أعلن رئيس الجمهورية عمر البشير أن الجيش والقوات النظامية ستُسلِّم السودان هذا العام خالياً من التمرد، وزاد قائلاً: «الناس الموجودين في الفنادق ويصرفوا ويعملوا على تعطيل السودان نقول لهم إن هذا العام لن تروا تمرداً.. كل شيء ليهو حد». وسخر من الذين تكهنوا بانهيار البلاد عقب الانفصال قائلاً «الحساب عندنا واحد زايد واحد لا يساوي اتنين» وأضاف «إذا أمريكا عندها قوة خليها تمسك المطرة مننا» وأضاف سنواجه ادعاءاتهم بالقوة والعزيمة. ووصم البشير أمام حشد من مزارعي الجزيرة والمناقل أمس، قادة المعارضة المتحالفة مع الجبهة الثورية بالعملاء والمرتزقة، وقال: «نعم أقولها بالصوت العالي هم مرتزقة لأن الجبهة الثورية كانت تقاتل إلى جانب القذافي من أجل المال أثناء انتفاضة الشعب الليبي، وأيضاً قاتلوا في الصراع الدائر في الجنوب مع الجيش الشعبي من أجل المال». ووجّه البشير رسالة شديدة اللهجة إلى كل قوى المعارضة قائلاً: «من يتحالف مع الأعداء من الجبهة الثورية فهم مرتزقة ومخربين وليست لديهم ذمة» وتابع «هؤلاء باعوا أنفسهم لأعداء السودان، ومن يريد أن يتحالف معهم عليه أن يبقى معهم في الخارج وأن يلاقينا في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور». غير أنه قال إن أيادينا ستظل ممدودة أمام قوى المعارضة وجاهزة للسلام، إلا أنه قطع بعدم التوقيع على أية اتفاقية جديدة قائلاً: «ليس لدينا اتفاقية جديدة لنوقعها.. في دارفور لدينا الدوحة وهذه نهائية، وما في اتفاقية جديدة والعايز سلام أهلاً والما عايز نحسمه في الميدان». جمع بين قضية المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، وتعهّد بإكمال ما تبقى من اتفاقية السلام بشأن المنطقتين، وأكد أنهم لن يقبلوا بأن تفتح المفاوضات بأديس أبابا. وقطع البشير بأن الحكومة لن تسلِّم البلاد لأي شخص إلا عبر صندوق الانتخابات، قائلاً: «استلمنا هذه البلد ولم يكن فيها سلاح ولا ذخيرة ولا نقود ولا بترول ولا قمح، والذي يريد تغيير النظام عليهم بصندوق الانتخابات». وأشار إلى أن «السودانيين هم من يقررون كيف يحكم السودان، بجانب نواب الشعب المنتخبين بأم درمان البرلمان ، وليس بالسفر إلى أديس أبابا أو الجلوس في الفنادق». وأكد البشير جدية حكومته بالمضي في الحوار الوطني، الذي أطلق مبادرته في يناير الماضي، لجمع أهل السودان كافة حول ثوابت وقضايا أساسية من أجل الاستقرار السياسي. وسخِر البشير من المحكمة الجنائية الدولية عقب تجميدها قضية دارفور، وأكد أن المحكمة الجنائية «رفعت يديها وسلمت»، قائلاً: «إنها لم تفشل لأن الرئيس رفض ولكن الشعب السوداني هو الذي رفض أن يسلم لمحاكم الاستعمار»، وناشد بعدم الاستماع لمن أسماهم «المخذّلين والمخربين عديمي الهمة الذين لا يريدون للسودان التقدم». ووصف البشير قوات «يوناميد» بدارفور بالضعف وتحتاج لحمايتها من قبل القوات المسلحة، وقال «لهذا قلنا لها مع السلامة وكتر الله خيركم وجزاكم الله خيراً، وبارك الله فيمن زار وخف»، وأضاف بأنه لا يوجد أحد سيفرض عليهم رأيه.ونفى الرئيس أن تكون لدى السودان أية أجندة سياسية أو شروط مسبقة مع دولة الصين، مبيناً أنها شراكة حقيقية مع الصين التي قال إنها انطلقت في كل أفريقيا. وأعلن أن السودان سيصدر القمح قريباً إلى كل دول العالم، مشيراً إلى أن السودان لديه إمكانية عالية في توفير كل الأراضي للأمن الغذائي العالمي، وكشف أن المرحلة القادمة ستشهد دخول كثير من المستثمرين بإمكانات كبيرة للبلاد. وتعهّد بمعالجة كل الإشكالات التي تواجه مشروع الجزيرة، وقال الحديث بأن السودان سيكون سلة غذاء العالم سيكون عملاً محسوباً.