كثيرة هي الأشياء والقضايا اللافتة التي تلامس أوتار الهم العام، وتجد منا الاهتمام ربما، وبالتالي تنال حظها من النقاش كردة فعل تبدو مثل الموجة بذبذبات قد تتسع فتنداح، وقد تموت عند ضفاف محدوية الانفعال بأصل الموضوع، ولكن إيقاع الساعة واليوم بات يفرض على حاسة الوطن عندنا كتلة من الضغوط تستوجب تحديد مواقف قطعية باتجاه مناصرة القضية الكلية، في مواجهة تباين لتحديات سرطانية أطلت برأسها و يجب مواجهتها كما هي عليه، لا كما نحن عليه ونتمناه... ومن باب المناصحة لا يجوز السكوت عليها والسعي لترويضها ولو عن طريق المفاكرة بالأمثال المحلية لانتزاع حكمة السنين من فرث أحشائها.. و إليكم أسوق الحديث في سياق قوالب محلية بحتة: أولاً: «علوق الشدة» في ردة فعل الإعلام!! للأسف ظل إعلام الحكومة مكبلاً ربما بضعف الإمكانيات وغياب الرؤية، يطارد الأحداث بطاقة «علوق الشدة»، عاجزاً عن القدرة الاستباقية في قراءة كيمياء التفاعل السياسي محلياً وقومياً وإقليمياً ودولياً، وهذه السمة السالبة أعطت ميزة أفضلية للإعلام الخارجي في الاختراق وكسر طوق الخصوصية السودانية، وتبدو الصورة جلية في الارتباك الواضح والتحرش غير المهني كموقف لوزارة أحمد بلال من إذاعة دبنقا، ونعضد لهذا الاتهام بإفادات مخجلة غابت عنها الحكمة السياسية والعمق المهني للأخ الأزرق من وزارة الخارجية، وهو يكيل لبعثة اليوناميد، التي يتهمها بارتكاب فظائع أخلاقية موثقة ضد مواطنات سودانيات بدارفور، والسؤال الموضوعي لهذا الدبلوماسي الرفيع هو: لماذا غضت وزارته الطرف عن مواجهة هذه الأخطاء الأممية في حينها؟؟ مع أنها قادرة على ذلك في الأمس؟؟ وربما تختلف نسبية القدرة في الحاضر والمستقبل لاعتبارات مرتبطة بكثير من المعطيات السياسية والاقتصادية والأخلاقية والأمنية. وكل العشم أن تكون وزارتا الإعلام والخارجية مؤهلتين بما يكفي للإدراك بأن تحصين فضاءات الوطن يتم بتمكين المؤسسات الإعلامية وتأهيلها لا بذهنية المكابرة ورد الصاع كما في شقاوة الصغار التي تعرف السير في اتجاه واحد وهو ما يعرف ب«آخد حقي بيدي»... مع إفساح المجال لتداول الخبر بهامش حرية يستوعب كثيراً من المتغيرات والمستجدات في عالم بات كالغرفة الواحدة، وما عادت آلية «علوق الشدة» هي الفاعلة في تنظيف ثوب الوطن من قاذورات الكيد السياسي. ثانياً: «سلق البيض» في رسالة مناصحة الوالي!! على خلفية العودة الطوعية التي تمت إلى منطقة أبو جابرة الواقعة في الجزء الشمالي لمحلية قريضة في الطريق إلى نيالا قصاد أبو سفاريك «هذه الإحداثيات الجغرافية ذات معنى ومدلول» قام والي ولاية جنوب دارفور بصفته الرسمية كراعً وممثلً لرئيس جمهورية السودان بزيارة تفقدية إلى هناك في إطار بث التطمينات وبسط هيبة الدولة بتوفير الضمانات الأمنية ورعاية مصالح العباد، وأحسب أن من يجلس على سدة السلطة بتفويض من رئاسة الجمهورية لا يحتاج إلى صك غفران من أحد لممارسة واجباته الرسمية والسياسية، وكل الحقائق الماثلة على أرض الواقع تؤكد أن منطقة أبو جبارة تقع في جمهورية السودان بولاية جنوب دارفور بمحلية قريضة ولها مجلس قرية أسوة بقرية سعدون ويسكنها المساليت والمسيرية جبل وغيرهم من السودانيين وليست هي رقعة لقبيلة في جمهورية اليمن التي تدار بسطوة القبائل المتناحرة مع سلطة الدولة والحكومة في فوضى توثق للجهل والردة في القرن الواحد وعشرين، وهذه الحقيقة المجردة ليست غائبة عن الأخ إبراهيم آدم عثمان المليك الذي حاول إرسال رسالة مبطنة للوالي جار النبي عبر مقاله المنشور بصحيفة «الإنتباهة» صفحة (6» العدد (3082» بتأريخ الجمعه «28 نوفمبر 2014»، ومن خلال المضمون أضحت الرسالة أقرب الى التهديد المبطن للحكومة منها إلى المناصحة التي كانت متوقعة في شكل مقترحات عملية كالمطالبة بتوفير الماء واأمن وبقية الخدمات الأساسية للإنسان، بدلاً عن أسلوب العتاب والتحريض الخبيث باستحلاب العواطف السالبة من ضرع الأبرياء بقرية سعدون مقر محكمة «ال بويا»، والتي صارت الآن حياً من أحياء مدينة قريضة رئاسة المحلية.. وللحديث عن «سعدون» و«الطويل» و«أبو سفاريك» مجال آخر وبمداخل مختلفة توثقه مخطوطات إرشيفية تقبع في جامعة درم ببريطانيا العظمى بعيداً عن مفاهمات «سلق البيض»... و ستظل هذه القناعة محل نزاع فكري ووثائقي محتدم بالرغم من اجتهادات الأخ الصديق إيدام عبد الرحمن، مع كامل احترامي لأهل من الفلاتة والمساليت وبقية مكونات المنطقة، الأخ إبراهيم المليك مطالب بزيارة المنطقة لمعرفة الحقائق على أرض الواقع في الرقعة الجغرافية جنوب مقدومية نيالا!! ثالثا: «حش الجباريك» وأشياء مبعثرة!! حش الجبراكة نشاط عملي اقتصادي تتم مارسته على الأرض حول موقع السكن في الحلة أو «الفريق» لأغراض الاكتفاء الذاتي في حده الأدنى، وعادة ما تمارسه الأمهات أو العجزة بمعية الصغار من باب «أنا أعمل إذن أنا موجود»، وعطفاً على ما سبق يطلق لفظ «حش الجبرايك» على كل عمل يتم إنجازه بفقه الصدفة دون تخطيط ورؤية لتجاوز العقبة والأمثال كثيرة نذكر منها سلسلة وعليكم بالتدبر في العلاقة بين اللفظ والحالة.. تداعيات التمويل الأصغر خارج الإطار المصرفي حش جباريك!! تقابلها حالة الغليان ضد تجاوزات بنك الثروة الحيوانية!! كل ما يدور في أروقة الأندية الرياضية بالسودان حش جباريك!! الإسراف في استخدام الواتساب بدواعي التواصل مع الآخرين حش جباريك!! أكاد أجزم بأن مخرجات الكليات الشورية للمؤتمر الوطني لأغراض انتخابات 2015 حش جباريك!! ما لم تتم غربلة للممارسات وخاصة بالولايات!! أقسم بالثلاثة أن قضية المواطن في منفستو حركات متمردي دارفور حش جباريك!! كما يقول المثل المصري «اقطع دراعي»، أن علاقة مجلس الولايات بالولايات مجرد تشابه في الأسماء لا أكثر !! # مع كامل احترامي تظل الصفحة الاقتصادية في معظم الجرائد اليومية حش جباريك «بنفس واحد»، وللواتساب أثر واضح في توزيع الصياغة بين أفراد الشبكة!!