خلال هذا العام زرت دولتين افريقيتين احداهما عربية والاخرى غير ناطقة بلغة الضاد. وغير هاتين الدولتين زرت العديد من الدول ووجدتها جميعاً تقف خلفنا في الاتصالات. السودان يعتبر من الدول المتقدمة جداً في مجال الاتصالات والخدمة التى تقدم افضل كثيراً من جميع الدول التى زرتها على قلتها. ولكن رغم التقدم الاثيري هذا مازالت شركات الاتصال في السودان وقبلها الهيئة القومية للاتصالات تقبع تحت خط الارقام غير المسجلة. اعلانات كثيفة واموال طائلة صرفتها شركات الاتصال في السودان تحث فيها مشتركيها من اجل تسجيل بيانتهم حتى يتمتعوا بالخدمة. إغراءات كثيرة وضعتها شركات الاتصال، والهيئة حددت تاريخاً لاغلاق جميع الارقام غير مكتملة البيانات. ولكن لم يحدث شيء من هذا، فمازالت هناك ارقام غير مسجلة وتتمتع بخدمات الاتصال. هذه الأرقام لا تتمتع فقط بخدمات الاتصال وانما تستخدم في عمليات النصب والاحتيال. قبل اسابيع قليلة حكي لي احد الاقارب عن عملية نصب تمت برقم لم يجد له بيانات. ومن المؤكد ان الكثير من المواطنين نصب عليهم ولم يجدوا الجاني. وفي خواتيم الاسبوع الماضي اتصل احدهم بامرأة فاضلة تسعى الى الوضع الافضل وهذه طبيعة البشر. قبل ان يتصل ذاك الشخص بعث رسالة «وهمية» بها رقم شركة سوداني وتحمل رصيد يسيل له اللعاب، ثم اردف تلك الرسالة باتصال ليطلب من السيدة عدم اغلاق الخط. استدرج المتصل ضحيته وأكسبها الثقة بأنها فائزة بهذا المبلغ، بعد ان طلب منها تأكيد ان رقمها مكتمل البيانات. وبعد ان ايقن بأن الضحية اصبحت جاهزة للنصب طلب منها تحويل مبلغ كبير لهاتفها حتى تستطيع استخدام الرصيد «الوهمي». حولت «المسكينة» رقماً ليس بالضخم ولكنه يعتبر لا بأس به بالنسبة لصاحب الرقم الوهمي. وطلب منها ان تتبع بعض الخطوات، وما كانت تلك الخطوات إلا تقنية لتحويل الرصيد لرقمه «الوهمي» وبعدها اغلق هاتفه ولم يفتحه الا في صبيحة اليوم الثاني ربما لضحية جديدة. حاولت السيدة الاتصال بالرقم «0119995495» كثيراً ولكنه يوجد في حالتين اما مشغول او لا يمكن الوصول اليه. فقدت السيدة مالها على قلته، ولكن ان كان صاحب هذا الرقم مكتمل البيانات لتم تخليص المجتمع منه ومن امثاله. حسناً.. أين تهديد هيئة الاتصالات للشركات بإغلاق الأرقام غير مكتملة البيانات؟ حتى اليوم العديد من الأرقام مازالت تعمل وبعضها قد يتم ارتكاب جرائم به دون القدرة على الوصول لأصحابها. وأين دور شركات الاتصال في مثل هذه الجرائم الدخيلة على مجتمعنا؟ اسئلة تحتاج للإجابة «عملياً» إن كان من هيئة الاتصالات او الشركات العاملة في هذا المجال. عزيزي القارئ نرجو ألا تقع ضحية لضعاف النفوس من محتالي الاتصالات.. ونحذركم من التعامل مع صحاب الرقم اعلاه.