إتجهت الى كلكتا «klkta» وكلكتا هذه بالهند وهو مصدر الشاي الأزرق وهناك إجتمعت بمصدري الشاي للسودان وتفاهمت معهم وطالبت بأن تخصص كوتة خاصة من شاي كلكتا لإتحاد نساء السودان وان يكون هناك تخفيض للسعر وقد وافق مصدري الشاي على ذلك ومن هناك جاءت للسودان تحمل هذه المكاسب النسائية وصرحت بأنها سوف تطالب الجمارك بإعفاء الشاي الوارد باسم اتحاد ستات الشاي من الجمارك: هكذا سيداتي سادتي هذه دولة ستات الشاي القائمة اردت ان اوضح ماخفي بين السطور ثم لابد من تحية لهن وللنضال من اجل المعايش ثم التحية للبروفيسور ست الشاي التي سعت لإيجاد مكان لهن بعد أن كنّا مشردات وأعترفت بهن مع تحياتي للذين يشربون الشاي وأرجو أن يشربوا لا يطليون الجلوس وان يذهبوا لعملهم وإذا ما عندهم شغل يذهبوا للمنزل ليرقدوا في ضُل الضحى الذي قيل انه يطيل العمر وان ينوموا فيه ويقول صديقنا عثمان الفاضلابي إن النوم خريف العين مع قبول تحياتي واشواقي وأشكركم للقراءة وحسن الإستماع .