أين أنتن يا نساء الحركة الإسلامية؟ لماذا تسكتن على كل هذا الإسفاف؟ لماذا تغضين عن كل هذه الأخطاء والخطايا؟ أين أنتن من الصحة الإنجابية وأين أنتنّ من شركات (DKT) ومؤسساتها والكل يعلم أنها وأنه أكبر مروجي الفاحشة على ظهر الأرض؟ لماذا تسكتن وأنتن ترينها تمسك بخطام الدولة وخطام مؤسسات الصحة ومؤسسات التربية ولا تخشى في الباطل لومة لائم؟ إن أقصى ما يحتمله وجدانها المسكون بالعهر والفجور أنها إذا ضويقت وحوصرت وارتفعت الأصوات محتجة عليها أن تلحن بالقول وأن تدغمس في المفردة والمصطلح فتتحدث عن «الأمومة الآمنة» وعن «العادات الضارة» وعن «ختان الإناث». وهي لا تعني في واقع الأمر إلا شفط الأجنة من أرحام الأمهات ومحاربة الزواج ومحاصرة العفة وشنّ الحرب الشعواء على سنة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، إنها تسعى جاهدة للإمساك بخطام الصحة وخطام التعليم وترويض الشباب والناشئة. إنها تقيم الندوات والملتقيات والسمنارات وتطبع النشرات والمطبقات والكتيبات باسمها وباسم المؤسسات الاتحادية.. فقط لا باسم الله ولا باسم الرحمن ولا باسم الرحيم.. أين أنتن من كتاب أو مطبعة أو نشرة تتحدث عن الأسرة والأمومة والأمراض المنقولة جنسياً.. وتأتي خالية من ذكر الله بل خالية من البسملة وخالية من آية أو حديث أو موعظة أو عبرة؟ ألم تسمعن هذا.. ألم ترينه يا ماجدات الحركة الإسلامية؟ من المراد بكل هذا؟ ألستن أنتن المرادات بكل هذا الدس والكيد والتوهين؟ أليس فلذات أكبادكن؟ أليس بناتكن وأبناءكن؟ من السلعة؟ من الضحية؟ من الذبيحة السمينة؟ إن المرأة نعمة أنعم الله سبحانه وتعالى بها على الإنسانية وأودعها سراً من أعظم أسرار ملكوته وعظمته.. وجعلها واسطة تدور حولها الحياة وتدور حولها الكائنات.. وتهوى إليها الأبدان والأرواح.. تجار شياطين الأممية وأبالسة (DKT) ليحولوا النعمة إلى نقمة.. ويحولوا سر الأسرار إلى لعنة أرادوا أن يجعلوها سلعة والله جعلها سكناً.. وأصروا أن يجعلوها مجرد شهوة ونزوة.. والله أرادها رحمة ومأوى.. إنهم يحرفون الكلم عن مواضعه.. ويقلبون المعاني المحكمة من التنزيل.. ويسخرون منها.. يقيمون لها النخاسات.. ويحملون صورها يعرضونها في الأزقة والطرقات.. وأقاموا لها معارض اسمها المراقص والحانات وسموا ذلك تحرير المرأة.. وتمكين المرأة.. والله سبحانه وتعالى يكرمها ويعظمها ويأمر بصيانتها ورعايتها ويأمر الرجال بالقيام عليها. «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للعين بما حفظ الله». والله يقول «وليس الذكر كالأنثى» ولا أدري كيف قرأها عميان العلمانية وعمياناتها «الرجل خير من الأنثى».. ذلك أن كل دعوى تحرير المرأة من العبودية المتوهَّمة للرجل قائمة على دعوى أن الرجل أفضل من المرأة مع أن الآية لم تقل وليس الرجل كالمرأة ولكنها اعتمدت على الحقيقة العلمية المجردة.. وعلى المعنى البيولوجي المطلق الذكورة والأنوثة وما يترتب على كل واحدة من أدوار نمطية.. فجاء أهل العشى والعمى والصمم ليحرضوا المرأة ويطالبوا بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.. وهم في واقع الأمر يطلبون القضاء على جميع أشكال التمييز ضد الأنثى.. الأنثى البيولوجية.. وليس المرأة الإنسان.. تبت يدا كل علماني وتب إنهم يريدون الذكر كالأنثى.. مثلما تقوم الأنثى بوظائف الرجل النمطية.. كذلك يقوم الرجل بوظائف الأنثى النمطية.. حتى المباضعة.. في تعريف جديد للأسرة.. وهذا هو دين الصحة الإنجابية فأين أنتن يا ماجدات الحركة الإسلامية من هذا الدين الجديد؟ بل أين أنتنّ من هذا الضيف الثقيل الكريه الذي جاء يمارس النخاسة في رائعة النهار.. جاء من بلد عزيز علينا ويدّعي أنه متعهد حفلات وأظنه والله أعلم متعهد عروض.. أين أنتن من كل هذا الذي يجري وتسمح به الإنقاذ.. إنقاذكن يا ماجدات الحركة الإسلامية ويا أمهات الأجيال ويا رائدات الدعوة؟ أين أنتن من هذا العري وهذا التبرج وهذا السفور الذي يملأ شوارع الخرطوم وأسواقها وجامعاتها؟! بل ولا تخلو منه حتى مكاتب الدولة ذاتها.. كنا نحمل موجة السفور والعري على الوجود الأجنبي الجنوبي.. والتقليد.. والآن بعد أن انفصل الجنوب ومضى كل جزء إلى حال سبيله.. لم تبرح ظاهرة العري مكانها.. كنا في الماضي نتهكم بالمتبرجات ونقول إنه معرض أزياء.. أما اليوم فليته معرض أزياء.. بل هو معرض زينة.. وليته يعرض ما ظهر منها.. الوجه والكفين ولكنه يعرض ما خفي ودق وغلظ منها.. الفقهاء يقولون عن حجاب المرأة إنه يجب أن يكون فضفاضاً لا يصف.. وهؤلاء يقولون إنه يجب أن يكون ضيقاً يتتبع العورة.. ويتتبع المفاتن ولا يخفي منها شيئاً حتى إن الفتاة لو أبرزت صدرها عارياً ما زاد ذلك الناظر إليها شيئاً.. وقال الفقهاء إن الحجاب يجب أن يكون صفيقاً لا يشف يعني سميكاً لا يُرى ما تحته.. ولكن هؤلاء يريدونه شفافاً يبدو من تحته أديم جلدها. أما عن التشبه فحدثن.. ولا حرج فالبنطال اللاصق والعورة المغلظة المجسمة.. وأما عن الشهرة فهذه كلها ثياب شهرة، ألم يقل الله سبحانه وتعالى «ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين» وهؤلاء يردن أن يعرفن فيؤذين.. لأنهن ما خرجن إلا طلبًا للأذى.. فلا حول ولا قوة إلا بالله.. أيها الماجدات.. إن الأماجد قد انشغلوا عن كل هذا باللهاث وراء المنصب والمرتب.. ومنهم من أعمل فقه الطاعة.. وظن أن الطاعة والنصيحة ضرتان لا تجتمعان في قلب مسلم.. مع أن النصيحة والطاعة لا تفترقان في سراء ولا ضراء.. ولا تسكنان إلا قلب مسلم أو مسلمة.. وهأنذا أحرضكن على الطاعة.. وأحرضكن على النصيحة.. فلتذهب الطاعة والنصيحة.. يدًا بيد ورجلاً برجل إلى أهل الحكم وأهل العلم وإلى قطاع المرأة.. واصدعن بالحق لعل الله أن يحيي بكن موات القلوب لتكن معذرة إلى الله وحجة على أهل الحكم وأهل العلم والله من وراء القصد.. واشكو إلى الله التقصير..