لإشباع هوايتي المفضلة في تربية الدواجن، حرصت على تأسيس «برج» واسع وجميل قبل أن احصل على الدجاجات والديك، وكان اهتمامي بالديك اكبر، لأنه بحيويته وصياحه الرائع يملأ الديار بهجة ، وهو إذ يفعل ذلك لانه يرى الملائكة كما ورد في حديث رواه ابو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: «اذا سمعتم اصوات الديكة فسلوا الله من فضله، فإنها رأت ملكاً، واذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوابالله من الشيطان فإنها رأت شيطاناً». بالتالي فإن هذا الكائن المهم المحبب لا بد أن يكون من احد مقتنيات البيت. المهم إنني وفقت في الدجاجات التي كنت ابحث عن نوعها وهي «الفيومي» لخواصها التي تحتمل فيها تقلبات الطقس والمناخ، فضلاً عن انها يمكنها ان تأكل من باقي ما نأكل وتشرب من باقي ما نشرب، فهي ليست دلوعة كما «الدجاج البطري».. ومعلوم كذلك ضمانات ما تنتجه في منزلك من لحوم وبيض في مقابل ما تجده في الأسواق من «بلاوي» تجلب الأمراض. وتوجهت إلى سوق ام درمان بعد ذلك عسى أن اعثر على ضالتي، أما ديك «فيومي» وبالعدم ديك «انجليزي» له صوت «شجي اللحن رنان» وكانت فرحتي كبيرة حينما وجدت لدى احد الباعة في ذلك السوق العريق «كوكبة» من الديوك «الفيومية» غاية في الروعة والجمال وحسب الطلب. ولم تطل مفاصلتي في السعر فاشتريته وحملته على كرتونة بها فتحات للتهوية.. وكان طيلة المسافة بين السوق ومنزلي الذي يبعد حوالى الساعة ونصفها كثير الصياح والحركة.. ودخلت المنزل وأنا احلم بأن دجاجاتي ستبتهج ومعها اطفالي بديكنا الجديد وستنعم الديار بصياحه وصوته الجميل. وفتحت الكرتونة داخل البرج.. فاحدثت الدجاجات صوتاً موحداً لعله مزيج من الدهشة «كااااك» ثم حملت الديك نحوهن في انتظاره هو الآخر يتجاوب مع حرارة الاستقبال.. لكن الديك لم يحرك ساكناً!! وبدأ عليه الأعياء الشديد ولم تقو رجليه على الوقوف.. قلت لعل ذلك من طول الحبس في الكرتونة واخرجته خارج القفص.. واجريت عليه بعض التمارين والمعالجات وأنا اراقبه لمدة «45» دقيقة متطلعاً ان يكون ديك البيت والبرج المرتجى.. إلا أن جماله وتعدد الوان ريشه وتاجه الأنيق لم يشفعوا له طويلاً فلفظ انفاسه تاركاً لي ذكرى انه كان عندي ديك ل «45» دقيقة!!