بغروب شمس الخميس الماضى حقق اتحاد الصحافيين الجديد برئاسة الاستاذ الصادق الرزيقى واعضاء المكتب التنفيذى مكاسب جديدة نرى انها من المكاسب السمينة جداً للصحافيين فى مستهل الدورة الجديدة للاتحاد الذى تقع على عاتقه مسؤوليات جسام فى اطار قضايا الصحافيين الشائكة والمعقدة، وفى مقدمتها قضية الحريات الصحفية ومراجعة السجل والتدريب والعلاقة بين المؤسسات المخدمة للصحافيين والاتحاد والرؤية المطروحة فى الوسط الصحفى للنظر فى شروط منح القيد الصحفى، وكل الموضوعات الاخرى ذات الصلة، غير ان لقاء الخميس بصراحة مع والى الخرطوم دكتور عبد الرحمن الخضر هو نقطة تحول حقيقية ينتظر الصحافيون من ورائها اجراءات عملية فى القضية الاولى فى اطار تهيئة الاوضاع الاجتماعية لمساندة الصحافيين والمتمثلة فى مسألة الإسكان والتأمين الصحى وصندوق الكفالة الاجتماعية، ويقينى ان السيد الوالى دكتور الخضر لن يدخر جهده فى دعم القضايا التى ذكرتها لكونه صاحب قناعة خاصة جداً بدور الصحافة وبضرورة مساعدة الصحافيين وتمكينهم من أداء واجبهم تجاه المجتمع على اكمل وجه بطريقة لا تتعارض البتة مع استقلالية الصحافى فى اداء واجبه المهنى، ولذلك كنت على قناعة بأن مخرجات الاجتماع بين الوالى الخضر واللجنة التنفيذية للاتحاد ستكون عظيمة وفى قامة اللقاء الذى جمع الوالى مع ممثلى السلطة الرابعة، واعتقد ان توجيه الوالى بتخصيصه اولاً لستمائة وحدة إضافية للصحفيين بمدينة الصفوة، الى جانب تخفيضه مقدم الاقساط من 34 الف جنيه الى 15 الفاً هو خطوة تستحق الاشادة والدعم العالى، وكذلك ما تم من حزمة دعومات أخرى فى التأمين الصحى وصندوق الدعم الاجتماعى وغيرها، لأن هذه الاشياء مهمة، فهناك العديد من الصحافيين الذى يدفعون الثمن غالياً بسبب تدهور اوضاعهم الصحية بصورة مفاجئة، ومنهم من شردته تكاليف الحياة اليومية الباهظة من سكن ومدارس ورعاية صحية، وهذه الجوانب مهمة جداً، فهى تساعد على الاستقرار فى المهنة الى حد كبير، وترفدها بالكوادر المقتدرة القوية وتحميها من داء الهجرة والانسحاب منها الى مهن اخرى، فأنا اعرف اليوم صحافيين كانوا عمالقة تركوا المهنة وامتهنوا الزراعة وضاعت كل تجربتهم وذهبت مع الريح، فالإنسان يسعى دوماً لتحسين وضعه، واذا تعارضت فرصه فى الحياة الكريمة مع وجوده فى مهنة احبها سيضطر لتركها مهما كان ولاؤه لها، ولذلك فإن الصحافة كمهنة محتاجة لحماية، ومن أجل تحقيق هذه المقاصد بعيداً عن الشبهات لا بد من تفكير جاد مع كل اطراف المجتمع التى تتقاسم مع الصحافة مسؤولية البناء الاجتماعى والسياسى والثقافى والفكرى.. المهم هنا ان الوالى الخضر ومعه وزير التخطيط العمرانى مشكورون اجزلوا لنا العطاء، غير اننا دوماً نطمع فى المزيد، ونريد من السيد الوالى ان يخفض المقدم الى عشرة آلاف جنيه، وان يلقى كذلك مبلغ الخمسة ملايين الذى تقرر ان يتم سداده بعد «6» اشهر، لأننا من ناحية عملية وحسب ظروف الصحافيين التى نعرفها جيداً، فإن معظمهم لن يستطيع سداد المبلغ فى المدة المقررة له، وسندخل صندوق الإسكان فى ملاحقات نحن وهم نعلم سلفاً ان الصحافيين ليس بإمكانهم سدادها، ولا اعتقد ان حكومة الولاية مشكورة سيلحقها الضرر فى شيء لو انها فعلت هذه الخطوة وعززتها بدعم سريع لصندوق الرعاية الاجتماعية الذى نأمل ان تكون فكرته ذراعاً استثمارياً ضخماً يرعى كل قضايا الصحافيين ويبعدهم عن الاحتكاك المباشر باجهزة الدولة فى مثل هذه القضايا.. وما نعلمه ان للاتحاد خططاً طموحة وتحتاج ثمارها لمدة من الزمن حتى يقطفها المجتمع الصحفى، ومع هذا وذاك فإن تكامل الجهود هو من ينتج عملاً مميزاً ومكاسب عظيمه لتعزيز المهنة. شكراً دكتور الخضر ونحن على ثقة انك شخصية سباقة لعمل الخير، ومشارك من الطراز الاول لرجال الدولة فى ترسيخ التجارب الناجحة ودعم المبادرة الجيدة التى يعود نفعها للمجتمع بأسره.. شكراً لك وانت تمد يدك للاتحاد فى دورته الجديدة داعماً لاستكمال الجهود السابقة التى تقف بصماتك شاهدة على معطيات النجاح فيها. برافو ياسر يوسف الزيارة التى قام بها وزير الدولة بالاعلام ياسر يوسف لجمهورية مصر العربية ولقاؤه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، هي فرصة طيبة اكدت قدرة العناصر الشابة التى دفع بها المؤتمر الوطنى للجهاز التنفيذى على الاضطلاع بمهام كبيرة تعزز ثقتنا فى رجال الدولة الجدد.. فالأخ ياسر يوسف من الكوادر القوية والمتمكنة جداً من كل النواحى فى الادارة والخطابة السياسية، ويعرف كيف يتعامل مع ملفات الدولة بذكاء بخلفيته فى العمل التنظيمى التى قضاها ومازال يواصل بإذن الله فيها عبر أجهزة المؤتمر الوطنى. ونعتقد ان بروزه فى زيارة القاهرة بالصورة المميزة التى شاهدناها وتابعناها هو شرف كبير للوسط الاعلامى ينبغى ان يعزز بخطوات عملية فى تقريب الخطى فى القضايا العامة والمشتركة ما بين الخرطوموالقاهرة، ليذيب التوتر الذى دائماً ما يكون هو سيد الموقف فى زيارة المسؤولين الكبار للقاهرة، مثل الزيارة الأخيرة لفخامة الرئيس البشير وما صاحبها من حملة إعلامية مصرية لا يسندها مبرر، واتسمت بالتهريج والفوضى، وفضحت أسماءً كبيرة فى الاعلام المصرى.. إنها ممارسات نريدها أن تكون من الماضى ويطويها النسيان بين شعب همومه العظمى تحتاج لضبط إيقاع النشاط السياسي والاستراتيجى أينما كان الفعل وحجمه وتوقيته.