يجتمع غدًا الأحد شباب أكثر من ثلاثين دولة إفريقية في الخرطوم في تظاهرة شبابية هي المؤتمر العام الثالث لاتحاد شباب إفريقيا وهي تظاهرة كبيرة بكل حال تكاد تفوق القمم الإفريقية أهمية لجهة أن الحضور هم سواعد التغيير في العالم وليس القارة السمراء فقط خاصة إذا مانظرنا إلى أن التظاهرات في العالم الغربي ردد بعض المشاركون فيها التغيير الذي بات ذائع الصيت في كل أنحاء العالم «الشعب يريد إسقاط النظام».. يجتمع شباب الدول لإحياء ذلك الشعار المخيف بالنسبة للحكام والملوك بينما يحرِّض شباب السودان شباب إفريقيا على أمر آخر أكثر حيوية يظهر بشكل جلي في معاني المؤتمر الذي يجيء تحت شعار «الحراك الشبابي من أجل التحرر الاقتصادي.. الآن» ما يعني استشعار الشباب للحالة الاقتصادية التي تمر بها كل دول العالم بلا استثناء وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية. يتزامن مع وصول الشباب الإفريقي الذين وصل منهم حتى ظهر أمس «70» مشاركاً يمثلون «14» دولة بجانب عدد من وزراء الشباب الأفارقة تطمينات وزير المالية علي محمود بأنه رغم الانفصال الدولة على مايرام.. ولكن بعيدًا عن ذلك فإن انعقاد المؤتمر في الخرطوم وفي هذا التوقيت مسألة تحمل عدة دلالات منها تعزيز أن السودان غير منفصل من إفريقيا بعد انفصال الجنوب بجانب تمتين أواصر التواصل الإفريقي خاصة إذا ماوضعنا في الاعتبار مناصرة كثير من الأفارقة للسودان في كثير من القضايا وعلى رأسها المحكمة الجنائية حتى وعندما أصاب الخبل قضاة كينيين اعتذرت كينيا عن ذلك وحملت صحف أمس الجمعة حمل وزيري الدفاع والخارجية الكينيين رسالة اعتذار من الرئيس الكيني للرئيس البشير فضلاً عن أن استضافة المؤتمر والتي نافست لاحتضانه عدد من الدول بجانب السودان يؤكد أحقية السودان أن يكون مقرًا لاتحاد الشباب الإفريقي الذي استضافته الخرطوم العام الماضي وبرعاية من الرئيس البشير شخصيًا حيث شرف حفل انتقال المقر إلى السودان.. أيضًا من مؤشرات قيام مثل هذا المؤتمر التأمين على اهتمام الحكومة بالشباب وبدورهم في المجتمع وتأكيد أحقيتهم بالإسهام في المجتمع كل تلك العوامل التي تؤكد أهمية المؤتمر دون سائر المؤتمرات هو أمران آخران جديران بالذكر الأول هو مشاركة رئيس الاتحاد الإفريقى رئيس غينيا في المؤتمر وللمعلومية هو لأول مرة يزور السودان الأمر الثاني هو تنظيم اتحاد الشباب السوداني ممثل السودان في المؤتمر والقائم على ترتيبات المؤتمر هو تأكيد النائب الأول المشاركة في ندوة في اليوم الثاني للمؤتمر وهو لقاء حواري مهم جدًا يفتقده كثير من شباب إفريقيا في دولهم. المؤتمر في حد ذاته ثورة شبابية موازية لثورات الربيع العربي تمكِّن شباب إفريقيا من إخراج الهواء الساخن في صدورهم خاصة وأنه يناقش مسألة التحرر الاقتصادي والذي هو مدخل للتحرر السياسي والاجتماعي والثقافي ومدخل حقيقي لجعل كل ميدان في كل دولة إفريقية ميدان «تحرير مصري»