كثيرًا ما نقابل أشخاصًا يشتكون من عدم التوفيق وسوء الحظ في حياتهم سواء كانت العملية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، والأغلبية منهم يعلقون هذا الفشل على شماعة الحسد والجن والعمل، وبكل أسف حتى الذين نالوا درجات علمية رفيعة يؤمنون بهذه الأشياء.. «البيت الكبير» استطلع عينة من آراء الشباب الذين حققوا شيئًا من النجاح والذين يعلقون إخفاقاتهم على كل المعتقدات البالية فجاءت إفاداتهم كالآتي: وقف الحال مجاهد قسم «موظف» يؤمن بالحسد والعين في حياته.. يروي تجربته قائلا: نعم أؤمن بالعين والحسد، وعلى حسب تجربتي الشخصية كنت متقدمًا على كل زملائي بمراحل التعليم المختلفة، وكانت تصل إلى أذني دومًا عبارات تنم عن الحسد لتفوقي، ولم أكترث لها برغم حرص والدتي على أن تقوم برقيتي وتحصيني كل صباح، واليوم أنا خريج بمؤهل جامعي جيد جدًا ولم أحظَ بفرصة عمل منذ سنين مما ولّد لدي شعورًا بأنني محسود وأن الحسد والعين ليسا شماعة بل حقيقة، وربنا يحفظ عباده من كل الشرور. الحسد حقيقة «م.ر.» فضلت عدم الإفصاح عن اسمها ذكرت أن الذين تأذوا من الحسد كثيرون جدًا والإنسان المحسود تظهر عليه علامات عدم التقدم في أي عمل على كل المستويات، ولي تجربة شخصية مع الفشل مع أنني سعيت للخروج من هذا المستنقع الرهيب الذي يسمى الفشل حتى إنني استعنت بالشيوخ الذين كنت لا أؤمن بهم، ولكن إحساسي المتكرر بالفشل قادني لهذا الدرب علّني أجد مخرجًا من هذا الكابوس، ولكن دون جدوى، فأيقنت تمامًًا أن التوفيق من عند الله وأنه سيفرجها قريبًا. براثن الفشل خالد محمد «موظف» كان له رأي مخالف، قال: لا أسمي الإخفاق في الحياة فشلاً ولكن الشخص الفاشل هو الذي لم يوفق في اختيار أسلوب جيد للوصول إلى الطموح الذي رسمه لنفسه، برغم إيماني بأن العين والجن والحسد يعطلان تقدم الإنسان، وهو مذكور في القرآن الكريم، ولكن المنطق يقول يجب ألّا يكون هو المسؤول بل نوع الشخصية لأن الشخصية المقتحمة أفضل من المترددة وهي التي توصل صاحبها إلى براثن الفشل. المتهم الأول ليلي خليفة «ربة منزل» أفادت أن العين والحسد والعمل والجن المتهم الأول في إخفاق الناس وفشلهم، فالكثيرون لا يذكرون اسم الله عند إعجابهم بشيء ما، والجن من الأمور المسلّم بها في القرآن والسنة، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يسلم منه، لهذا يجب أن يتحصن كل فرد بقراة الآيات المنجيات والأوراد التي كان يحصن بها رسولنا الكريم أحفاده ونكثر من قراءة المعوذتين. العين حق والسحر موجود الشيخ عبد الوهاب حسن تناول القضية من زاوية الشرع وقال إن العين حق، وهي تجعل من الشخص مطية لكل أنواع الفشل في حياته بل حتى في أداء العبادات، فمثلاً عندما ترى طفلاً أو صبيًا يذهب إلى المسجد كل صباح لابد أن تذكر اسم الله كي لا تصيبه العين، والأمثلة كثيرة في هذا الجانب، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم عنها «العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين». أما الحسد فهو مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعين، وعين الحسد أخطر من كل الأشياء سابقة الذكر، إذ قال تعالى «ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم»، كذلك وصف المولى السحر على لسان الملكين هاروت وماروت بالكفر، قال تعالى «والذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس» فالمس أيضًا يؤثر في حياة الناس ومفهومه أن شيطانًا من الجن قد تسلط على عقل أو قلب أو جسد الإنسان لسبب ما وكفانا الله وإياكم شرور الأنفس.