لم تكرَّم المرأة في طول تاريخ الإنسانية وعرضها بمثل ما كرِّمت به في الإسلام.. ولم تذل المرأة ولم تُهن في طول تاريخ الإنسانية وعرضها بمثل ما تذل وتهان في المجتمعات غير الإسلامية أو تلك المعارضة والمحاربة للإسلام. ولو أخذت في تعديد مظاهر التكريم التي حظيت به المرأة في الإسلام.. ومظاهر الإهانة والإذلال التي منيت بها المرأة في غيره من المجتمعات والحضارات .. إذاً لرأى الناس من الأمرين عجباً.. ومع ذلك فإن أهل الإسلام يتشبثون بالدعاوى الفارغة التي يروِّجها سماسرة الجنس وتجار العروض والمتعة الحرام.. وينبذون وراء ظهورهم شرائع الإسلام التي حفظت المرأة وصانتها وكرَّمتها وبلغت بها أعلى المراتب والمقامات.. ففي الوقت الذي كان الإسلام يقول فيه «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر» وكان القرآن المحكم يقول:«يا أيُّها النّاسُ اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساء». وفي ذات الوقت الذي كان رسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم يخاطب الدنيا قائلاً: «الجنة تحت أقدام الأمهات» ويقول عليه الصلاة والسلام :«اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله». «أخرجه مسلم»ولا زال النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالنساء: «استوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك.. » إلى آخر الحديث وهو حديث صحيح في الوقت الذي يقدِّم الإسلام للمرأة كل هذا التكريم والتبجيل والإعزاز.. كانت المجتمعات الأوربية تناقش بصورة حادة وحازمة وصارمة في حقيقة المرأة هل هي روح ونفس تماماً كما الرجل أم هي مجرد «شيء» ليس لها نصيب في الإنسانية ولا في تكريمها ولا احترامها.. ذلك في الماضي البعيد، أما في الحاضر المعاصر فحدِّث ولا حرج فإن الانتهاكات التي تُمارس على المرأة في الغرب وفي بلاد الجاهلية المعاصرة لا يرضى بها الكلب لأنثاه.. لا بل لا يرضى بها الخنزير الذي عرف بعدم الغَيْرة على حريمه.. فالمرأة سلعة في الغرب ولا يغرنّكم هذه الأحاديث المعسولة وهذه المقولات الماكرة ولا هذه الفخاخ المنصوبة ولا هذه الشراك المدفونة. المرأة سلعة في الغرب.. بضعفها.. وتكوينها البدني والنفسي.. والمرأة سلعة بأنوثتها وجمالها وفتنتها التي حباها الله بها.. والمرأة سلعة بمواقع العفة فيها وبما أودع الله فيها من أسرار الحياة مما يتمناه الرجل ويشتهيه.. إن المناهج والدعاوى والبرامج التي تدعو إلى مساواة المرأة وإلى إنصاف المرأة وإلى تمكين المرأة.. وإلى حرية المرأة وإلى محاربة الحجاب والنقاب.. ومحاربة الأحكام الشرعية في المحارم وفي السفر وفي العمل وفي الاختلاط وفي غيره من نشاطات اليوم والليلة، كل هذه البرامج والدعوات والمناهج ما هي إلا وسائل إنتاج ووسائل عرض للسلعة الأكثر رواجاً في العالم.. قد تظن بعض السيدات من ماجدات الحركة الإسلامية أن الذي نقوله ضرب من المجازفة أو المبالغة أو الدسّ أو الكيد.. أو ربما ظننّ أنه ضرب من المجاز. ولكن الواقع يدلّ على أن المرأة سلعة حقيقية تباع وتشترى كما تشترى سائر السلع في الأسواق والحوانيت. إن الأمر في دولة مثل إسرائيل تعدى مجرد بيع اللذة والمتعة أو استئجار الجسد لمدة لحظات أو ساعات بل تعدى الأمر إلى البيع الحقيقي للمرأة وجعلها مسترقة وجارية مملوكة تمارس الدعارة لتدفع أتاوة يومية لسيدها الذي اشتراها ويملك منها ما يملكه الرأسمالي من وسائل الإنتاج. إن تجارة الرقيق الأبيض تقوم اليوم في أوربا على قدم وساق، ففي إيطاليا كما جاء في بعض المصادر أكثر من 40 ألف امرأة أجنبية تمارس البغاء عبر شبكات دعارة منظمة وتجبي الدولة ما لا يقل عن 6 مليارات دولار سنوياً من هؤلاء الجواري البغايا. ولم تنجُ من تجارة الرقيق الأبيض اليونان ولا النمسا ولا ألمانيا ولا سويسرا.. وتشقى ألبانيا المسلمة بالنصيب الأوفر من هذا الداء العضال لأسباب يمكن ردها إلى الظرف الذي تحيا فيه ألبانيا. وأما في أمريكا فإن الأمر فاق التصوُّر بل إن أمريكا تفوقت على أوربا لكون أنها نسخت وألغت من قاموس اللغة مفردات الزنا والبغاء والعُهر والذكر والأنثى والأسرة.. وأصبحت العلاقات والممارسات الجنسية قبل الزواج هي الأصل.. وفقدانها أو الامتناع عنها قبل الزواج فهو مرض يقتضي تدخل العقلاء.. أهل الطب وأهل علم النفس والأسرة.. لقد أصبح مسوغاً في أمريكا أن يستأجر الأب أو الأم أو الاثنان من يضاجع ابنتهما حتى لا تنشأ معقدة!! وحتى تحس بأنها امرأة طبيعية وسوية!! فيا سبحان الله!!. إن الكارثة الحقيقية هي أن أهل الإسلام يرفضون الإسلام تذرعاً بالعلمانية والأممية أو خوفاً من سيف الإرهاب المسلّط على الرقاب. إن الألسن كلها تلهج بالديمقراطية.. وتتعبد الديمقراطية وتتبتل في محراب الديمقراطية.. الإسلام يقول للمرأة «وقرْنَ في بيوتكِنَ ولا تَبَرّجْن تبرج الجاهليةِ الأولى». والرسول يقول للمرأة المسلمة المصلية في مسجده الشريف وفي مساجد الأرض :«خير صفوف النساء أواخرها وشرها أوائلها». والله يأمرها بالقرار في بيتها «وقرن في بيوتكن» ونحن نقول بتمكينها من الخروج على شريعة القرار بل نحن ندعوها إلى القرار في الطرقات والشوارع والمكاتب.. والحافلات والناقلات والحدائق والمنتديات ونجلسها جنباً إلى جنب مع الرجال الأجانب غير المحارم وهي في أبهى حلة وأكمل زينة. الله يشرع لها قانون القرار وعدم الخروج وعدم التبرج وإخفاء الزينة.. ونحن نشرِّع لها قانون ال 25% فما فوق لا فما دون.. وندعوها إلى الخروج وندعوها إلى السفر بلا محرم.. ونسمي كل ذلك تمكين المرأة.. أين أنتن من كل هذا يا نساء الحركة الإسلامية ويا ماجداتها؟