تابعت التغطية التي قامت بها وسائل الإعلام «المسموع المرئي والمقروء» لزيارة الفريق أول ركن/ بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية لولاية كسلا فوجدت أن معظم الزملاء ممن قام بتغطية ذلك الحدث قد ركز على الجوانب التقليدية في مثل هذه الزيارات التي تقوم بها مؤسسة الرئاسة من حين لآخر لمعظم ولايات السودان فقد ذهب معظم الزملاء إلى القول أن الزيارة قد ركزت على اهتمام مؤسسة الرئاسة بالزراعة والتوسع فيها بالتركيز على دعم المزارعين والمنتجين المحليين وأن السيد/ النائب الأول لرئيس الجمهورية قد وعد مزارعي مشروع حلفا الزراعي بتذليل كافة العقبات التي تعيق إدارة المشروع عن تحقيق أهدافها وأنه قد وعدهم بمد الإدارة بالمعينات اللازمة لتسيير العمل وذلك إما بصيانة العربات الموجودة لدى الإدارة أو توفير عربات جديدة لإدارة المشروع ثم أوردوا حديثه عن القمح كمحصول إستراتيجي تنوي الدولة للتوسع في زراعته بجانب المحاصيل الأخرى كالسمسم والفول حتى تنطلق الزراعة وينطلق المزارع الذي بشره النائب الأول لرئيس الجمهورية بكلمات واضحة تؤكد دعم الدولة للمزارعين وذلك حين قال «نحنا معاكم»!. هذا باختصار ما ذهبت إليه الآلة الإعلامية وهي تتحدث عن زيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية لولاية كسلا التي وقف فيها على الأداء بمشروع حلفا الزراعي ثم ختام زيارته بافتتاح بعض المنشآت التنموية بمدينة كسلا. ونحسب أن التغطية المتعجلة للزيارة قد أغفلت عن الإشارة لأبرز عبارة قالها النائب الأول لرئيس الجمهورية وهو يخاطب مواطني محلية حلفا الجديدة فقد قال إن الذي تحقق من تنمية في ولايات القطاع الشرقي الثلاث القضارفكسلا والبحر الأحمر ما كان له أن يتحقق لو لم يكن هناك سلام في الشرق فمنذ أن تم التوقيع على وثيقة أسمرا لسلام الشرق بين الحكومة وجبهة الشرق في يوم «14» أكتوبر من العام «2006م» نعمت مجتمعات الشرق بالأمن والاستقرار وسكتت أصوات البنادق وتلاشى دوي المدافع وعاش إنسان الشرق في سلام بسببه تجري الآن عجلات التنمية التي يقوم صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق بتنفيذها ولعل أبرزها تأهيل مشروع حلفا الزراعي بمبلغ مقداره خمسين مليون دولار وحيا النائب الأول لرئيس الجمهورية القيادة الثلاثية لجبهة الشرق ممثلة في السيد/ موسى محمد أحمد رئيس جبهة الشرق والدكتور/ مبروك مبارك سليم والدكتورة آمنة ضرار الذين وقعوا على وثيقة أسمرا لسلام الشرق وقال إن سلام الشرق أنموذج ينبغي تقديمه للحركات المتمردة والتي تحمل الآن السلاح حتى تعلم أن التنمية لن تتحقق إلا إذا حدث سلام وأمن واستقرار وقال إن المشروعات التنموية والتي تحققت والتي يجري تنفيذها الآن في ولايات القطاع الشرقي هي نتيجة مستحقة لاتفاقية الشرق وثمرة من ثمرات السلام الذي عده «نعمة وبركة» وبفضل السلام نعمت مناطق مثل «تلكوك» و«همشكوريب» و«كسلا» بالاستقرار والهدوء من بعد فزع ورعب شديدين»!. وقال بفضل من اللَّه أضحت الآن حدودنا مع دولة أريتريا بعد التوقيع على سلام الشرق حدود مصالح ومنافع في إطار الجيرة والتعايش الذي يعود بالنفع على شعبي البلدين ودعا حكومة ولاية كسلا لتعزيز هذه العلاقات مع أريتريا والعمل على تطورها وازدهارها وبخاصة في الجانب الاقتصادي والتجاري. إذن سلام الشرق والذي بسببه تنعم الآن مجتمعات شرقنا الحبيب بالأمن والسلام والاستقرار ينبغي أن يجد حظه المستحق من التوثيق والترويج له بحيث يكون كما قال النائب الأول لرئيس الجمهورية هو الأنموذج بالنسبة لحاملي السلاح في دارفور وغيرها.