قال حاج الصافي لأبنة الأكبر بعد أن قرأ في إحدى الصحف عن وجود جماعة تبيع القبر مابين (200 -300 ) ألف بالقديم : يا عباس أنا قريت في الجرايد أنو في ناس بيبعوا القبر الجاهز اه دحين يا ولدي أنا عايز تحجز لي قبر من أبو ميتين جنيه أصلو الحكاية كلها كوم تراب لها فيها كندشة ولا تهوية + يا أبوي سيبك من الحكاية دي وربنا يطول عمرك يا ولد الموت ما معروف هسه كان اتكلنا بعد سنة يمكن ما نلقى لينا خانة فاضية من حكاية الحجز دي + يا بوي الحكاية دي يمكن الحكومة تصدى لها وبعدين أصلو الجماعة ديل حيحجزوا كل المقابر ما الحكاية أصلها في الحفر ونحن والشباب ديل قادرين نحفر خندق مش مقبرة بس أنتي أنسى الحكاية دي وما تنشغل بها يا ولد سيبك من حكاية المنع دي من الحكومة وهسه شفت تجارة العملة وقفت ما هم واقفين على عينك يا تاجر جنب ميدان أبو جنزير ينادوا في الزبائن بقوة عين وكمان هسه أبطارة السكر ولا البذرة وكل المحتكرين في زول قدر يوقفهم عشان كده جماعة القبور ديل حيستمروا وأنا خائف الجماعة ذاتو يحجزوا عندهم بالملايين كمان + أنسى المسألة دي يا بوي ودي أصل ما حاجة المفروض ما تشغلك ابداً ما بقدر أخليها إلا تحسموها لي من بكرة + طيب يا بوي قول نحن حجزنا ليك قبر تفتكر القبر ده حيكون قاعد منتظرنا إن شاء الله بعد عمر طويل بسيطة اعملوا في لافتة وأكتبوا أسمي + معقول يا بوي نحجز قبر فاضي ونكتب فيه أسمك وانت حي المسألة بسيطة أحفروا القبر وختوا جوها خشب وأقفلوه كأنو في زول مدفون فوقه + بس يا بوي المسألة ما مكن تتم لأن الشرطة ولا حارس المقبرة ما حيسمح لينا نحفر ونخت خشب في المقبرة طيب العمل شنو لا زم تصرفوا وتشفوا دبارة + المسألة دي ما عندها حل غير تنسى الموضوع ده يا ولد أنا خائف الحجز يبقى بالدولار ودي مسألة أنتو ما بتقدروا عليها ولا أنا عندي ورث دولاري ما انت عارف البير وغطاها + يا بوي خلاص من هسه حنخش في صناديق وربنا يسهل لكن أنا خائف أنا اتحلس قبل ما تصرفوا الصناديق دي + خلاص في الحالة دي نحن جاهزين للحفر القبر، وزي ما قلت ليك نحن ما عندنا مشكلة في الحتة دي خلاص بس خليكم جاهزين وإن شاء الله موتنا ما يتأخر لحدي ما تصعب الحكاية وتصل للدولار وسوقه الأسود وطبعاً أنت عارف الدولة ما بتوفر دولارات لحفر القبور + يا بوي إنشاء الله تقدر توفر الدولارات دي للأدوية لأن القبور دي مقدور عليها بس أنت مكبر الحكاية ساكت يا ولدي أنا ما كبر الحكاية أنو المجتمع بقى بعد الضغوط العايشها كل يوم يفاجأنا بحاجة جديدة وغريبة ، لكن المخليني أصدق أنو بياعين القبور ديل يستمروا أنو المحليات يمكن تدخلهم في الجباية والرسوم والترخيص والذي منو وبعداك شوفوا البحلكم منهم .