يقف الثوار الليبيون أمام اختبار حاسم بعد اغتيال قائد المعارضة عبد الفتاح يونس، بات يوازي بأهميته محاربة العقيد معمر القذافي. وتستمر الجهود لحل لغز مقتله الذي أدى إلى اهتزاز الثقة المحلية والدولية بالمجلس الوطني الانتقالي وانقسام المعارضة، فيما عزز الثوار الليبيون امس مواقعهم في بلدة بئر الغنم التي سيطروا عليها قبل يومين مقتربين أكثر من طرابلس. ومن بئر الغنم يتطلع الثوار لقطع الطريق الساحلية إلى العاصمة، بينما يسعى زملاؤهم إلى السيطرة على زليتن والبريقة، في وقت تعاني طرابلس من أزمة حادة على مختلف الصعد. وكان البغدادي المحمودي رئيس الوزراء في نظام العقيد معمر القذافي قد تحدث أمس عن استرجاع الكتائب التابعة للنظام بلدة بئر الغنم التي تقع على مسافة ثمانين كيلومترا جنوب غرب طرابلس. لكن المتحدث العسكري باسم ثوار الجبل الغربي العقيد جمعة إبراهيم، سرعان ما فند مزاعم نظام القذافي بهذا الشأن في اتصال مع الجزيرة، كما فند تلك المزاعم مراسلان لرويترز وفرانس برس. وكشفت صحيفة ذي تايمز اللندنية امس ان بريطانيا والحكومات الغربية ساعدت الثوار في ليبيا في إعداد مسودة خطة لمرحلة ما بعد القذافي في ليبيا، يمكن أن تحتفظ بالكثير من عناصر البنية الامنية الحالية للنظام لتجنب انهيار على نمط العراق، ما قد يسفر عن فوضى في ليبيا. وفي ما يأتي نص مقال كتبه في الصحيفة عن ذلك مراسلها توم كوغلان: حصلت ذي تايمز على نسخة من 70 صفحة لهذه الخطة ترسم معالم الشهور الأولى بعد سقوط نظام القذافي. وتم إعداد الخطة من جانب المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي بمساعدة غربية، وخصوصا من جانب بريطانيا. وتكشف الوثيقة النقاب عن أن قوى الثوار لا تثق كثيرا في قدراتها على اطاحة القذافي، لكنها تتوقع أن ينهار النظام من الداخل. وعلى الرغم من البلاغيات العلنية، فإن الوثيقة البالغة السرية تظهر أيضا أن مخططي الثوار استخلصوا أن الزحف الناجح نحو طرابلس غير متوقع، وكذلك قتل القذافي في قصف من جانب حلف شمال الاطلسي «ناتو». وبدلا من ذلك فهم يعتقدون أن الأرجح هو اطاحته خلال انتفاضة شعبية أو انقلاب. وأكد مجلس الثوار الانتقالي صحة وثيقة التخطيط، لكنه طلب من ذي تايمز حجب تفاصيل قد تهدد مؤيدي الثورة في طرابلس. وسيبدأ برنامج مدعوم دوليا للطوارئ قيمته 550 مليون دولار من الغاز والوقود مخصص لغربي ليبيا في العمل فور سقوط النظام. وهناك أيضا برنامج مدعوم من الاممالمتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية برا وبحرا وجوا، بدعم من الدول الإسلامية المؤثرة مثل الإمارات العربية وقطر وتركيا. وورد اقتراح بأنه، في حالة مقتل القذافي أو إطاحته، سيكون المجلس الانتقالي والداعمون الغربيون مستعدين للتفاوض مع أبنائه. وقال مصدر في الخارجية البريطانية: تعلمنا من الحروب السابقة أن من الضروري للغاية أن يبدأ النظام الدولي في التخطيط المبكر من أجل استقرار السلام. وقال اللورد آشداون، المندوب السامي في البوسنة سابقا: تبدو هذه وكأنها خطة معقولة متكاملة، لكن يجب ألا نفترض أننا سنصل جميعا إلى هذه النتائج اليوم «الثلاثاء». وفي تقديري أنه ستحدث فوضى. وستكون النتائج على الأقل خلال فترة معينة هي تقسيم ليبيا... ستحدث فوضى وعدم انتظام، لكننا نفضل هذه الخطة بالتأكيد على ما شاهدناه في العراق.