تعثر مسارا التفاوض بأديس أبابا حول «المنطقتين» جنوب كردفان والنيل الأزرق، وإقليم دارفور وجولات ماكوكية، بعد تمسك الحركة الشعبية قطاع الشمال بضرورة تضمين ملف التفاوض عدداً من العناصر التي تكفل شمول التفاوض في جميع قضايا البلاد في الوقت الذي تمسكت فيه حركات دارفور بمسار جديد بأديس أبابا يتجاوز منبر الدوحة وطرح عدد من القضايا الخاصة بالمنطقة على طاولة المفاوضات، خاصة أن قطاع الشمال قدم ورقة كانت قضايا المنطقتين على هامشها لأنهم يتحدثون عن الحكم الذاتي وقضية تأجيل الانتخابات. وسلم الوفد الحكومي رده للوساطة على ورقة قطاع الشمال على أن ردهم جاء وفق التفويض الممنوح لتفاوض المنطقتين، واتفق وفدا الحكومة وحركتا العدل والمساواة وتحرير السودان بعد اجتماع مباشر بينهما مساء الجمعة الماضية على أن فهمهما لدعوة الاتحاد الأفريقي لمباحثات أديس أبابا كان مختلفاً، وعليه فقد أرجعا الأمر للوساطة بقيادة ثامبو امبيكي للبت فيه بينما رفع وفد الحكومة لمفاوضات المنطقتين مذكرة للوساطة ترفض توسع الحركة الشعبية في قضايا البلاد. قوى خفية بناءً على ما ترتب على الجولات الثمان السابقة والفشل المصاحب لكل جولة مضت سيما ان كافة قرائن الاحداث تشي بذلك، قال رئيس وفد الحكومة لمفاوضات المنطقتين بأديس أبابا إبراهيم غندور إنه لم يتم التوصل لأي اتفاق مع الحركة الشعبية قطاع الشمال بعد جلسة استمرت أكثر من ثلاث ساعات بإشراف الوساطة الأفريقية وعزا تعثر الجولة لإصرار الحركة على تناول كل القضايا عدا قضية المنطقتين، الأمر الذي رفضه وفد الحكومة ورفع مذكرة للوساطة، حيث اتهم بروف غندور قوى خفية تقف وراء قطاع الشمال مضيفاً أن الحركة الشعبية قطاع الشمال تلتقي مع قوى سياسية تتبنى أفكارها وأطروحاتها وتحاول تمريرها عبر جولة التفاوض الحالية، وأضاف ما زال موقف الحكومة السودانية ثابتاً منذ الجولة الأولى وأنهم الآن ينتظرون رد الوساطة على مذكرتهم وسلم وفد الحكومة الذي يرأسه غندور رده للوساطة على مذكرة الحركة الشعبية، وقال إن ردهم للمذكرة جاء وفق التفويض الممنوح لتفاوض المنطقتين. وكانت الحركة الشعبية قد طالبت في مذكرتها لامبيكي بضرورة إدراج إعلان باريس وعقد لقاء مع القوى السياسية المعارضة للحوار الوطني الممثلة في قوى الإجماع الوطني بأديس أبابا، فضلاً عن تأجيل الانتخابات والحكم الذاتي وقال غندور إن الوساطة أشبه ب«الجودية» لا تستطيع أن تتخذ قرارات حاسمة لكنها تستطيع قول رأيها بوضوح، وأبدى غندور ترحيبه بالقوى السياسية التي وفدت إلى العاصمة الأثيوبية لإجراء مشاورات مع الأطراف المتفاوضة بغية تقريب وجهات النظر خاصة تلك القوى الحاملة للسلاح، مطالباً القوى السياسية بمزيد من الضغط لإثناء تلك القوى عن طريق الاحتراب والاقتتال. تدخل إسرائيلي في سياق ذي صلة نستعرض بعض أطماع القوى الخفية فهي لم تعد خفية لدى الكثير خاصة القارئ الحصيف، ولعل اسرائيل لها مطامع عدة فى السودان و كيف تطور الضغط اليهودي الأمريكي الغربي على السودان إلى مرحلة التدخل المباشر منذ الخمسينيات اى قبل الاستقلال و الان نلحظه واضحاً فى الجنوب و امتد ايضاً إلى دارفور فى يوليو العام 2004 أي بعد الاجتماع العاجل لمنظمي أنقذوا دارفور أصدر مجلسا الشيوخ والنواب الأمريكيين بياناً مشتركاً يتحدثان فيه عن مجازر جماعية تقوم بها الخرطوم في دارفور، حيث أعلن كولن باول في واشنطن أن مجازر جماعية وقعت في دارفور ما يسمح لواشنطن بالتدخل في السودان وفي اليوم نفسه دعمت واشنطن قراراً من مجلس الأمن يفرض عقوبات على الشركات النفطية العاملة في السودان، والمطالبة بالتدخل العسكري ضد الخرطوم. الجدير بالذكر أن اسرائيل قامت بنقل اسلحة إلى متمردي دارفور ولاول مرة قامت اسرائيل بارسال مساعدات إنسانية إلى السودان من خلال انضمامها إلى عدة مجموعات يهودية أمريكية، كما قامت بتمويل التظاهرة لإنقاذ دارفور واستئجار سيارات لنقل المشاركين في التظاهرة الكبيرة في واشنطن لإنقاذ دارفور، و فى الوقت نفسه اعلن عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان عن فتح مكتب في تل أبيب , هذه القرائن جميعها تشير وتؤكد تدخل اسرائيل حيث اشار استاذ العلوم السياسية فتحي الرحمن السيد للصحيفة إلى محاولات إقحام جهات أجنبية في الشأن الوطني السوداني، مستنكراً جلوس قطاع الشمال مع منظمات إسرائيلية قبل الدخول في مفاوضات مباشرة مع الحكومة مبيناً أن تلك التدخلات تهدف لزيادة معاناة أهل السودان قائلاً : لقاء قطاع الشمال بالوفد الإسرائيلي يسهم في عرقلة مسار التفاوض والتعمد وعدم التوصل لاتفاق نهائي ينهي الحرب ومعاناة أهل المنطقتين وعلى الوفد الحكومي التمسك بمناقشة قضية النيل الأزرق وجنوب كردفان فقط بجانب إكمال الاتفاق الإطاري وتكوين اللجان حسب قرارات الوساطة الإفريقية. مؤامرة واشنطن أكد السفير الأسبق عثمان السيد أن هناك مؤامرة غربية كبيرة على السودان بسبب رفض السودان التطبيع مع اسرائيل، ورفضه كل محاولات التقارب بين اسرائيل والعرب قبل الاتفاق على حل الصراع العربي الاسرائيلي بشكل نهائي مضيفاً «للصحيفة»، إن إصرار السودان على استقلال قراره وعدم الرضوخ للضغوط الغربية والصهيونية، جعل السودان هدفاً للولايات المتحدةالامريكية وإسرائيل مشدداً على أن واشنطن تقف وراء جميع القرارات التي صدرت بحق السودان والرئيس البشير بالرغم انها ليست عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، إلا أنها تمثل الأصابع الخفية التي تحرك المحكمة ضد السودان, واصفاً محاولات توقيف الجنائية للرئيس البشير أنها حلقة ضمن حلقات التدخل و استهداف السودان مشيراً في ذلك إلى أن وقوف إسرائيل وغيرها من القوى الغربية وراء عملية أم درمان التي قامت بها حركة العدل والمساواة الذى يأتي في إطار سعي الغرب لاسقاط الحكومة , كاشفاً عن أسباب ذلك أن السودان رفض منذ البداية ما أسماه بمعادلة الظلم في استخراج البترول، حيث كانت تريد الولاياتالمتحدة أن تحصل على عائدات النفط مقابل استخراجه وقال ان القوى الغربية تشعر بعدم الارتياح للسودان نظراً لان حكومة الخرطوم ساعدت على دخول الصين بقوة الى افريقيا. واتهم القوى الغربية بالسعي الى إجهاض عملية التحول الديمقراطي و السعي لتخريب العملية السلمية في السودان، وقال بأن للسودان مطلق الحرية فى توقيع كافة الاتفاقيات مثل نيفاشا وأبوجا واسمرة والان اديس ابابا وليس من حق القوى الغربية التدخل فى ابرام هذه الاتفاقيات او تحريض الطرف المعارضة فى الداخل بعدم الاتقاف، كما يحدث الان من الحركة الشعبية قطاع الشمال فى مفاوضات المنطقتين و محاولة التفاف عرمان وراء التسويق لاعلان باريس وغيره من الاتفاقيات الخارجية والوصول مع القوى الخفية والمعلومة لدينا لتطبيق حلم مشروع السودان الجديد الذى انتفى بانفصال جنوب السودان.