أدى القسم أمام الرئيس عمر البشير مساعدوه ومستشاروه الجدد بحضور رئيس القضاء أمس إيذاناً ببداية تشكيل حكومة قاعدة عريضة، فيما غاب د. نافع علي نافع لسفره خارج البلاد. وتباينت ردود الفعل داخل حزبي الأمة القومي والاتحادي الأصل، حيث رفضت قيادات بالاتحادي التكليف بالمشاركة في الوزارات المخصصة للحزب، يما أكد حزب الأمة القومي أنه ليس لديه سلطة في منع نجل المهدي من المشاركة. وأوضح مساعد الرئيس العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي في تصريحات صحفية بالقصر الجمهوري أمس، أن قبوله بالتكليف يأتي من موقعه بوصفه ضابطاً بالقوات المسلحة وحرصاً على المصلحة الوطنية. وأضاف: «أنا لا أمثل حزبي ولا والدي، ولكنني أمثل شخصي وقناعاتي وجهدي الذي أقدمه للوطن». وتعهد المهدي بتحقيق السلام الشامل والعادل والتحول الديمقراطي الكامل، واتباع النهج القومي ما استطاع لذلك سبيلاً، بحسب قوله. وكشف في الوقت نفسه عن جلوسهم مع رئيس الجمهورية عقب أداء القسم، وقال: «جلسنا مع البشير جلسة تناصح كان الهم الوطني هو الشاغل فيها»، لافتاً إلى أن أولويات عمله تتمثل في تحقيق السلام والاستقرار ورفع الضائقة المعيشية عن كاهل الشعب السوداني.ومن جهته كشف مساعد رئيس الجمهورية جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني، عن برنامج سياسي سيوقعه الحزب الاتحادي والمؤتمر الوطني في الأيام القادمة. وأضاف أن خيار حزبه للمشاركة جاء لضرورة وطنية، موضحاً أن هناك مهاماً داخلية تتعلق بقضايا دارفور سوف يتم العمل على حلها، بجانب السعي لتحسين أوضاع جنوب كردفان والنيل الأزرق ووقف الحرب فيهما، بجانب القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان. ومن جانبه اعتبر مساعد الرئيس جلال يوسف الدقير تعيين المساعدين والمستشارين وفاءً من الرئيس البشير لشعبه بتكوين حكومة ذات قاعدة عريضة، واصفاً تعيينهم بالاصطفاف المهم للجبهة الوطنية الداخلية أمام التحديات، داعياً القوى السياسية ل «الرمي قدام» لبناء السودان. وفي سياق متصل قال مستشار الرئيس محمد الحسن محمد مساعد، إن المشاركة تأتي في ظل ظروف يمر بها الوطن سيعمل الجميع على درءها وفق برنامج موحد. في الاثناء تباينت ردود الفعل وسط قيادات حزب الأمة القومي بين مؤيِّد ومعارض لمشاركة العقيد عبد الرحمن في الحكومة، وجدد الحزب رفضه الربط بين موقفه من المشاركة وتعيين عبد الرحمن، بحجة عدم انتماء الأخير للحزب بعد فصله، وأشار أمين الإعلام بالحزب ياسر جلال، إلى أن الحزب ليس لديه ولاية أو سلطة على نجل الإمام حتى يمنعه من المشاركة في السلطة، بالرغم من الظروف الصعبة التي قبل فيها بالمنصب حسب قوله، وألمح إلى وجود تباين في الآراء وسط الحزب بين معارض ومؤيد للأمر. وفي الحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل» تمسكت مركزية الخرطوم بموقفها الرافض للمشاركة في الحكومة خلال مؤتمر صحفي لها أمس، وأكدت المركزية أن المراقب العام للحزب أصدر قرارًا بحلها، إلا أنها أشارت على لسان الأمين العام للحزب بولاية الخرطوم محمد عثمان أن شرعيتهم مستمدة من القواعد، مشيرة إلى التزامها الكامل بتحمُّل كافة تبعات قرارها الرافض للمشاركة، فيما أكدت مصادر متطابقة أمس تقديم القيادي بالحزب عضو لجنة الحوار مع الوطني البروفيسور بخاري الجعلي استقالته من الهيئة القيادية للحزب واعتذار كل من، حاتم السر، طه علي البشير ومحمد إلياس محجوب عن قبول تكليفهم بمناصب وزارية ضمن حصة الحزب في الحكومة المقبلة، في وقت كشفت فيه عن مشاركة عضو الهيئة القيادية المستقيل حسن أبوسبيب في اجتماع للمشرفين السياسيين أمس. وفي غضون ذلك أكد القيادي بالحزب وعضو لجنة الحور أبو الحسن فرح أن رئيس الحزب مولانا الميرغني سيكون الخاسر الأول عقب مشاركته في الحكومة ويليه المؤتمر الوطني لقبوله حزباً بلا قواعد، وأن الربح سيعود للحركة الاتحادية بفضل قرار قواعدها الرافض للمشاركة في الحكم، وأكد فرح في مؤتمر المركزية أمس، أن قرار المشاركة سيدفع بالحركة الاتحادية تجاه الوحدة.